عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (71) إلى الآية (77) ]

{فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)}

قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - وَاخْتلفُوا في التَّاء وَالْيَاء وَرفع الْأَهْل ونصبهم من قَوْله {لتغرق أَهلهَا} 71
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم {لتغرق أَهلهَا} بِالتَّاءِ {أَهلهَا} نصبا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (ليغرق أَهلهَا) بِالْيَاءِ مَفْتُوحَة {أَهلهَا} رفعا). [السبعة في القراءات: 395]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ليغرق) بفتح الياء (أهلها) رفع كوفي، - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 309]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ليغرق) [71]: بالياء، (أهلها) [71]: رفع: كوفي غير عاصم). [المنتهى: 2/808]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ليغرق) بياء مفتوحة وفتح الراء، (أهلها) بالرفع، وقرأ الباقون (لتغرق) بتاء مضمومة وكسر الراء ونصب الأهل). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ليغرق} (71): بالياء مفتوحة، وفتح الراء. {أهلها} برفع اللام.
والباقون: بالتاء مضمومة، وكسر الراء، ونصب اللام). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (ليغرق) بالياء مفتوحة وفتح الرّاء، (أهلها) برفع اللّام، والباقون بالتّاء مضمومة وكسر الرّاء ونصب اللّام). [تحبير التيسير: 447]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِيَغْرَقَ) بالياء وفتحها وفتح الراء (أَهْلُهَا) رفع الزَّعْفَرَانِيّ، والحسن رواية ابن راشد، وكوفي غير عَاصِم، الباقون بالتاء وضمها وكسر الراء (أَهْلَهَا) نصب غير ابْن مِقْسَمٍ، والحسن رواية ابن أرقم بفتح الغين مع التشديد، والاختيار ما عليه نافع على أن العتاب على فعل الخضر). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([71]- {لِتُغْرِقَ} بالياء {أَهْلَهَا} رفع: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/691]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (845 - لِتُغْرِق فَتْحُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ غَيْبَةً = وَقُلْ أَهْلَهَا بِالرَّفْعِ رَاوِيهِ فَصَّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([845] لتغرق فتح الضم والكسر غيبة = وقل أهلها بالرفع (ر)اويه (فـ)ـصلا
{ليغرق أهلها}، كقولك: ليموت زيدٌ.
و{لتغرق}، على خطاب الخضر.
وقوله: (وقل أهلها بالرفع راويه فصلا)، أي بين؛ لأن ذلك بيان أن اللام في القراءتين لام العاقبة، أي لتكون عاقبة أهلها الغرق، لأن الخضر عليه السلام، ما قصد إغراق أهلها. وهذا ظاهر في قراءة الرفع.
فلما علم ذلك من هذه القراءة، حمل المعنى في قراءة الخطاب على ذلك، فيكون {لتغرق} بالتاء على هذا، كما قال عز وجل: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا}، أي: لتكون العاقبة لذلك). [فتح الوصيد: 2/1073]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([845] لتغرق فتح الضم والكسر غيبة = وقل أهلها بالرفع راويه فصلا
ح: (فتح الضم): خبر (لتغرق)، أي: مفتوح الضم، (غيبةً): حال، أي: ذا غيبة، (أهلها): مبتدأ، (راويه): مبتدأ ثانٍ، (فصلا): خبره، والجملة: خبر المبتدأ الأول، والمجموع: مقول القول.
ص: قرأ الكسائي وحمزة: {أخرقتها ليغرق أهلها} [71] بالفتح في موضع الضم والكسر مع غيبة الفعل، يعني: جعلا التاء ياءً، ثم فتحا الياء والراء، على وزن (يذهب)، وبرفع {أهلها} على الفاعلية، والباقون: (لتغرق أهلها} بالتاء المضمومة والراء المكسورة على إسناده إلى المخاطب، ونصب (الأهل) على المفعول به.
ومعنى (راويه فصلا): ناقل هذا الحرف بين الخلاف). [كنز المعاني: 2/401]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (845- لِتُغْرِق فَتْحُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ َيْبَةً،.. وَقُلْ أَهْلَهَا بِالرَّفْعِ "رَ"اوِيهِ "فَـ"ـصَّلا
يعني فتح ضم الياء وكسر الراء، وغيبة: حال؛ أي: ذا غيبة وفتح خبر: "لِتُغْرِقَ"؛ أي: هو مفتوح الضم والكسر في حال غيبته؛ أي: بالياء مكان التاء أسند الفعل إلى الأهل فارتفع الأهل بالفاعلية؛ أي: ليغرقوا، وفي القراءة الأخرى أسند الفعل إلى المخاطب فانتصب أهلها على أنه مفعول به واللام في "ليغرق" لام العاقبة على القراءتين ومعنى فصل بين والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/339]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (845 - لتغرق فتح الضّمّ والكسر غيبة = وقل أهلها بالرّفع راويه فصّلا
قرأ الكسائي وحمزة: ليغرق أهلها بياء الغيب وفتح ضمها وفتح الراء ورفع لام أَهْلَها وقرأ الباقون بتاء الخطاب وضمها وكسر الراء ونصب لام أهلها). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ وَفَتْحِهَا وَفَتْحِ الرَّاءِ وَ " أَهْلُهَا " بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِ الرَّاءِ، وَنَصْبِ أَهْلَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {لتغرق} [71] بالياء مفتوحة وفتح الراء {أهلها} [71] بالرفع، والباقون بالتاء مضمومة وكسر الراء، ونصب {أهلها} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (751- .... .... .... وغيب يغرقا = والضّمّ والكسر افتحًا فتىً رقا
752 - وعنهم ارفع أهلها .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واللّام فاكسر (ع) د وغيب يغرقا = والضّمّ والكسر افتحا (فتى) (ر) قا
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
أي قرأ حمزة والكسائي وخلف «ليغرق» بياء الغيب وفتحها وفتح كسر الراء مضارع غرق، والباقون بتاء الخطاب وضمها وكسر الراء مضارع أغرق؛ فوجه الأول إسناد الفعل إلى الأهل، ووجه الثانية إسناد الفعل إلى الخضر.
وعنهم ارفع أهلها وامدد وخف = زاكية (حبر) (مدا) (غ) ث و (ص) رف
أي ارفع أهلها عن الجماعة المتقدم ذكرهم في البيت السابق وهم حمزة والكسائي وخلف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (فتى) حمزه وخلف وراء (رقا) الكسائي: ليغرق [71] بياء الغيب، وفتحها وفتح الراء، أهلها [71] بالرفع على أنه مسند للغائب، وفتح الحرفان؛ لأنه مضارع «غرق» فرفع «أهلها» فاعلا.
والباقون بتاء الخطاب وضمها وكسر الراء، أهلها بالنصب على أنه مسند للمخاطب، والضم والكسر، لأنه مضارع «أغرق» المعدّى بالهمزة فنصب «أهلها» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف عن الأزرق في ترقيق "ذكرا، وسترا، وأمرا" وبابه فرققه جماعة في الحالين وفخمه آخرون كذلك، والجمهور على تفخيمه في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا" [الآية: 71] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء المثناة من تحت وفتح الراء على الغيب "أهلها" بالرفع على الفاعلية، وافقهم الأعمش والباقون بضم التاء المثناة من فوق وكسر الراء مخففة مع سكون الغين على الخطاب، وأهلها بالنصب على المفعولية وعن الحسن بضم التاء المثناة من فوق وكسر الراء المشددة للتكثير، ويلزم منه فتح الغين وأهلها بالنصب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لتغرق أهلها} [71] قرأ الأخوان بالياء مفتوحة، وفتح الراء، وضم لام {أهلها} والباقون بالتاء مضمومة، وكسر الراء، ونصب اللام). [غيث النفع: 824]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا إمرا} هو من باب {ذكرا} [البقرة: 200] في التفخيم والترقيق، ولا يضرنا نقل الحركة، ويأتي كل منهما على التوسط والتطويل في {شيئا} ). [غيث النفع: 824]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)}
{فَانْطَلَقَا}
- قرأ ورش من طريق الأزرق بتغليظ اللام.
- وروى بعضهم عنه الترقيق كالجماعة.
{لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (لتغرق أهلها) بتاء الخطاب مضمومة وإسكان الغين وكسر الراء، ونصب (أهلها)، وهو من خطاب موسى للخضر، فالمخاطب هو الفاعل.
- وقرأ حمزة والكسائي وزيد بن علي الأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وخلف وأبو عبيد وابن سعدان والحسن وابن عيسى الأصبهاني ويحيى بن وثاب (ليغرق أهلها) بياء مفتوحة وسكون الغين، وأهلها: بالرفع فاعل، بمنزلة مات زيد.
[معجم القراءات: 5/264]
- وقرأ الحسن وأبو رجاء (ليغرق أهلها) كذا جاءت القراءة عند ابن خالويه في مختصره، بالياء المضمومة وفتح الغين، وتشديد الراء للتكثير، وهو من (غرق). ولم يذكر لها تخريجًا.
ولعل التقدير: ليغرق الخرق، أو الماء، أو فعلك هذا.
- وقرأ الحسن وأبو رجاء (لتغرق أهلها) بالتاء المضمومة وتشديد الراء، والفاعل أنت، أي الخضر، وهو خطاب موسى له، والتشديد للتكثير في المفعول.
{لَقَدْ جِئْتَ}
- إدغام الدال في الجيم عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وإظهار الدال عن ابن كثير وابن عامر ونافع وعاصم وأبي جعفر ويعقوب ورويس في رواية ابن ذكوان.
{جِئْتَ}
- قراءة الجماعة (جئت) بالهمز.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني (جيت) بإبدال الهمزة ياءً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{شَيْئًا}
- تقدم حكم الهمزة في الوقف، انظر الآية/123 من سورة البقرة.
{إِمْرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء في الحالين.
- وروي عنهما التفخيم.
[معجم القراءات: 5/265]
- وقراءة الجماعة بالتفخيم في الوصل والوقف). [معجم القراءات: 5/266]

قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72)}
{مَعِيَ صَبْرًا}
- تقدمت القراءة بفتح الياء في الوصل لحفص عن عاصم، وسكونها للباقين.
انظر الآية/67 من هذه السورة). [معجم القراءات: 5/266]

قوله تعالى: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {نكرًا} [74] ذكر في البقرة [67] عند {هزوًا}، وكذا {عسرًا} [73]، و{يسرًا} [88] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إبدال همز "لا تؤاخذني" واوا لورش وأبي جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤاخذهم} [58] و{تؤاخذني} [73] جلي). [غيث النفع: 822] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)}
{قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على إظهار اللام.
{لَا تُؤَاخِذْنِي}
- قراءة الجماعة (لا تؤاخذني) بتحقيق الهمز والقصر.
- وقرأ أبو جعفر وورش بإبدال الهمزة واوًا في الحالين (لا تواخذني).
وذكر الزبيدي أنها لغة اليمن.
- وكذا بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{عُسْرًا}
- قراءة الجماعة (عسرًا) بسكون السين، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
- قرأ أبو جعفر وعيسى بن عمر ويحيى بن وثاب (عسرًا) بضم السين، وهي لغة الحجازيين، وذكر صاحب النشر أنها قراءة أبي عمرو). [معجم القراءات: 5/266]

قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (25 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {أقتلت نفسا زكية} 74
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو (زاكية) بِأَلف
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {زكية} بِغَيْر ألف مَعَ التَّشْدِيد). [السبعة في القراءات: 395]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {نكرا} 74 87
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عمر وَحَمْزَة والكسائي {نكرا} خَفِيفَة في كل الْقُرْآن إِلَّا قَوْله {إِلَى شَيْء نكر} الْقَمَر 6
وخفف ابْن كثير أَيْضا {إِلَى شَيْء نكر}
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر في كل الْقُرْآن {نكرا} و{نكر} مُثقلًا
وَحَفْص عَن عَاصِم {نكرا} خَفِيفَة إِلَّا قَوْله {إِلَى شَيْء نكر} فَإِنَّهُ مثقل
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر {نكرا} خَفِيفَة في كل الْقُرْآن إِلَّا في وَله {إِلَى شَيْء نكر} فَإِنَّهُ مثقل
وروى ابْن جماز وقالون والمسيبي وَأَبُو بكر بن أَبي أويس وورش مُثقلًا في كل الْقُرْآن
وَنصر عَن الأصمعي عَن نَافِع {نكرا} مُثقلًا). [السبعة في القراءات: 395 - 396]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (زكية) بغير ألف شامي، كوفي وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 309]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (نكرا) ثقيل، مدني - غير إسماعيل -، وابن ذكوان، وأبو بكر، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 309] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (زكية) [74]: مشددة: شامي وكوفي غير قاسم وأبي بشر، وسلام، وسهل، وروح). [المنتهى: 2/808]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نكرًا) [74، 87، الطلاق: 8]، حيث جاء: مثقل: مدني إلا إسماعيل، وأبو بكر، وسلام، ويعقوب، وسهل، وابن ذكوان، وافق ابن عتبة في هذا وحده). [المنتهى: 2/808] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (زكية) بتشديد الياء من غير ألف، وقرأ الباقون بالتخفيف وألف بعد الزاي). [التبصرة: 262]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن ذكوان وأبو بكر (نكرًا) المنصوب بضم الكاف حيث وقع، وقرأ الباقون بالإسكان، وكلهم ضموا الكاف في سورة القمر إلا ابن كثير فإنه أسكن). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {نفسا زكية} (74): بتشديد الياء، من غير ألف.
والباقون: بالألف، وتخفيف الياء). [التيسير في القراءات السبع: 351]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو بكر، وابن ذكوان: {نكرا} (74، 87)، في الموضعين هنا، وفي الطلاق (8): بضم الكاف.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 351] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون وابن عامر [وروح] : (نفسا زكية). بتشديد الياء من غير ألف، والباقون بالألف وتخفيف الياء). [تحبير التيسير: 447]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر ويعقوب وأبو بكر وابن ذكوان: (نكرا) في الموضعين هنا وفي الطّلاق، بضم الكاف والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 447] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (زَكِيَّةً) مشدد سلام، وسهل، وَرَوْحٌ، وابن حسان، وابن الصقر عن يَعْقُوب، وسماوي غير أبي بشر، وابْن سَعْدَانَ، وقاسم، وهو الاختيار، لأن الزكية من لم يعمل ذنبًا والغلام بعد من لم يبلغ ولم يجز عليه القلم فتبرئته من الذنب أولى). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُكْرًا) بضمتين الزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو بكر، والمفضل، وأبان، وسلام، ويَعْقُوب، وسهل، وابْن ذَكْوَانَ، ومدني غير إسماعيل، وابن أبي أويس، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع، قال أبو علي ابن عتبة ها هنا بالضم فقط (إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ) في القمر بإسكان الكاف الأصمعي عن نافع، وعبد الوارث غير القصبي، ومكي غير الشافعي، وابن
[الكامل في القراءات العشر: 592]
مقسم، الباقون مثقل، وهو الاختيار لما ذكرت). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([74]- {زَكِيَّةً} مشددا: الكوفيون وابن عامر.
[74]- {نُكْرًا} هنا فيهما [74، 87] وفي [الطلاق: 8] مثقل: نافع وأبو بكر وابن ذكوان). [الإقناع: 2/691] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (846 - وَمُدَّ وَخَفِّفْ يَاءَ زَاكِيَةً سَمَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([846] ومد وخفف ياء زاكية (سما) = ونون لدني خف (صـ)ـاحبه (إ)لى
[847] وسكن وأشمم ضمة الدال (صـ)ـادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء (د)م (حـ)ـلا
الفراء: «زاكية وزكية سواء، كقاسيةٍ وقسية».ومعنى ذلك الطهارة، لأنه لم يرها أذنبت؛ أو لأنا صغيرة). [فتح الوصيد: 2/1074]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([846] ومد وخفف ياء زاكية سما = ونون لدني خف صاحبه ألى
ب: (أَلى): مقصورة، واحدة (الآلاء)، وهي: النعم نحو: (معي) و (أمعاء)- يكسر همزه ويفتح أيضًا.
ح: مفعول (مُد): محذوف، أي: مُد زاكية، و(ياء): مفعول (خفف)،
[كنز المعاني: 2/401]
(سما): جملة مستأنفة، وفاعله: ضمير لفظ (زاكية)، (نون): مبتدأ، أضيف إلى (لدني)، (خف): خبره، (صاحبه إلى): مبتدأ وخبر، أي: ذو إلى، والهاء: ترجع إلى (لدنى)، أو النون، أو التخفيف المدلول عليه بـ (خف)، ويجوز أن يكون (صاحبه) فاعل (خف)، و (إلى): حالًا، أو حرف الجر ومجروره محذوف، أي: خف صاحبه إلى طلب العلم، ولم يتثبط ولم يتكاسل، ويحذف معمول الحرف، نحو:
فإن المنية من يخشها = فسوف تصادفه أينما
أي: أينما فر.
ص: قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير: (نفسًا زاكية) [74] بالألف بعد الزاي، وتخفيف الياء على (فاعلة)، والباقون: بحذف الألف وتشديد الياء على وزن (خطية)، وهما لغتان، نحو: (قاسيةً) و (قسية).
وقرأ أبو بكر ونافع: {من لدني عذرًا} [76] بتخفيف النون على حذف نون الوقاية، والاكتفاء بنون (لدن)، أو الأصل (لد) لحقه نون الوقاية وياء الضمير، والباقون بالتشديد بإدغام نون الكلمة في نون
[كنز المعاني: 2/402]
الوقاية). [كنز المعاني: 2/403] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (846- وَمُدَّ وَخَفِّفْ يَاءَ زَاكِيَةً "سَـ"ـمَا،.. وَنُونَ لَدُنِّي خَفَّ "صَـ"ـاحِبُهُ إِلَى
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/339]
أراد "نفسا زاكية"، وكلتا القراءتين ظاهرة، الزاكي والزكي واحد، ومثل هاتين القراءتين ما سبق في المائدة؛ "قاسية"، "وقسية"). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/340]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (846 - ومدّ وخفّف ياء زاكية سما = ونون لدنّي خفّ صاحبه إلى
847 - وسكّن وأشمم ضمّة الدّال صادقا = تخذت فخفّف واكسر الخاء دم حلا
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: نفسا زاكية. بمد الزاي أي إثبات ألف بعدها وتخفيف الياء. وقرأ غيرهم بحذف الألف بعد الزاي وتشديد الياء). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (151 - زَكِيَّةَ يَسْمُوا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - زكية (يـ)سموا كل يبدل خف (حـ)ـط = جزاء كحفص ضم سدين (حـ)ـولا
كسدا هنا آتون بالمد (فـ)ـاخرٌ = وعنه فما اسطاعوا يخفف فاقبلا
ش - أي روى المشار إليه (بياء) يسموا وهو روح {نفسًا زكية} [74] بتشديد الياء من غير ألف كما نطق به كخلف وعلم لأبي جعفر ورويس {زاكية} على وزن راضية). [شرح الدرة المضيئة: 168]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: زَكِيَّةً فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ، وَابْنُ عَامِرٍ وَرَوْحٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي نُكْرًا عِنْدَ هُزُوًا مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر وروح {زكية} [74] بغير ألف وتشديد الياء، والباقون بالألف والتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {نكرًا} [74] ذكر في البقرة [67] عند {هزوًا}، وكذا {عسرًا} [73]، و{يسرًا} [88] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (752- .... .... .... وامدد وخف = زاكيةً حبرٌ مدًا غث .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وامدد) أراد مد الزاي وتخفيف الياء من «زاكية» لابن كثير وأبي عمرو والمدنيين ورويس على أنه اسم فاعل من زكا وعليه رسم المدني والمكي، والباقون بحذف الألف وتشديد الياء على البناء للمبالغة وعليه رسم العراقي والشامي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو، و(مدا) المدنيان، وغين (غث) رويس نفسا زاكية [74] بألف بعد الزاي وتخفيف الياء على أنه اسم فاعل من «زكا» أي: طاهرة من الذنوب؛ لأنها لم تبلغ حد التكليف، وعليه رسم المدني، والمكي.
والباقون بحذف الألف وتشديد الياء على البناء للمبالغة من «فعل» منه، نص عليه الكسائي؛ فيتحدان.
وقال اليزيدي: الزاكية: التي لم تذنب إليك، والزكية: التي لم تذنب مطلقا، وعليه العراقي والشامي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "زاكية" [الآية: 74] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بألف بعد الزاي وتخفيف الياء اسم فاعل من زكا أي: طاهرة من الذنوب، ووصفها بهذا الوصف؛ لأنه لم يرها إذ ثبت قبل، أو لأنها صغيرة لم تبلغ الحنث، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بتشديد الياء من غير ألف أخرج إلى فعيلة للمبالغة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "نكرا" [الآية: 74] في الموضعين بضم الكاف نافع وأبو بكر وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالسكون فيهما، وذكر بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {زاكية} [74] قرأ الشامي والكوفيون بغير ألف بعد الزاي، وتشديد الياء، والباقون بالألف، وتخفيف الياء). [غيث النفع: 824]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نكرا} قرأ نافع وابن ذكوان وشعبة بضم الكاف، والباقون بالإسكان، كاف، وفاصلة، ومنتهى الحزب الثلاثين، بإجماع، وهو نصف القرآن باعتبار الأحزاب والأنصاف والأرباع والأثمان.
واختلف في نصفه باعتبار الحروف فقيل ألف {صبرا} الأولى، وقيل ثاني لامي {وليتلطف} [19] وقيل غير ذلك، ولعل هذا باختلاف القراءات، وإلا فمثل هذا محقق موجود، لا يمكن أن يختلف فيه.
[غيث النفع: 824]
وباعتبار الكلمات {والجلود} بالحج، وباعتبار الآيات {يأفكون} بالشعراء، وباعتبار السور الحديد، فبهذه الاعتبارات له ستة عشر نصفًا، ويلغز به ويقال أي شيء له ستة عشر نصفًا). [غيث النفع: 825]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)}
{فَانْطَلَقَا}
- تقدم حكم اللام من حيث التفخيم والترقيق في الآية/71 من هذه السورة.
{زَكِيَّةً}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وزيد بن علي وابن عباس والحسن وسهل وعاصم الجحدري ويحيى بن وثاب وروح عن يعقوب والأعمش (زكية) بغير ألف وتشديد الياء.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عباس والأعرج وأبو جعفر وشيبة وابن محيصن وحميد والزهري واليزيدي وابن مسلم، وزيد وابن بكير عن يعقوب، والتمار عن رويس وأبو عبيدة وابن جبير الأنطاكي وأبو عبد الرحمن السلمي (زاكية) بألف بعد الزاي وتخفيف الياء، وهو اسم فاعل من (زكا).
قال ابن حجر في الفتح:
(وكان ابن عباس يقرأها: زكية، وهي قراءة الأكثر، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو زاكية، والأولى أبلغ؛ لأن (فعيلة) من صيغ المبالغة).
[معجم القراءات: 5/267]
وقال القرطبي:
(قيل المعنى واحد، قال الكسائي، وقال ثعلب: الزكية أبلغ، قال أبو عمرو: الزاكية لم تذنب قط، والزكية التي أذنبت ثم تابت).
وقال ابن خالويه: (كلتا القراءتين حسنة).
{لَقَدْ جِئْتَ}
- تقدم إدغام الدال في الجيم وإظهارها، انظر الآية/71 من هذه السورة.
{جِئْتَ}
- تقدم حكم الهمز، انظر الآية/71 من هذه السورة.
{شَيْئًا}
- تقدم حكم الهمز في الوقف انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{نُكْرًا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وإسماعيل عن نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف وهشام (نكرًا) بسكون الكاف، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
- وقرأ نافع من رواية ابن جماز وقالون والمسيبي وأبي بكر بن أويس وورش، ونصر عن الأصمعي عن نافع أيضًا، وأبو بكر عن عاصم وابن عامر، وابن ذكوان وأبو جعفر وسهل وشيبة، وحماد وطلحة ويعقوب وأبو حاتم (نكرًا) بضم الكاف، وهي لغة الحجازيين.
قال العكبري:
(والنكر والنكر لغتان قد قرئ بهما).
[معجم القراءات: 5/268]
وقال مكي:
(والقراءتان بمعنى، وما عليه الجماعة [أي نكرًا] أحب إليَّ).
وقال النحاس: (نكرًا: الأصل، ومن قال: نكرًا، حذف الضمة لثقلها) ). [معجم القراءات: 5/269]

قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قال ألم أقل لك ...}
{معي صبرا} هو الثالث، وتقدم). [غيث النفع: 828]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75)}
{مَعِيَ صَبْرًا}
- تقدمت قراءتان في الآية/67 من هذه السورة.
الأولى: لحفص عن عاصم بفتح الياء حيث جاء.
والثانية: للباقين بسكون الياء على كل حال). [معجم القراءات: 5/269]

قوله تعالى: {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (27 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {قد بلغت من لدني عذرا} 76
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {لدني} مُثقلًا
وَقَرَأَ نَافِع {لدني} بِضَم الدَّال مَعَ تَخْفيف النُّون
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {لدني} يشم الدَّال شَيْئا من الضَّم
هَذِه رِوَايَة خلف عَن يحيى بن آدم
وَقَالَ غَيره عَن يحيى عَن أَبي بكر {لدني} يسكن الدَّال مَعَ فتح اللَّام
وروى أَبُو عبيد عَن الكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم في كتاب الْقرَاءَات {لدني} بِضَم اللَّام وتسكين الدَّال وَهُوَ غلط
وَقَالَ في كتاب الْمعَاني الذي عمله إِلَى سُورَة طه عَن الكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {لدني} مَفْتُوحَة اللَّام سَاكِنة الدَّال
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم {لدني} مثل أَبي عَمْرو وَحَمْزَة). [السبعة في القراءات: 396]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من لدني) خفيف النون (مدني) وأبو بكر (فلا تصحبني) بغير ألف، روح وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 310]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فلا تصحبني) [76]: بلا ألف وفتح التاء والحاء المنهال، وزيد، والبخاري لروح). [المنتهى: 2/809]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لدني) [76]: خفيف: مدني، وأبو بكر. باختلاس ضمة الدال حماد ويحيى وابن جبير والاحتياطي. بضم لامه الخطيب عن ابن حبيب في أكثر ظني إن شاء الله). [المنتهى: 2/809]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأبو بكر (من لدني) بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد، وكلهم ضموا الدال إلا أبا بكر فإنه أسكنها وأشمها الضم). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {من لدني} (76): بضم الدال، وتخفيف النون.
[التيسير في القراءات السبع: 351]
وأبو بكر: بإسكان الدال، وإشمامها الضم، وتخفيف النون.
والباقون: بضم الدال، وتشديد النون). [التيسير في القراءات السبع: 352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (من لدني) بضم الدّال وتخفيف النّون، وأبو بكر بإسكان الدّال وإشمامها الضّم وتخفيف النّون، والباقون بضم الدّال وتشديد النّون). [تحبير التيسير: 447]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُصَاحِبْنِي) بغير ألف وفتح التاء أبو حيوة، وابن أبي عبلة، والمنهال، وابن حسان، وَرَوْحٌ، وزيد طريق البخاري عن يَعْقُوب، وسهيل عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بضم التاء وبألف، وهو الاختيار لوجود المصاحبة بين اثنين). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([76]- {لَدُنِّي} خفيف: نافع وأبو بكر.
واختلس أبو بكر الحركة). [الإقناع: 2/691]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (846- .... .... .... = وَنُونَ لَدُنِّي خَفَّ صَاحِبُهُ إِلَى
847 - وَسَكِّنْ وَأَشْمِمْ ضَمَّةَ الدَّالِ صَادِقاً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([846] ومد وخفف ياء زاكية (سما) = ونون لدني خف (صـ)ـاحبه (إ)لى
[847] وسكن وأشمم ضمة الدال (صـ)ـادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء (د)م (حـ)ـلا
...
واتفق نافع وأبو بكر على تخفيف نون {لدني}، إلا أن أبا بكر يسكن الدال ويشمها للضم على ما تقدمه في: {لدنه} من الإشارة بالعضو.
قال أبو عمرو: «يجوز أن يكون هنا، الإشارة بالضمة إلى الدال، فيكون إخفاء لا سكونًا. ويدرك ذلك بحاسة السمع».
وأما تشديد النون، فإنما من (لدن) ساكنة، مثل: نون (عن) و(من)، فإذا أضفت، قلت: (عني) و(مني) و (لدني)؛ ألحقت قبل الياء نونًا، ثم أدغمت النون في أختها.
والغرض بذلك، أن يسلم سكون نون (لدن) و (عن) و(من).
ومن خفف، فلأن (لدن) على ثلاثة أحرف، فاحتمل حذف النون اكتفاء بالنون الأخرى، بخلاف (عن) و(من)، فإنه على حرفين.
[فتح الوصيد: 2/1074]
و(إلى)، واحد الآلاء؛ وهي النعم، ويكتب بالياء مثل: معي.
وقد فتح منه الهمزة؛ والمعنى: صاحبه نعمة: مبتدأ وخبر.
ويجوز أن يرفع (صاحبه) بـ(خف)، فيكون (إلى) في موضع نصب على الحال). [فتح الوصيد: 2/1075]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [846] ومد وخفف ياء زاكية سما = ونون لدني خف صاحبه ألى
ب: (أَلى): مقصورة، واحدة (الآلاء)، وهي: النعم نحو: (معي) و (أمعاء)- يكسر همزه ويفتح أيضًا.
ح: مفعول (مُد): محذوف، أي: مُد زاكية، و(ياء): مفعول (خفف)،
[كنز المعاني: 2/401]
(سما): جملة مستأنفة، وفاعله: ضمير لفظ (زاكية)، (نون): مبتدأ، أضيف إلى (لدني)، (خف): خبره، (صاحبه إلى): مبتدأ وخبر، أي: ذو إلى، والهاء: ترجع إلى (لدنى)، أو النون، أو التخفيف المدلول عليه بـ (خف)، ويجوز أن يكون (صاحبه) فاعل (خف)، و (إلى): حالًا، أو حرف الجر ومجروره محذوف، أي: خف صاحبه إلى طلب العلم، ولم يتثبط ولم يتكاسل، ويحذف معمول الحرف، نحو:
فإن المنية من يخشها = فسوف تصادفه أينما
أي: أينما فر.
ص: قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير: (نفسًا زاكية) [74] بالألف بعد الزاي، وتخفيف الياء على (فاعلة)، والباقون: بحذف الألف وتشديد الياء على وزن (خطية)، وهما لغتان، نحو: (قاسيةً) و (قسية).
وقرأ أبو بكر ونافع: {من لدني عذرًا} [76] بتخفيف النون على حذف نون الوقاية، والاكتفاء بنون (لدن)، أو الأصل (لد) لحقه نون الوقاية وياء الضمير، والباقون بالتشديد بإدغام نون الكلمة في نون
[كنز المعاني: 2/402]
الوقاية.
[847] وسكن وأشمم ضمة الدال صادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء دم حلا
ح: (ضمة الدال): مفعول الفعلين، أعمل الثاني فيه أو الأول، صادقًا: حال من فاعل الفعل، (تخذت): مفعول (خفف)، والفاء زائدة، (حلا): حال من فاعل (دم)، أي: ذا حُلا، أو تمييز.
ص: قرأ أبو بكر: {من لدني} [76] بإسكان الدال مع إشمامها، وهو تحريك العضو من غير صوتٍ يسمع، أما الإسكان: فللتخفيف، وأما الإشمام: فللدلالة على أن الأصل الضمة، كما فعل في: {من لدنه} [2].
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {لتخذت عليه أجرًا} [77] بتخفيف التاء وكسر الخاء على أنه (فعل) من الثلاثي من (تخذ)، والباقون: {لتخذت} بالتشديد والفتح، على أنه (افتعل) من (اتخذ)، وهو المشهور، نحو: {واتخذوا آياتي} [56]، {اتخذوا أيمانهم جنة} [المجادلة: 16] ). [كنز المعاني: 2/403]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} تشديد نونه من جهة أن نون "لدن" ساكنة ألحق بها نون الوقاية؛ لتقي نونها من الكسر الواجب قبل ياء المتكلم في الحروف الصحيحة كما فعل ذلك في "مِنْ" و"عَنْ"؛ محافظة على سكونها فاجتمع نونان، فأدغمت نون "لدن" في نون الوقاية، ونافع لم يلحق نون الوقاية، فانكسرت نون "لدن"، وإذا كان قد حذفها من: "أَتُحَاجُّونِي"، "وتبشرون" مع كونها قد اتصلت بنون رفع الفعل فحذفها من هذا أولى، وإلى في آخر البيت واحد الآلاء وهي النعم، قال الجوهري: واحدها ألى بالفتح وقد تكسر وتكتب بالياء مثاله معي وأمعاء، وإعراب صاحبه مبتدأ وإلى خبره؛ أي: ذو إلى؛ أي: ذو نعمة، ويجوز أن يكون صاحب فاعل خف وإلى حال؛ أي: ذا نعمة، ثم بين قراء أبي بكر فقال:
847- وَسَكِّنْ وَأَشْمِمْ ضَمَّةَ الدَّالِ "صَـ"ـادِقًا،.. تَخِذْتَ فَخَفِّفْ وَاكْسِرِ الْخَاءَ "دُ"مْ "حُـ"ـلا
أي: سكن الدال تخفيفا كما تسكن عضد وسبع، وأهل هذه اللغة يكسرون نون لدن؛ لالتقاء الساكنين فلم يحتج شعبة إلى إلحاق نون الوقاية؛ لأن نون لدن مكسورة فلهذا جاءت قراءته بتخفيف النون، أما إشمامه ضمة الدال فللدلالة على أن أصلها الضم، وفي حقيقة هذا الإشمام
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/340]
من الخلاف ما سبق في "من لدنه" في أول السورة، وصرح ابن مجاهد هنا بما صرح به صاحب التيسير ثَم فقال: يشم الدال شيئا من الضم، وقال هناك: بإشمام الدال الضمة، وفسره أبو علي بأنه تهيئة العضو لإخراج الضمة، وصاحب التيسير قال هنا: أبو بكر بإسكان الدال وإشمامها الضم وتخفيف النون، وقال هناك: وإشمامها شيئا في الضم، ونقل الشيخ في شرحه عنه أنه قال: يجوز أن يكون هنا الإشارة بالضمة إلى الدال، فيكون إخفاء لا سكونا، ويدرك ذلك بحاسة السمع، وقال الشيخ: يشمها الضم على ما تقدم في: {مِنْ لَدُنْهُ} من الإشارة بالعضو.
قلت: وجه اختلاس الضمة هنا أظهر منه هناك من جهة أن كسر النون هناك إنما كان؛ لالتقاء الساكنين فلو لم تكن الدال ساكنة سكونًا محضًا لم يحتج إلى كسر النون وبقيت على سكونها وهنا كسر النون؛ لأجل إيصالها بياء المتكلم كما أن نافعا يكسرها مع إشباعه لضمة الدال غير أن الظاهر أن قراءته في الموضعين واحدة، وقد بان أن الصواب ثم الإشارة بالعضو فكذا هنا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/341]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (846 - .... .... .... .... .... = ونون لدنّي خفّ صاحبه إلى
847 - وسكّن وأشمم ضمّة الدّال صادقا = .... .... .... .... ....
....
وقرأ شعبة ونافع بتخفيف نون لَدُنِّي وقرأ غيرهما بتشديدها. وقرأ شعبة بإسكان ضم الدال مع إشمامها الضم، فيصير النطق بدال ساكنة مشمة، فيكون الإشمام مقارنا للإسكان.
والخلاصة: أن نافعا يقرأ بضم الدال ضمّا خالصا وتخفيف النون. وشعبة يقرأ بإسكان الدال مع
[الوافي في شرح الشاطبية: 313]
إشمامها الضم وتخفيف النون. وأن الباقين يقرءون بالضم الخالص في الدال وتشديد النون). [الوافي في شرح الشاطبية: 314]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) عَلَى فَلَا تُصَاحِبْنِي إِلَّا مَا انْفَرَدَ بِهِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْمُعَدَّلِ عَنْ رَوْحٍ مِنْ فَتْحِ التَّاءِ، وَإِسْكَانِ الصَّادِ وَفَتْحِ الْحَاءِ، وَهِيَ رِوَايَةُ زَيْدٍ، وَغَيْرِهِ عَنْ يَعْقُوبَ). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ لَدُنِّي فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِضَمِّ الدَّالِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِتَخْفِيفِ النُّونِ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي ضَمَّةِ الدَّالِ، فَأَكْثَرُ أَهْلِ الْأَدَاءِ عَلَى إِشْمَامِهَا الضَّمَّ بَعْدَ إِسْكَانِهَا، وَبِهِ وَرَدَ النَّصُّ عَنِ الْعُلَيْمِيِّ، وَعَنْ مُوسَى بْنِ حِزَامٍ عَنْ يَحْيَى، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ مِنْ طَرِيقِ الصَّرِيفِينِيِّ، وَلَمْ يُذْكَرْ غَيْرُهُ فِي التَّيْسِيرِ، وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الشَّاطِبِيُّ، وَهُوَ الَّذِي فِي الْكَافِي وَالتَّذْكِرَةِ، وَالْهِدَايَةِ، وَأَكْثَرِ كُتُبِ الْمَغَارِبَةِ، وَكَذَا هُوَ فِي كُتُبِ ابْنِ مِهْرَانَ وَكُتُبِ أَبِي الْعِزِّ وَسِبْطِ الْخَيَّاطِ، وَرَوَى كَثِيرٌ مِنْهُمُ اخْتِلَاسَ ضَمَّةِ الدَّالِ، وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ وَالْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ وَأَبُو الْقَاسِمِ الْهُذَلِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، وَنَصَّ عَلَيْهِمَا جَمِيعًا الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي مُفْرَدَاتِهِ وَجَامِعِهِ، وَقَالَ فِيهِ: وَالْإِشْمَامُ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ يَكُونُ إِيمَاءً بِالشَّفَتَيْنِ إِلَى الضَّمَّةِ بَعْدَ
[النشر في القراءات العشر: 2/313]
سُكُونِ الدَّالِ وَقَبْلَ كَسْرِ النُّونِ كَمَا لَخَّصَهُ مُوسَى بْنُ حِزَامٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ وَيَكُونُ أَيْضًا إِشَارَةً بِالضَّمِّ إِلَى الدَّالِ فَلَا يُخْلَصُ لَهَا سُكُونٌ، بَلْ هِيَ عَلَى ذَلِكَ فِي زِنَةِ الْمُتَحَرِّكِ، وَإِذَا كَانَ إِيمَاءً كَانَتِ النُّونُ الْمَكْسُورَةُ نُونَ " لَدُنْ " الْأَصْلِيَّةَ، كُسِرَتْ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الدَّالِ قَبْلَهَا، وَأُعْمِلَ الْعُضْوُ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَكُنِ النُّونَ الَّتِي تَصْحَبُ يَاءَ الْمُتَكَلِّمِ، بَلْ هِيَ الْمَحْذُوفَةُ تَخْفِيفًا لِزِيَادَتِهَا، وَإِذَا كَانَ إِشَارَةً بِالْحَرَكَةِ كَانَتِ النُّونَ الْمَكْسُورَةَ الَّتِي تَصْحَبُ يَاءَ الْمُتَكَلِّمِ لِمُلَازَمَتِهَا إِيَّاهَا، كُسِرَتْ كَسْرَ بِنَاءٍ وَحُذِفَتِ الْأَصْلِيَّةُ قَبْلَهَا لِلتَّخْفِيفِ.
(قُلْتُ): وَهَذَا قَوْلٌ لَا مَزِيدَ عَلَى حُسْنِهِ وَتَحْقِيقِهِ، وَهَذَانِ الْوَجْهَانِ مِمَّا اخْتُصَّ بِهِمَا هَذَا الْحَرْفُ كَمَا أَنَّ حَرْفَ أَوَّلِ السُّورَةِ، وَهُوَ مِنْ لَدُنْهُ يَخْتَصُّ بِالْإِشْمَامِ لَيْسَ إِلَّا، وَمِنْ أَجْلِ الصِّلَةِ بَعْدَ النُّونِ، وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ سَوَّارٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ فِي قَوْلِهِ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ فِي سُورَةِ النَّمْلِ، وَهُوَ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ طُرُقِهِ عَنْ يَحْيَى وَالْعُلَيْمِيِّ، وَهُوَ مُخْتَصٌّ بِالِاخْتِلَاسِ لَيْسَ إِلَّا مِنْ أَجْلِ سُكُونِ النُّونِ فِيهِ، فَلِذَلِكَ امْتَنَعَ فِيهِ الْإِشْمَامُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الدَّالِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وانفرد هبة الله عن المعدل عن روح {فلا تصاحبني} [76] بفتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {من لدني} [76] بضم الدال وتخفيف النون، وروى أبو بكر بتخفيف النون، واختلف عنه في ضمة الدال، فالجمهور على إشمامها الضم بعد إسكانها، وروى الآخرون اختلاس الضم يعنون الروم، والباقون بضم الدال وتشديد النون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (752- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... وصرف
753 - لدني أشمّ أو رم الضّمّ وخف = نونٍ مدًا صن .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (لدني أشمّ أو رم الضّمّ وخف = نون (مدا) (ص) ن تخذ الخا اكسر وخف
يعني قوله تعالى «قد بلغت من لدني» قرأه أبو بكر بإشمام الدال واختلاس الضم المعبر عنه بالروم؛ فالجمهور عنه على إشمامها الضم بعد إسكانها، والآخرون على اختلاس الضم قوله: (وخف) أي خفف النون منها المدنيان وأبو بكر؛ فالمدنيان يشبعان ضمة الدال ويخففان النون، وأبو بكر يخفف النون ويسكن ضمة الدال ويشمها ويختلس الضمة، والباقون بإشباع ضمة الدال وتشديد النون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
لدنى أشمّ أو رم الضّمّ وخفّ = نون (مدا) (ح) ن تخذ الخا اكسر وخفّ
(حقّا) ومع تحريم نون يبدلا = خفّف (ظ) با (كنز) (د) نا النّور (د) لا
(ص) ف (ظ) نّ أتبع الثّلاث (كم) (كفى) = حامية حمئة واهمز (أ) فا
ش: أي: اختلف عن ذي صاد (صرف) آخر المتلو أبي بكر في قد بلغت من لدني
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
[76] بعد الاتفاق عنه على تخفيف النون فأكثرهم عنه على إشمام ضم الدال بعد إسكانها، وبه ورد النص عن العليمي، وعن موسى بن حزام عن يحيى، وبه قرأ الداني من طريق الصريفيني، ولم يذكر في «التيسير» غيره، وتبعه الشاطبي.
وروى كثير اختلاس ضمة الدال وهو [الذي] نص عليه أبو العلاء وابن سوار والهذلي وغيرهم.
ونص على الوجهين الداني في «مفرداته»، و«جامعه» وقال فيه: والإشمام هنا إيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال [وقبل] كسر النون كما لخصه موسى بن حزام عن يحيى بن آدم، ويكون أيضا إشارة بالضمة إلى الدال؛ فلا يخلص لها سكون، بل هي على ذلك في زنة المتحرك، وإذا كانت النون المكسورة نون «لدن» الأصلية كسرت لسكونها، وسكون الدال قبلها وإعمال العضو بينهما، ولم تكن النون التي تصحب ياء المتكلم بل هي محذوفة تخفيفا لملازمتها إياها مكسورة كسر بناء [وحذفت] الأصلية فيها؛ للتخفيف.
وقرأ [ذو] (مدا) المدنيان بضم الدال، وتخفيف النون وهذا أحد اللغات السابقة، وكسرت للياء أو أجريت (على القيسية) فاستغنت عن الوقاية.
والباقون بضم الدال وتشديد النون، [وهو على لغة] (لدن)، ثم زيدت نون الوقاية، ولما كان أبو بكر يخفف الدال أدخله مع [مدلول] (مدا) فيه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/434]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("واتفقوا" على "فلا تصاحبني" إلا ما انفرد به هبة الله عن المعدل عن روح من فتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء من صحبه يصحبه، وأسقطها من الطيبة على قاعدته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/222]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "من لدني" [الآية: 76] فنافع وأبو جعفر بضم الدال وتخفيف النون وهو أحد لغاتها، قال في البحر: وهي نون لدن اتصلت بياء المتكلم وهو القياس؛ لأن أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم لم تلحق نون الوقاية نحو: غلامي وفرسي ا. هـ. وقرأ أبو بكر بتخفيف النون، واختلف عنه في ضمة الدال، فأكثر أهل الأداء على إشمامها الضم بعد إسكانها، وهو الإيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال وهو الذي في الكافي والتذكرة وغيرهما، ولم يذكر في الشاطبية كالتيسير غيره، وذهب كثير إلى اختلاس ضمة الدال كالهذلي وغيره، والوجهان في جامع البيان وغيره، ويحتمل في هذه القراءة أن تكون النون أصلية، فالسكون حينئذ تخفيف كضاد عضد، وأن تكون للوقاية، والباقون بضم الدال وتشديد النون دخلت نون الوقاية على لدن لتقيها من الكسر محافظة على سكونها، كما حوفظ على نون من وعن فقيل مني وعني بالتشديد، فأدغمت النون الأولى في نون الوقاية المتصلة بياء المتكلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/222]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لدني} [76] قرأ نافع بضم الدال، وتخفيف النون، وشعبة بإسكان الدال والإيماء بالشفتين إلى الضمة بعده وقبل كسر النون، وعنه أيضًا اختلاس ضمة الدال، مع تخفيف النون فيهما، والباقون بضم الدال، وتشديد النون.
تنبيه: ذكر الاختلاس لشعبة زيادة على الشاطبي، لأنه تبع أصله، ولم يذكر سوى الوجه الأول، وهذا الثاني قوي صحيح ذكره غير واحد من الأئمة، كالحافظ أبي العلاء الهمداني وابن سوار والهذلي وذكره الداني في مفرداته وجامعه والمحقق،
[غيث النفع: 828]
وزاد: «وهذان الوجهان مما اختص به هذا الحرف، لأن الحرف الأول يختص بالإشمام ليس إلا» ). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76)}
{عَنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز، انظر الآيتين: 20 و106 من سورة البقرة.
{فَلَا تُصَاحِبْنِي}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وعاصم وأبو جعفر وهي رواية أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم (فلا تصاحبني) بألفٍ من (صاحب).
- وقرأ ابن عامر في رواية ويعقوب في رواية روح وزيد وهبة الله عن المعدل وعيسى بن عمر وأبي بن كعب وابن أبي عبلة (فلا تصحبني) بفتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء مضارع (صحب). أي: لا تتبعني، أو فلا تكونن صاحبي.
[معجم القراءات: 5/269]
- وقرأ سهل عن أبي عمرو وعيسى بن عمر وعاصم الجحدري والنخعي ويعقوب وأبو رجاء وأبو عثمان النهدي (فلا تصحبني) بضم التاء وكسر الحاء مضارع (أصحب).
قال القرطبي:
(قال الكسائي: معناه فلا تتركني أصحبك).
وقال الزجاج:
(.. ففيها أربعة أوجه، فأجودها: فلا تتابعني على ذلك، يقال: قد أصحب المهر إذا انقاد، فيكون معناه: فلا تتابعني في شيء ألتمسه منك. ويجوز أن يكون معناه فلا تصحبني أحدً.
ولا أعرف لهذا معنى؛ لأن موسى لم يكن سأل الخضر أن يصحبه أحدًا).
وقال أبو حيان:
(.. أي فلا تصحبني علمك، وقدره بعضهم: فلا تصحبني إياك، وبعضهم: نفسك).
- وذكر السمين عن أبي أنه قرأ (فلا تصحبني علمك) فأظهر المفعول.
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعرج وأبو العالية والأعمش (فلا تصحبني) بالنون المشددة وفتح التاء، من (صحب).
[معجم القراءات: 5/270]
- وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (فلا تصحبني) كذا بكسر الحاء، وقد ذكر هذا ابن خالويه.
- وقرأ ابن أبي عبلة (فلا تصحبني) بفتح الحاء والباء، ذكره أبن خالويه.
{مِنْ لَدُنِّي}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير والكسائي وحفص عن عاصم والأعمش، وهي الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم (من لدني)، بإدغام نون (لدن) في نون الوقاية التي اتصلت بياء المتكلم.
- وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر وحماد والمفضل والأصبهاني والأعشى (من لدني) بتخفيف النون، وهي نون (لدن) اتصلت بياء المتكلم، وهي إحدى لغاتها، وهو القياس؛ لأن أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم ألا تلحقها نون الوقاية
[معجم القراءات: 5/271]
نحو: غلامي.
قال الشهاب:
(.. أي حذف نون الوقاية، وأبقى النون الأصلية مكسورة.
وقيل: إنه يحتمل أن تكون (لد) فإنها لغة في (لدن)، والمذكور نون الوقاية، ولا حذف أصلًا..).
وفي حاشية الجمل:
(.. ونافع بتخفيف النون، فالوجه أنه لم يلحق نون الوقاية للدن. ا هـ.
سمين. أي: بل حرك نونها بالكسر لمناسبة الياء).
- وقرأ عاصم في رواية أبي بكر عنه، وخلف عن يحيى بن آدم وعبد المجيد بن صالح البرجمي عن أبي بكر وحماد عن عاصم (من لدني) يشم الدال شيئًا من الضم بعد إسكانها، وهو الإيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال، فتصير الدال بذلك ساكنة قريبة من الضم.
- وروي عن أبي بكر أنه قرأ باختلاس ضمة الدال (من لدني).
- وقرأ يحيى عن أبي بكر عن عاصم والحسن (من لدني) بفتح اللام مع سكون الدال.
[معجم القراءات: 5/272]
قال أبو حيان:
(قال ابن مجاهد: وهو غلط.
وكأنه يعني من جهة الرواية، وأما من حيث اللغة فليست بغلط؛ لأن من لغاتها: (لد) بفتح اللام وسكون الدال).
قلت: هذا سبق قلم من أبي حيان فإن ابن مجاهد لم يخطئ هذه الرواية بفتح اللام وسكون الدال، بل خطأ الرواية التي جاءت بضم الدال. فتأمل!!
وتبع في هذا الألوسي أبا حيان من غير تحقيق!!
- وروى أبو عبيدة عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم (في كتاب القراءات): (من لدني) بضم اللام وتسكين الدال.
قال ابن مجاهد: (وهو غلط).
قال الفارسي: (يشبه أن يكون التغليظ من أبي بكر أحمد في وجه الرواية، فأما من جهة اللغة ومقاييسها فهو صحيح).
ونقل هذا القرطبي عن أبي علي.
وقال الصفراوي: وروى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم التخيير بين ضم اللام وفتحها.
وقال الطبري: (وقرأ بعض قراء الكوفة بإشمام اللام الضم وتسكين الدال وتخفيف النون).
[معجم القراءات: 5/273]
- وقرأ الأصبهاني على النقاش للأعشى (من لدني) بضم اللام والدال.
قال الأصبهاني:
(وقرأت على النقاش للأعشى.. بضم اللام، وأظنه غلطًا منه؛ لأني قرأت بالكوفة على النقار وحماد من طريق محمد بن حبيب الشموني ومحمد بن غالب جميعًا عن الأعشى (من لدني) بفتح اللام مثل نافع، وكذلك رواه محمد بن عبد الله القلا عن الأعشى، ورواية حماد عن عاصم ويحيى عن أبي بكر إلا أنهم زعموا -قالوا- يشم الدال الضم، ولم يذكر أحد منهم ما ذكره النقاش، فلا أدري أني وقع له ذلك).
{عُذْرًا}
*- قراءة الجماعة (عذرًا) بسكون الدال.
- وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر (عذرًا) بضم الذال.
- وحكى الداني أن أبيًا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (عذري) بسكون الذال، وكسر الراء، مضافًا إلى ياء المتكلم، وذكرها السمين قراءة لأبي عمرو). [معجم القراءات: 5/274]

قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (28 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {لاتخذت عَلَيْهِ أجرا} 77
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (لتخذت) بِكَسْر الْخَاء
وَكَانَ أَبُو عَمْرو يدغم وَابْن كثير يظْهر الذَّال
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (لتخذت) وَكلهمْ أدغم إِلَّا مَا روى حَفْص عَن عَاصِم فَإِنَّهُ لم يدغم مثل ابْن كثير). [السبعة في القراءات: 396]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((لتخذت) بكسر الخاء، مكي، بصري). [الغاية في القراءات العشر: 310]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن يضيفوهما) [77]: بسكون الياء المفضل.
(لتخذت) [77]: مثل: «لطعمت»: مكي، وبصري غير أيوب). [المنتهى: 2/810]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (لتخذت) بالتخفيف وكسر الخاء، وقرأ الباقون بالتشديد وفتح الخاء، وقد ذكر الإظهار في (لتخذت) ). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {لتخذت عليه} (77): بتخفيف التاء، وكسر الخاء.
والباقون: بتشديد التاء، وفتح الخاء). [التيسير في القراءات السبع: 352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وابن كثير أبو عمرو ويعقوب: (لتخذت عليه) بتخفيف التّاء وكسر الخاء، والباقون بتشديد التّاء وفتح الخاء). [تحبير التيسير: 447]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُضَيِّفُوهُمَا) بكسر الضاد وإسكان الياء خفيف الزَّعْفَرَانِيّ، وابن مُحَيْصِن، والمفضل، وأبان، الباقون بفتح الصاد وكسر الياء مضدد وهو الاختيار؛ لأنه أبلغ (لَتَخِذْتَ) بكسر الخاء مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، الباقون مشدد، وهو الاختيار، لأنه أبلغ). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([77]- {لَتَّخَذْتَ} مثل "لطعمت": ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/691]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (847- .... .... .... .... = تَخِذْتَ فَخَفِّفْ وَاكْسِرِ الْخَاءَ دُمْ حُلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([847] وسكن وأشمم ضمة الدال (صـ)ـادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء (د)م (حـ)ـلا
...
وأما {لتَخذت} و{لتَّخذت}، فهما لغتان؛ تقول: تَخذت أتَخذ تخذًا، واتخذت أتَّخِذُ اتّخاذًا.
تخذا.
قال الشاعر:
وقد تخذت رجلي لدى جنب غرزها = كسيفة كأفحوص القطاة المطرق
قال الزجاج: «تخذت بمعنى اتخذت. وأصل اتخذت: أخذت»؛ يعني أنه افتعلت، من: أخذ.
ويحتمل أن يكون افتعل، من: تخذ يتخذ، مثل: اتبع من: تبع يتبع.
قال بعضهم: «وليس من الأخذ في شيء».
وإن جعلناه افتعل من: أخذ، كما قال الزجاج: كان الأصل ائتخذ، فقلبت الهمزة الثانية ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: ايتخذ، فاستثقلوا الياء بعد كسرة الهمزة، فأبدلوا منها حرفًا أجلد منها، موافقًا للذي بعده في مخرجه وهو التاء، ثم أدغموا فقالوا: اتّخذ يتّخذ فهو متّخذ.
وحداهم على إبدال الياء أيضًا، أنهم لو قالوا في الماضي: ايتخذ، لقالوا في المستقبل: ياتخذ، وفي اسم الفاعل موتخذ؛ فكانت ياءً تارةً، وألفًا تارةً، وواوًا تارةً؛ وذلك مستوحش). [فتح الوصيد: 2/1075]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([847] وسكن وأشمم ضمة الدال صادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء دم حلا
ح: (ضمة الدال): مفعول الفعلين، أعمل الثاني فيه أو الأول، صادقًا: حال من فاعل الفعل، (تخذت): مفعول (خفف)، والفاء زائدة، (حلا): حال من فاعل (دم)، أي: ذا حُلا، أو تمييز.
ص: قرأ أبو بكر: {من لدني} [76] بإسكان الدال مع إشمامها، وهو تحريك العضو من غير صوتٍ يسمع، أما الإسكان: فللتخفيف، وأما الإشمام: فللدلالة على أن الأصل الضمة، كما فعل في: {من لدنه} [2].
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {لتخذت عليه أجرًا} [77] بتخفيف التاء وكسر الخاء على أنه (فعل) من الثلاثي من (تخذ)، والباقون: {لتخذت} بالتشديد والفتح، على أنه (افتعل) من (اتخذ)، وهو المشهور، نحو: {واتخذوا آياتي} [56]، {اتخذوا أيمانهم جنة} [المجادلة: 16] ). [كنز المعاني: 2/403] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: "لتخذت عليه أجرا" فخفف التاء وكسر الخاء ابن كثير وأبو عمرو، فيكون الفعل تخذ مثل علم، قال أبو عبيد: هي مكتوبة هكذا وهي لغة هذيل، وقرأ الباقون بتشديد التاء وفتح الخاء، فيكون الفعل اتخذ نحو: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً}، {وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا}، وذلك كثير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/341]
في القرآن ماضيه ومضارعه نحو: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ}، وتلك اللغة لم يأتِ مضارعها في القرآن ولا ماضيها في غير هذا الموضع، وإعراب قوله: دم حلا كإعراب دم يدا؛ أي: ذا حلا أو يكون تمييزا نحو: طب نفسًا، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/342]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (847 - .... .... .... .... .... = تخذت فخفّف واكسر الخاء دم حلا
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: لتخذت عليه أجرا.
بتخفيف التاء الأولى وكسر الخاء وقرأ غيرهما بتشديد التاء وفتح الخاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 314]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَاتَّخَذْتَ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ (لَتَخِذْتَ) بِتَخْفِيفِ التَّاءِ وَكَسْرِ الْخَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفِ وَصْلٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ وَفَتْحِ الْخَاءِ وَأَلِفِ وَصْلٍ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِظْهَارِ ذَالِهِ فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان وابن كثير {لتخذت} [77] بتخفيف التاء وكسر الخاء من غير ألف، والباقون بتشديد التاء وفتح الخاء مع ألف الوصل، وذكر إظهار الذال منه). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (753- .... .... .... .... .... = .... .... تخذ الخا اكسر وخف
754 - حقًّا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تخذ) يريد أنه قرأ قوله تعالى: «لتخذت عليه أجرا» بكسر الخاء وتخفيف التاء من غير ألف ابن كثير والبصريان كما سيأتي في أول البيت الآتي بعد وهي لغة هذيل، والباقون بتشديد التاء وفتح الخاء وألف وصل افتعل من اتخذ أدغمت التاء التي هي فاء الافتعال). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ [ذو] (حقّا) البصريان، وابن كثير لتخذت عليه أجرا بتخفيف التاء الأولى وكسر الخاء، وهي لغة هذيل، يقولون: تخذ بكسر العين يتخذ، بمعنى: أخذ.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/434]
والباقون بتشديدها وفتح الخاء: افتعل، من (اتخذ)، أدغمت التاء التي هي فاء في تاء «الافتعال» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/435]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن والمطوعي "يُضَيِّفُوهُمَا" بكسر الضاد وسكون الياء مخففة من أضافه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/222]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "أَنْ يَنْقَض" بضم الياء وتخفيف الضاد مبنيا للمفعول
[إتحاف فضلاء البشر: 2/222]
وهي مروية عنه -صلى الله عليه وسلم- كما في البحر، والجمهور على فتح الياء وتشديد الضاد أي: يسقط فوزنه انفعل نحو: انجر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَتَّخَذْت" [الآية: 77] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بتاء مفتوحة مخففة وخاء مكسورة بلا ألف وصل من تخذ بكسر عينه، يتخذ بفتحها كعتب يعتب، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بهمزة وصل وتشديد التاء وفتح الخاء افتعل من اتخذ، أدغمت التاء التي هي فاء الكلمة في تاء الأفتعال، وأظهر ذالها ابن كثير وحفص ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شئت} [77] إبداله لسوسي دون ورش لا يخفى). [غيث النفع: 829]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لتخذت} قرأ المكي والبصري بتخفيف التاء الأولى، وكسر الخاء، من غير ألف وصل، والباقون بألف وصل، وتشديد التاء، وفتح الخاء، ولم يدغم الذال في التاء المكي وحفص، وأدغمه الباقون). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)}
{فَانْطَلَقَا}
- تقدم تغليظ اللام للأزرق وورش في الآية/71 من هذه السورة.
{أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وحمزة والكسائي وعاصم
[معجم القراءات: 5/274]
وأبو جعفر ويعقوب (.. أن يضيفوهما) بتشديد الياء من (ضيف).
- وقرأ عاصم في رواية المفضل وأبان، وابن الزبير والحسن وأبو رجاء العطاردي وأبو رزين وابن محيصن والمطوعي (أن يضيفوهما) بكسر الضاد وسكون الياء من (أضاف).
يقال: ضافه إذا كان له ضيفًا، وأضافه وضيفه أنزله، وجعله ضيفًا.
- وقرأ ابن الزبير وأبو رزين وأبو رجاء وسعيد بن جبير (أن تضيفوهما) بالتاء، وتخفيف الياء، كذا جاءت هذه القراءة عند ابن خالويه في مختصره.
ولعل الصواب أنه بالياء من تحت، وقد ذكر هو قراءة ابن الزبير في صفحة تالية بالياء والتخفيف.
كما عقب المحقق على قراءة التاء بقوله: (والصواب: هو الياء مكان التاء وراجع صفحة 92 سطر 9) كذا حيث جاءت قراءة الياء عن ابن الزبير.
- وقرأ الأعمش (فأبوا أن يطعموها).
{يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ}
- قراءة الجمهور (... أن ينقض) بالضاد المعجمة المشددة.
قال أبو حيان:
(أي يسقط، من انقضاض الطائر، ووزنه انفعل نحو: انجر).
- وقرأ أبي بن كعب والمطوعي، وهي رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (.. أن ينقض) بضم الياء وفتح القاف والضاد خفيفة، مبنيًا للمفعول من (نقضه).
[معجم القراءات: 5/275]
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش (... لينقض) باللام، وهو منصوب بأن مضمرة، وهو مبني للمفعول أيضًا.
قال ابن جني:
(... إن شئت قلت: إن اللام زائدة، واحججت فيه بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم [يريد أن ينقض]، وإن شئت قلت: تقديره: إرادته لكذا، كقولك: قيامه لكذا، وجلوسه لكذا، ثم وضع الفعل موضع مصدره...).
- وجاءت القراءة في المحرر (.. لينقض) كذا!! وهو من عمل المحققين.
- وقرأ الزهري وأبو رجاء وأبي بن كعب ويحيى بن يعمر (.. أن ينقاض) بألف وضاد معجمة خفيفة، وهو من قولهم: قضته فانقاض، أي هدمته فانهدم.
قال العكبري: (وهو من قولك: أنقاض البناء إذا تهدم، وهو ينفعل).
وقال أبو علي: (المشهور عن الزهري بصاد غير معجمة).
وقرأ أبو شيخ البناني وخليد العصري في إحدى الروايتين عنهما، وابن مسعود (.. أن ينقاض) بتشديد الضاد المعجمة، مثل: يحمار.
قال ابن خالويه: (أي يسقط بسرعة).
وقال العكبري: (من قولك: انقاضت السن إذا انكسرت).
وقال الزجاج: (وينقاض: ينشق طولًا، يقال: انقاضت سنه إذا انشقت طولًا).
[معجم القراءات: 5/276]
- وقرأ الزهري ويحيى بن يعمر (.. أن ينفاض) بالفاء وتشديد الضاد، وانفض الشيء: انكسر، وقيل: تفرق.
- وقرأ علي وعكرمة وابن مسعود وأبو شيخ خيران بن خالد الهناني وخليد بن سعد ويحيى ابن يعمر والزهري [وهو المشهور عنه] وأبو العالية وأبو عثمان النهدي (.. أن ينقاض) بالقاف وألف ثم صاد غير معجمة، ووزنه ينفعل اللازم.
قال ابن حجر:
(وعن علي أنه قرأ (ينقاص) بالمهملة، وقال ابن خالويه: يقولون: انقاصت السن إذا انشقت طولًا، وقيل: إذا تصدعت كيف كان.
وقال ابن فارس: قيل: معناه كالذي بالمعجمة، وقيل: الشق طولًا.
وقال ابن دريد: انقاض: بالمعجمة، انكسر، وبالمهملة: انصدع).
- وذر الماوردي قراءة يحيى بن يعمر (يريد أن ينقص) بالصاد غير المعجمة قال: (بالصاد غير المعجمة، من النقصان) كذا!
{فَأَقَامَهُ}
- قراءة الجماعة (فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فأقامه).
- وذكر أبو بكر بن الأنباري: عن ابن عباس عن أبي بكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فهدمه ثم قعد يبنيه).
[معجم القراءات: 5/277]
قال أبو بكر:
(وهذا الحديث إن صح سنده فهو جارٍ من الرسول صلى الله عليه وسلم مجرى التفسير، وأن بعض الناقلين أدخل تفسير قرآن في موضع، فسرى أن ذلك قرآن نقص من مصحف عثمان على ما قاله بعض الطاعنين) اهـ والنص مثبت في تفسير القرطبي وعنه أخذت.
وقال أبو حيان:
(ووقع هذا في مصحف عبد الله).
قلت: إن هذه الزيادة على قراءة الجماعة تشبه أن تكون من عمل ابن مسعود رضي الله عنه، وقد ورد عنه قريب من هذا في مواضع من القرآن المنقول عنه، وقد أثبته في مواضعه، ولم أجد في هذه الآية هذه الزيادة في المطبوع من مصحفه.
{قَالَ لَوْ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار.
{شِئْتَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأصبهاني (شيت) بإبدال الهمزة ياء.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف، بالإبدال.
{لَاتَّخَذْتَ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر (لاتخذت) بهمزة وصل، وتشديد التاء، وفتح الخاء، افتعل من (اتخذ)، وقد أدغمت التاء التي هي فاء الكلمة في تاء الافتعال، وصورتها في الرسم العثماني (لتخذت).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي
[معجم القراءات: 5/278]
والحسن وابن مسعود وقتادة وأبو بحرية ومجاهد وابن عباس، وهي رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لتخذت) بتاء الخطاب وخاء معجمة مكسورة، يقال: تخذ واتخذ نحو تبع واتبع.
قال أبو حيان:
(.. حدثنا المازني عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقرأ: (لتخذت عليه أجرًا)، فسألته عنه، فقال: هي لغة فصيحة، وأنشد قول الممزق العبدي:
وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها = نسيفًا كأفحوص القطاة المطرق
يقال: اتخذ يتخذ اتخاذًا، وتخذ يتخذ تخذًا بمعنى).
النص من تذكرة النحاة..
- وجدت في اللسان والتاج قراءة منسوبة إلى أبي زيد، وهي: (لتخذت) كذا جاء الضبط بفتح الخاء، ثم قال: (وكذلك هو مكتوب في الإمام، وبه يقرأ القراء، ومن قرأ: (لاتخذت) بالألف وفتح الخاء فإنه يخالف الكتاب).
[معجم القراءات: 5/279]
قلت: سياق هذا النص عن أبي زيد يدل على أنه أراد (لتخذت) بكسر الخاء، وليس بفتحها، وقد وقع الخطأ في ضبط القراءة في اللسان، وتابعه على ذلك محقق نص التاج، فضبطه بفتح الخاء وليس بالصواب.
وكنت جعلت هذت في أصول المعجم قراءة غير أني عدلت عن هذا بعد مراجعة النص المروي عن أبي زيد مرة بعد مرة.
فأن فتح الله على قارئ بغير ما ذهبت إليه فليرشدني إلى الصواب.
- وفي حرف أبي (لو شئت لأوتيت عليه أجرًا).
إدغام الذال في التاء وإظهارها:
- قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم ورويس في أحد الوجهين والتمار بإظهار الذال.
- وأدغم الذال في التاء أبو عمرو وابن عامر ونافع وحمزة والكسائي، وحماد ويحيى عن أبي بكر عن عاصم ورويس في وجهه الثاني، والتمار ويعقوب وخلف وأبو جعفر.
قال القرطبي: (وأدغم بعض القراء الذال في التاء، ولم يدغمها بعضهم) ). [معجم القراءات: 5/280]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس