عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:44 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّما أنا منذرٌ وما من إلهٍ إلاّ اللّه الواحد القهّار (65) ربّ السّموات والأرض وما بينهما العزيز الغفّار}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} يا محمّد لمشركي قومك. {إنّما أنا منذرٌ} لكم يا معشر قريشٍ بين يدي عذابٍ شديدٍ، أنذركم عذاب اللّه وسخطه أن يحلّ بكم على كفركم به، فاحذروه وبادروا حلوله بكم بالتّوبة {وما من إلهٍ إلاّ اللّه الواحد القهّار} يقول: وما من معبودٍ تصلح له العبادة، وتنبغي له الرّبوبيّة، إلاّ اللّه الّذي يدين له كلّ شيءٍ، ويعبده كلّ خلقٍ، الواحد الّذي لا ينبغي أن يكون له في ملكه شريكٌ، ولا ينبغي أن تكون له صاحبةٌ، القهّار لكلّ ما دونه بقدرته). [جامع البيان: 20/139-140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 65 - 66.
أخرج النسائي ومحمد بن نصر والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار). [الدر المنثور: 12/616]

تفسير قوله تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ربّ السّموات والأرض، يقول: مالك السّموات والأرض وما بينهما من الخلق؛ يقول: فهذا الّذي هذه صفته، هو الإله الّذي لا إله سواه، لا الّذي لا يملك شيئًا، ولا يضرّ، ولا ينفع
وقوله: {العزيز الغفّار} يقول: العزيز في نقمته من أهل الكفر به، المدّعين معه إلهًا غيره، الغفّار لذنوب من تاب منهم ومن غيرهم من كفره ومعاصيه، فأناب إلى الإيمان به، والطّاعة له بالانتهاء إلى أمره ونهيه). [جامع البيان: 20/140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 65 - 66.
أخرج النسائي ومحمد بن نصر والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار). [الدر المنثور: 12/616] (م)

تفسير قوله تعالى: (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال: {هو نبأ عظيم} قال: القرآن [الآية: 67]). [تفسير الثوري: 261]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل هو نبأٌ عظيمٌ (67) أنتم عنه معرضون (68) ما كان لي من علمٍ بالملإ الأعلى إذ يختصمون (69) إن يوحى إليّ إلاّ أنّما أنا نذيرٌ مبينٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} يا محمّد لقومك المكذّبيك فيما جئتهم به من عند اللّه من هذا القرآن، القائلين لك فيه: إن هذا إلاّ اختلاقٌ {هو نبأٌ عظيمٌ} يقول: هذا القرآن خبرٌ عظيمٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عبد الأعلى بن واصلٍ الأسديّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن شبل بن عبّادٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {قل هو نبأٌ عظيمٌ (67) أنتم عنه معرضون} قال: القرآن.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا هشامٌ، عن ابن سيرين، عن شريحٍ، أنّ رجلاً قال له: أتقضي عليّ بالنّبأ؟ قال: فقال له شريحٌ: أوليس القرآن نبأٌ؟ قال: وتلا هذه الآية: {قل هو نبأٌ عظيمٌ} قال: وقضى عليه.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {قل هو نبأٌ عظيمٌ (67) أنتم عنه معرضون} قال: القرآن). [جامع البيان: 20/140-141]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (من آية 67 - 70.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وأبو نصر السجزي في الإبانة عن مجاهد في قوله {قل هو نبأ عظيم} قال: القرآن). [الدر المنثور: 12/616]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد في الإبانة ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة، وابن جرير عن قتادة {قل هو نبأ عظيم} قال: إنكم تراجعون نبأ عظيما فأعقلوه عن الله {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون} قال: هم الملائكة عليهم السلام كانت خصومتهم في شأن آدم عليه السلام (إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الماء) إلى قوله (إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) (البقرة 30) ففي هذا اختصم الملأ الأعلى). [الدر المنثور: 12/616-617]

تفسير قوله تعالى: (أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أنتم عنه معرضون} يقول: أنتم عنه منصرفون لا تعملون به، ولا تصدّقون بما فيه من حجج اللّه وآياته). [جامع البيان: 20/141]

تفسير قوله تعالى: (مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون قال اختصموا إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا للذي خلقه بيده). [تفسير عبد الرزاق: 2/168-169]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن ابن عباس أن النبي قال أتاني آت الليلة في أحسن صورة أحسبه قال يعني في المنام فقال يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قال النبي قلت لا قال النبي فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي أو قال نحري فعلمت ما في السموات وما في الأرض ثم قال يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قال قلت نعم يختصمون في الكفارات والدرجات والكفارات المكث في المساجد بعد الصلوات والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه وقال يا محمد إذا صليت فقل اللهم إني أسألك الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبضني إليك غير مفتون والدرجات بذل الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام). [تفسير عبد الرزاق: 2/169]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {بالملأ الأعلى} قال: يتجلّى ربّك في أحسن صورةٍ فيقول: يا محمّد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فيقول: يا ربّ لا أدري فيضع كفّه على صدره حتّى يجد بردها بين كتفيه فلا يسأله عن شيء إلا أخبره [الآية: 69]). [تفسير الثوري: 261]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا سلمة بن شبيبٍ، وعبد بن حميدٍ، قالا: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: أتاني اللّيلة ربّي تبارك وتعالى في أحسن صورةٍ، قال أحسبه في المنام، فقال: يا محمّد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: لا، قال: فوضع يده بين كتفيّ حتّى وجدت بردها بين ثدييّ أو قال: في نحري، فعلمت ما في السّماوات وما في الأرض، قال: يا محمّد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم، في الكفّارات، والكفّارات المكث في المساجد بعد الصّلاة، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخيرٍ ومات بخيرٍ، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمّه، وقال: يا محمّد، إذا صلّيت فقل: اللّهمّ إنّي أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنةً فاقبضني إليك غير مفتونٍ، قال: والدّرجات إفشاء السّلام، وإطعام الطّعام، والصّلاة باللّيل والنّاس نيامٌ.
وقد ذكروا بين أبي قلابة، وبين ابن عبّاسٍ في هذا الحديث رجلاً وقد رواه قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللّجلاج، عن ابن عبّاسٍ). [سنن الترمذي: 5/219-220]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ قال: حدّثني أبي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللّجلاج، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أتاني ربّي في أحسن صورةٍ، فقال: يا محمّد، قلت: لبّيك ربّي وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: ربّ لا أدري، فوضع يده بين كتفيّ فوجدت بردها بين ثدييّ فعلمت ما بين المشرق والمغرب، فقال: يا محمّد، فقلت: لبّيك وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الدّرجات والكفّارات، وفي نقل الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكروهات، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة، ومن يحافظ عليهنّ عاش بخيرٍ ومات بخيرٍ، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمّه.
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه.
وفي الباب عن معاذ بن جبلٍ، وعبد الرّحمن بن عائشٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقد روي هذا الحديث عن معاذ بن جبلٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بطوله وقال: إنّي نعست فاستثقلت نومًا فرأيت ربّي في أحسن صورةٍ؟ فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟). [سنن الترمذي: 5/220-221]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا معاذ بن هانئٍ أبو هانئٍ اليشكريّ، قال: حدّثنا جهضم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن زيد بن سلاّمٍ، عن أبي سلاّمٍ، عن عبد الرّحمن بن عائشٍ الحضرميّ، أنّه حدّثه عن مالك بن يخامر السّكسكيّ، عن معاذ بن جبلٍ قال: احتبس عنّا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ذات غداةٍ من صلاة الصّبح حتّى كدنا نتراءى عين الشّمس، فخرج سريعًا فثوّب بالصّلاة، فصلّى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وتجوّز في صلاته، فلمّا سلّم دعا بصوته فقال لنا: على مصافّكم كما أنتم ثمّ انفتل إلينا فقال: أما إنّي سأحدّثكم ما حبسني عنكم الغداة: أنّي قمت من اللّيل فتوضّأت فصلّيت ما قدّر لي فنعست في صلاتي فاستثقلت، فإذا أنا بربّي تبارك وتعالى في أحسن صورةٍ، فقال: يا محمّد قلت: لبّيك ربّ، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري ربّ، قالها ثلاثًا قال: فرأيته وضع كفّه بين كتفيّ حتّى وجدت برد أنامله بين ثدييّ، فتجلّى لي كلّ شيءٍ وعرفت، فقال: يا محمّد، قلت: لبّيك ربّ، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفّارات، قال: ما هنّ؟ قلت: مشي الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصّلوات، وإسباغ الوضوء في المكروهات، قال: ثمّ فيم؟ قلت: إطعام الطّعام، ولين الكلام، والصّلاة باللّيل والنّاس نيامٌ. قال: سل. قلت: اللّهمّ إنّي أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنةً في قومٍ فتوفّني غير مفتونٍ، وأسألك حبّك وحبّ من يحبّك، وحبّ عملٍ يقرّب إلى حبّك، قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّها حقٌّ فادرسوها ثمّ تعلّموها.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. سألت محمّد بن إسماعيل، عن هذا الحديث، فقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. هذا أصحّ من حديث الوليد بن مسلمٍ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، قال: حدّثنا خالد بن اللّجلاج قال: حدّثني عبد الرّحمن بن عائشٍ الحضرميّ، قال: سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فذكر الحديث. وهذا غير محفوظٍ. هكذا ذكر الوليد، في حديثه عن عبد الرّحمن بن عائشٍ، قال: سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم. وروى بشر بن بكرٍ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، هذا الحديث بهذا الإسناد عن عبد الرّحمن بن عائشٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهذا أصحّ، وعبد الرّحمن بن عائشٍ لم يسمع من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم). [سنن الترمذي: 5/221-222]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما كان لي من علمٍ بالملإ الأعلى} يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي قومك: {ما كان لي من علمٍ بالملأ الأعلى} من الملائكة {إذ يختصمون} في شأن آدم من قبل أن يوحي إليّ ربّي فيعلّمني ذلك، يقول: ففي إخباري لكم عن ذلك دليلٌ واضحٌ على أنّ هذا القرآن وحيٌ من اللّه وتنزيلٌ من عنده، لأنّكم تعلمون أنّ علم ذلك لم يكن عندي قبل نزول هذا القرآن، ولا هو ممّا شاهدته فعاينته، ولكنّي علمت ذلك بإخبار اللّه إيّاي به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ما كان لي من علمٍ بالملإ الأعلى إذ يختصمون} قال: الملأ الأعلى: الملائكة حين شووروا في خلق آدم، فاختصموا فيه، وقالوا: لا تجعل في الأرض خليفةً.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {بالملإ الأعلى إذ يختصمون} هو: {إذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً}
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ما كان لي من علمٍ بالملإ الأعلى} قال: هم الملائكة، كانت خصومتهم في شأن آدم حين قال ربّك للملائكة: {إنّي خالقٌ بشرًا من طينٍ} حتّى بلغ {ساجدين} وحين قال: {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} حتّى بلغ {ويسفك الدّماء} ففي هذا اختصم الملأ الأعلى). [جامع البيان: 20/141-142]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: حدثنا الحسن بن سوّارٍ، ثنا ليثٌ، عن معاوية - يعني ابن صالحٍ - عن أبي يحيى، عن أبي يزيد، عن أبي سلّامٍ الأسود، عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: جئت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعد صلاة الصّبح، فقال: " إنّ ربّي أتاني اللّيلة في أحسن صورةٍ... " الحديث بطوله. وزاد في آخره: " اللّهمّ إنّي أسألك حبّك، وحبّ من يحبّك، وحبًّا يبلّغني حبّك "). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/160]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو يعلى: حدثنا سريجٌ، ثنا أبو حفصٍ الأبّار، عن ليث ابن أبي سليمٍ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " جاءني ربّي في أحسن صورةٍ فقال: يا محمد، قلت: لبّيك ربّي وسعديك. قال: هل تدري فيم يختص الملأ الأعلى؟. قلت: لا أدري. قال: فوضع يده على صدري، فوجدت بردها بين كتفيّ. قال: فوضع يده بين كتفيّ فوجدت بردها في صدري، فقال: يا محمّد. قلت: لبّيك وسعديك. قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الدّرجات والكفّارات. أمّا الدّرجات فإسباغ الوضوء في المكروهات، ونقل الأقدام إلى الجماعات. وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة، وأمّا الكفّارات فإطعام الطّعام وإفشاء السّلام، والصّلاة باللّيل والنّاس نيامٌ. فمن فعل ذلك عاش بخيرٍ، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، وقال لي: يا محمّد. قل: اللّهمّ إنّي أسألك عمل الحسنات، وترك السّيّئات، وحبّ المساكين، وإذا أردت بقومٍ فتنةً وأنا بينهم فتوفّني إليك غير مفتونٍ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/161]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد في الإبانة ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة، وابن جرير عن قتادة {قل هو نبأ عظيم} قال: إنكم تراجعون نبأ عظيما فأعقلوه عن الله {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون} قال: هم الملائكة عليهم السلام كانت خصومتهم في شأن آدم عليه السلام (إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الماء) إلى قوله (إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) (البقرة 30) ففي هذا اختصم الملأ الأعلى). [الدر المنثور: 12/616-617] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى} قال: الملائكة حين شووروا في خلق آدم عليه السلام فاختصموا فيه: قالوا أتجعل في الأرض خليفة). [الدر المنثور: 12/617]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون} قال: هي الخصومة في شأن آدم {أتجعل فيها من يفسد فيها} ). [الدر المنثور: 12/617]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تدرون فيم يختصم الملاء الأعلى قالوا: الله ورسوله أعلم قال: يختصمون في الكفارات الثلاث، إسباغ الوضوء في المكروهات والمشي على الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة). [الدر المنثور: 12/617]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وأحمد، وعبد بن حميد والترمذي وحسنه ومحمد بن نصر رضي الله عنه في كتاب الصلاة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني ربي الليلة في أحسن صورة أحسبه قال في المنام قال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا، فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو في نحري فعلمت ما في السموات وما في الأرض ثم قال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملاء الأعلى قلت: نعم، في الكفارات والمكث في المسجد بعد الصلوات والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه وقل يا محمد إذا صليت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، قال: والدرجات، إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام). [الدر المنثور: 12/617-618]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي وصححه ومحمد بن نصر والطبراني والحاكم، وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم دعا بسوطه فقال: على مصافكم كما أنتم، ثم انفتل إلينا ثم قال: أما إني أحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت الليلة فقمت وصليت ما قدر لي ونعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال: يا محمد قلت لبيك ربي قال: فيم يختصم الملاء الأعلى قلت: لا أدري، فوضع كفه بين كتفي فوجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء وعرفته فقال: يا محمد قلت لبيك رب قال: فيم يختصم الملأ الأعلى قلت: في الدرجات والكفارات فقال: ما الدرجات فقلت: إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام، قال: صدقت فما الكفارات قلت: إسباغ الوضوء في المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة ونقل الأقدام إلى الجماعات، قال: صدقت قل يا محمد: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، اللهم إني أسألك حبك وحب من أحبك وحب عمل يقربني إلى حبك، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: تعلموهن وادرسوهن فأنهن حق). [الدر المنثور: 12/618-620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في السنة، وابن مردويه، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجلى لي في أحسن صورة فسألني فيم يختصم الملائكة قلت: يا رب ما لي به علم، فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي فما سألني عن شيء إلا علمته قلت: في الدرجات والكفارات وإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام) ). [الدر المنثور: 12/620]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في السنة، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت ربي في أحسن صورة قال: يا محمد فقلت لبيك ربي وسعيدك ثلاث مرات، قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت: لا، فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي ففهمت الذي سألني عنه فقلت: نعم يا رب، يختصمون في الدرجات والكفارات، قلت: الدرجات: إسباغ الوضوء بالسبرات والمشي على الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة والكفارات: إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام). [الدر المنثور: 12/620-621]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في السنة والشيرازي في الألقاب، وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: أصبحنا يوما فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرنا فقال: أتاني ربي البارحة في منامي في أحسن صورة فوضع يده بين ثدي وبين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمني كل شيء قال: يا محمد قلت: لبيك رب وسعديك قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى قلت: نعم يا رب في الكفارات والدرجات قال: فما الكفارات قلت: إفشاء السلام وإطعام الكعام والصلاة والناس نيام، قال: فما الدرجات قلت: إسباغ الوضوء في المكروهات والمشي على الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة). [الدر المنثور: 12/621]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر والطبراني، وابن مردويه عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال أتاني ربي في أحسن صورة فقال: يا محمد فقلت: لبيك وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى قلت لا أدري فوضع يده بين ثديي فعلمت في منامي ذلك ما سألني عنه من أمر الدنيا والآخرة فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت في الدرجات والكفارات فأما الدرجات: فإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة، قال: صدقت من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه.
وأمّا الكفارات: فإطعام الطعام وإفشاء السلام وطيب الكلام والصلاة والناس نيام، ثم قال: اللهم إني أسألك فعل الحسنات وترك السيئات وحب المساكين ومغفرة وأن تتوب علي وإذا أردت في قوم فتنة فنجني غير مفتون). [الدر المنثور: 12/622]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم يختصم الملأ الأعلى قال: في الدرجات والكفارات، فأما الدرجات: فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام.
وأما الكفارات: فإسباغ الوضوء في السبرات ونقل الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة). [الدر المنثور: 12/622-623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سري بي إلى السماء السابعة قال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى فذكر الحديث). [الدر المنثور: 12/623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في السنة والخطيب عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لما كان ليلة أسري بي رأيت ربي عز وجل في أحسن صورة فقال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى قلت: في الكفارات والدرجات، قال: وما الكفارات قلت: إسباغ الوضوء في السبرات ونقل الأقدام إلى الجماعات وإنتظار الصلاة بعد الصلاة قال: فما الدرجات قلت: إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام، ثم قال: قل، قلت: فما أقول قال: قل اللهم إني أسألك عملا بالحسنات وترك المنكرات وإذا أردت بقوم فتنة وأنا فيهم فاقبضني إليك غير مفتون). [الدر المنثور: 12/623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة والطبراني في السنة عن عبد الرحمن بن عابس الحضرمي رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال له قائل: ما رأيناك أسفر وجها منك الغداة قال: وما لي لا أكون كذلك وقد رأيت ربي عز وجل في أحسن صورة فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد فقلت: في الكفارات، قال: وما هن قلت: المشي على الأقدام إلى الجماعات والجلوس في المساجد لانتظار الصلوات ووضع الوضوء أماكنه في المكان قال: وفيم قلت: في الدرجات، قال: وما هن قال: إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام، ثم قال: يا محمد قل اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين فو الذي نفسي بيده إنهن حق). [الدر المنثور: 12/624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر والطبراني في السنة عن ثوبان رضي الله عنه قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال: إن ربي عز وجل أتاني الليلة في أحسن صورة فقال لي: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت: لا أعلم يا رب.
قال فوضع كفيه بين كتفي حتى وجدت أنامله في صدري فتجلى لي بين السماء والأرض قلت: نعم يا رب يختصمون في الكفارات والدرجات قال: فما الدرجات قلت: إطعام الطعام وإفشاء السلام وقيام الليل والناس نيام.
وأمّا الكفارات: فمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في الكراهيات وجلوس في المساجد خلف الصلوات، ثم قال: يا محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت في قوم فتنة فتوفني إليك وأنا غير مفتون، اللهم إني أسألك حبك وحب من أحبك وحب عمل يبلغني إلى حبك). [الدر المنثور: 12/625]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 71 - 74.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون} {إذ قال ربك للملائكة} قال: هذه الخصومة). [الدر المنثور: 12/625] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إن يوحى إليّ إلاّ أنّما أنا نذيرٌ مبينٌ} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي قريشٍ: ما يوحي اللّه إليّ علم ما لا علم لي به، من نحو العلم بالملأ الأعلى واختصامهم في أمر آدم إذا أراد خلقه، إلاّ لأنّي إنّما أنا نذيرٌ مبينٌ؛ فـ{أنّما} على هذا التّأويل في موضع خفضٍ على قول من كان يرى أنّ مثل هذا الحرف الّذي ذكرنا لا بدّ له من حرفٍ خافضٍ، فسواءٌ إسقاط خافضه منه وإثباته وإمّا على قول من رأى أنّ مثل هذا ينصب إذا أسقط منه الخافض، فإنّه على مذهبه نصب، وقد بيّنّا ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقد يتّجه لهذا الكلام وجهٌ آخر، وهو أن يكون معناه: ما يوحي اللّه إلى إنذاركم، وإذا وجه الكلام إلى هذا المعنى، كانت إنّما في موضع رفعٍ، لأنّ الكلام يصير حينئذٍ بمعنى: ما يوحى إليّ إلاّ الإنذار.
وقوله: {إلاّ أنّما أنا نذيرٌ مبينٌ} يقول: إلاّ أنّي نذيرٌ لكم مبينٌ لكم إلاّ إنذاركم وقيل: إلاّ أنّما أنا، ولم يقل: إلاّ أنّما أنّك، والخبر من محمّدٍ عن اللّه، لأنّ الوحي قولٌ، فصار في معنى الحكاية، كما يقال في الكلام: أخبروني أنّي مسيءٌ، وأخبروني أنّك مسيءٌ بمعنًى واحدٍ، كما قال الشّاعر:
رجلان من ضبّة أخبرانا.. أنّا رأينا رجلاً عريانا
بمعنى: أخبرانا أنّهما رأيا، وجاز ذلك لأنّ الخبر أصله حكايةٌ). [جامع البيان: 20/142-143]


رد مع اقتباس