عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (47) إلى الآية (49) ]

{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويوم تسيّر الجبال (47)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (ويوم تسيّر الجبال) بالتاء رفعًا، وقرأ الباقون (ويوم نسيّر الجبال) بالنون منصوبة.
[معاني القراءات وعللها: 2/112]
قال أبو منصور: من قرأ (تسيّر الجبال) فهو على ما لم يسم فاعله، ومن قرأ (نسيّر) فالفعل للّه، ونصب (الجبال) لوقوع الفعل عليها). [معاني القراءات وعللها: 2/113]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {ويوم نسير الجبال} [47].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {تسير} بالتاء لتأنيث الجبال فعل. ما لم يُسم فاعله، ولهما حجتان سوى ما ذكرت:
أحدهما: قوله: {وسيرت الجبال}.
والحجة الثانية: أن أُبيًّا قرأ: {ويوم سيرت الجبال} فإذا كان الماضي سُيرت كان المضارع تُسير.
وقرأ الباقون {نُسير} بالنون فالله تعالى يُخبر عن نفسه. «الجبال».
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/397]
نصب مفعول بها. وحجتهم: قوله: {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا} [47].
فرد اللفظة على اللفظة المجاورة لها أحسن من أن يستشهد عليها بغيرها مما بعد منه، وكلتا القراءتين حسنة وبالله التوفيق.
فإن قيل: ولم نصبت {ويوم نسير الجبال}؟
فقل: بإضمار فعل، والتقدير: واذكر يا محمد يوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة، أي: ظاهرة لا يسير منها شيء؛ لأن الجبال إذا سيرت عنها وصارت دكاء ملساء ظهرت وبرزت. وقيل: وترى الأرض بارزة أي: تبرز ما فيها من الكنوز والأموات وهي شبيهة بقوله: وترمي الأرض أفلاذ كبدها، وقال بعض النحويين من أهل البصرة يجوز أن ينصب {ويوم نسير الجبال} بقوله تعالى: {والباقيات الصالحات خير ... ثوابا} في يوم نسير الجبال.
{والباقيات الصالحات} قيل: الصلوات الخمس، وقيل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. وسمعت القاضي أبا عمران يقول: عزى رجل بعض الأخلاء بولده فقال: إن ابنك كان من زينة الدنيا، ولو بقى لكان سيدًا مثلك، وإذا استأثر الله به فجعله من الباقيات الصالحات
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/398]
وقد صار الآن من الباقيات الصالحات {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا} قال: فتسل بذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/399]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عز وجل: ويوم نسير الجبال [الكهف/ 47].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (ويوم تسيّر) بالتاء. (الجبال) رفعا.
وقرأ نافع وحمزة والكسائي: نسير بالنون الجبال نصبا.
حجة من بنى الفعل للمفعول به فقال: (تسير) قوله: وسيرت الجبال، وقوله: وإذا الجبال سيرت [التكوير/ 3].
ومن قال: نسير فلأنه أشبه بما بعده من قوله: وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا [الكهف/ 47] فإن قلت: وقد جاء وتسير الجبال سيرا [الطور/ 10] ولم يجب على هذا أن يقال: (تسيّر الجبال)، قيل: إنما قرئ على: (تسيّر الجبال) و (نسيّر الجبال) ولم يقرأ على غير هذين الوجهين، فكما أسند الفعل إلى المفعول به في قوله: (وسيّرت الجبال) كذلك أسند إليها في قوله: (تسيّر الجبال) ). [الحجة للقراء السبعة: 5/151]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويوم تسير الجبال بضم التّاء وفتح السّين {الجبال} رفع على ما لم يسم فاعله وحجتهم قوله {وسيرت الجبال فكانت سرابا} فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه
وقرأ الباقون {نسير} بالنّون {الجبال} بالنّصب الله أخبر عن نفسه و{الجبال} نصب مفعول بها
[حجة القراءات: 419]
وحجتهم قوله {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا} ولم يقل وحشروا فكان إلحاق الكلام بما أتى عقيبه ليأتلف على نظام واحد أولى). [حجة القراءات: 420]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (26- قوله: {ويوم نسير الجبال} قرأ الكوفيون ونافع بالنون، ونصب الجبال، وكسر الياء، وقرأ الباقون بالتاء، وفتح الياء، ورفع الجبال.
وحجة من قرأ بالنون أنه بناه على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، إذ هو فاعل كل الأفاعيل ومدبرها ومحدثها، وانتصبت الجبال بوقوع الفعل عليها، لأن الفعل مبني للفاعل، وقوى ذلك أنه محمول على ما بعده من الإخبار في قوله: {وحشرناهم فلم نغادر} فجرى صدر الكلام على آخره، لتطابق الكلام، وهو الاختيار.
27- وحجة من قرأ بالتاء أنه بنى الفعل للمفعول، فرفع الجبال لقيامها مقام الفاعل، فهي مفعولة لم يُسم فاعلها، ويقوي ذلك قوله: {وسيرت الجبال} «النبأ 20» وقوله: {وإذا الجبال سيرت} «التكوير 3» ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/64]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {وَيَوْمَ تُسَيَّرُ الْجِبَالُ} [آية/ 47] بالتاء مضمومة، والياء مفتوحة، ورفع {الجبالُ}:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر.
والوجه أن الفعل مسندٌ إلى المفعول به وهو {الجبال}، ولكونها جماعة أنث الفعل، قال الله تعالى {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ}، وقال {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ}
[الموضح: 785]
وقرأ الباقون {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ} بالنون، مكسورة الياء، {الْجِبَالَ} نصبًا.
والوجه أنه على إسناد الفعل لله تعالى بلفظ الجمع تعظيمًا، كقوله فيما بعده {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} ). [الموضح: 786]

قوله تعالى: {وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)}

قوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس