عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القلم
[ من الآية (44) إلى الآية (52) ]
{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50) وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)}

قوله تعالى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44)}
قوله تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)}
قوله تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46)}
قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47)}
قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48)}
قوله تعالى: {لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن هرمز والحسن: [لَوْلا أَنْ تَدَّارَكَه]، مشددة.
قال أبو الفتح: روى هذه القراءة أبو حاتم عن الأعرج لا غير، قال: وقال بعضهم: سألت عنها أبا عمرو فقال: لا. قال أبو حاتم: لا يجوز ذلك؛ لأنه فعل ماض، وليست فيها إلا تاء واحدة، ولا يجوز تتداركه، وهذا خطأ منه؛ أو عليه.
[المحتسب: 2/326]
قال أبو الفتح: قول أبي حاتم: هذا خطأ - لا وجه له؛ وذلك أنه يجوز على حكاية الحال الماضية المنقضية، أي لولا أن كان يقال فيه: تتداركه، كما تقول: كان زيد سيقوم، أي: كان متوقعا منه القيام، فكذلك هذا: لولا أن يقال: تتداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء. ومثله ما أنشدناه أبو علي، وهو رأيه وتفسيره من قوله:
فإن تقتلونا يوم حرة واقم ... فلسنا على الإسلام أول من قتل
أي: فإن تكونوا الآن معروفا هذا من خلالكم فيما مضى فلسنا كذا، وعليه قول الله سبحانه: {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ}، فأشار سبحانه إليهما إشارة الحاضر؛ لأنه لما كان حكاية حال صارت كأنها حاضرة، فقيل: هذا، وهذا. ولولا ذلك لقيل: أحدهما كذا، والآخر كذا. وكذلك قوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}، أعمل اسم الفاعل وإن كان لما مضى لما أراد الحال، فكأنها حاضرة. واسم الفاعل يعمل في الحال، كما يعمل في الاستقبال. وقد مضى هذا في هذا الكتاب، وفي غيره من كتبنا مشروحا ملخصا). [المحتسب: 2/327]

قوله تعالى: {فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50)}
قوله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ليزلقونك بأبصارهم)
قرأ نافع وحده (ليزلقونك) " بفتح الياء من زلق يزلق.
وقرأ الباقون (ليزلقونك) من: أزلق.
[معاني القراءات وعللها: 3/84]
قال الفراء: يقال للذي يحلق الرأس: قد زلقه، وأزلقه.
والمعنى: أن الكفار لشدة إبغاضهم النبي صلى اللّه عليه نظروا إليه نظر عدوّ شانئ، يكاد يصرع مشنوءه.
يقال: نظر فلان إليّ كاد يصرعني. وفي ذلك قول الشاعر:
يتقارضون إذا التقوا في موطنٍ... نظراً يزيل مواطئ الأقدام). [معاني القراءات وعللها: 3/85]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} [51].
قرأ نافع وحده: {ليزلقونك} بالفتح من زلق يزلق.
وقرأ الباقون: {ليزلقونك} بالضم، هما لغتان يقال: أزلقه، وزلقه، وأزلقه: إذا أصابه بالعين يقال: لقعه بعينه، وعانه، وزلقه، وأزلقه، وأما زلق الرجل رأسه: إذ حلقه، فبغير ألف.
وفيها قراءة ثالثة، قرأ ابن عباس: {ليزهقونك بأبصارهم} وكان
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/382]
الأصل في ذلك أن العرب كان الرجل منهم إذا أراد أن يعتان رجلا تجوع له ثلاثًا، ثم يمر بالمال، فيقول ما أسمن هذا فتسقط منه الأباعر، فأرادوا بالنبي عليه السلام مثل ذلك، فوقاه الله شرهم، فلما أتوه وقفوا عليه عليه السلام فقالوا: ما أفصح لهجته ما أحسن بيانه، فأنزل الله {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/383]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وحده: ليزلقونك [القلم/ 51] [بفتح الياء] من زلق، وقرأ الباقون: ليزلقونك [بضم الياء] من أزلقت.
يقال: زلق يزلق، زلقا. فمن قال، ليزلقونك جعله من زلق هو، وزلقته أنا مثل: شترت عينه، وشترتها أنا، وحزن وحزنته أنا.
والخليل يذهب في ذلك إلى أن المعنى: جعلت فيه شترا، وجعلت فيه حزنا، كما أنك إذا قلت: كحلته، ودهنته، أردت جعلت فيه ذلك، ومن قال: أزلقته ثقّل الفعل بالهمزة وهذا الباب أكثر من الأول وأوسع.
ومعنى: يزلقونك بأبصارهم أنهم ينظرون إليك نظر البغضاء كما ينظر
[الحجة للقراء السبعة: 6/312]
الأعداء المنابذون، ومثل ذلك قول الشاعر:
يتقارضون إذا التقوا في مجلس نظرا يزيل مواطئ الأقدام). [الحجة للقراء السبعة: 6/313]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} 51
قرأ نافع {ليزلقونك} بفتح الياء وقرأ الباقون {ليزلقونك} بضم الياء والمعنى يصرعونك وهما لغتان يقال أزلق يزلق وزلق يزلق والمعنى واحد). [حجة القراءات: 718]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ليزلقونك} قرأه نافع بفتح الياء، من «زلق» وقرأ الباقون بضم الياء من «أزلق» وهذا فعل يتعدى إذا استعملته على «فعل يفعل» بفتح العين في الماضي، فإن استعملته بلغة أخرى وهي «زلق يزلق» بكسر العين في الماضي لم يتعد، كما يقال: شترت عينه وشترتها، وحزن الرجل وحزنته، كذلك تقول: زلق الرجل وزلقته، وإذا كان من «أزلق» فهو متعد بلا اختلاف، والخليل يذهب إلى أن معنى «شترته وحزنته» جعلت له شترًا وحزنًا، كقولك: دهنته وكحلته، إذا جعلت ذلك فيه، ومعنى {ليذلقونك بأبصارهم} ليصيبونك بالعين، وقيل: معناه: «لينظرون إليك نظر البغضاء»، قيل: كانوا ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالعداوة والبغضاء حتى كادوا يثقونه بنظرهم.
وقد ذكرنا أن {يبدلنا} «32»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/332]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {لَيَزْلِقُونَكَ} [آية/ 51] بفتح الياء:-
قرأها نافع وحده.
والوجه أن زلفته قد جاء متعديًا من زلق الشيء كما يُقال شتر الرجل وشترته، وحزن وحزنته، وهو قليلٌ.
وقرأ الباقون {لَيُزْلِقُونَكَ} بضم الياء.
والوجه أنه هو الأظهر؛ لأن المشهور هو أن يُقال زلق وأزلقته، والنقل بالهمز أكثر وأوسع). [الموضح: 1289]

قوله تعالى: {وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس