عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:55 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (23) إلى الآية (26) ]

{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)}

قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لشيء} [23] رسمت بألف بعد الشين، وليس له في القرآن نظير). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)}
{لِشَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز فيه في الوقف، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 5/185]

قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا (24)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {عَسى أَن يهدين رَبِّي} 24
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {يهدين} بياء في الْوَصْل
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي بِغَيْر يَاء). [السبعة في القراءات: 389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يهدين} [24] قرأ نافع وبصري وصلاً بإثبات ياء بعد النون، والمكي بإثباتها في الحالين، والباقون بحذفها فيهما). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَشَاءَ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآيتين/142 و213 من سورة البقرة.
{عَسَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل والفتح قرأ الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو.
- والباقون على الفتح.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآية/84 من سورة النساء، والآية/129 من سورة الأعراف.
{أَنْ يَهْدِيَنِ}
- قرأ ابن كثير في رواية القواس والبزي، ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي والحسن بياء في الوصل (أن يهديني).
- وقرأ ابن كثير وسهل وابن يعقوب وابن شنبوذ عن قنبل وابن محيصن بياء في الحالين (أن يهديني).
- وقراءة الباقين بغير ياء في الحالين.
{لِأَقْرَبَ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياءً مفتوحة). [معجم القراءات: 5/185]

قوله تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في التَّنْوِين من قَوْله {ثَلَاث مائَة سِنِين} 25
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر (ثلث مائَة سِنِين) منونا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (ثلث مائَة سِنِين) مُضَافا غير منون). [السبعة في القراءات: 389 - 390]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ثلثمائة سنين) غير منون كوفي - غير عاصم). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ثلاث مائة) [25]: بلا تنوين هما، وخلف). [المنتهى: 2/803]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ثلاث مائة سنين) بغير تنوين في (مائة)، وقرأ الباقون بالتنوين). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ثلاث مائة سنين} (25): بغير تنوين.
والباقون: بالتنوين). [التيسير في القراءات السبع: 349]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (ثلاثمائة سنين) بغير تنوين، والباقون بالتّنوين). [تحبير التيسير: 444]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) غير منون حَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ،
[الكامل في القراءات العشر: 590]
والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وعلي، ومحمد، الباقون منون، وهو الاختيار على التمييز). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تِسْعًا) بفتح التاء ها هنا اللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بكسرها، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([25]- {ثَلاثَ مِائَةٍ} بلا تنوين: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/689]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (837 - وَحَذْفُكَ لِلتَّنْوِينِ مِنْ مِائَةٍ شَفَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([837] وحذفك للتنوين من مائة (شـ)ـفا = وتشرك خطاب وهو بالجزم (كـ)ـملا
حذف التنوين على الإضافة إلى {سنين}، ووضع الجمع موضع الواحد، فكأنه ثلاثمائة سنة.
والجمع يوضع موضع الواحد في التمييز؛ قال الله تعالى: {بالأخسرين أعملا}.
وإنما قال (شفا)، لأن ما جاء بعد المائة، فأكثر ما تستعمل فيه الإضافة.
وفي قراءة أبي: (ثلث مائة سنة)، فدل على الإضافة.
[فتح الوصيد: 2/1067]
وقيل: رد {سنين} على {ثلث مائة} في المعين، كما قال فيها:
اثنتان وأربعون حلوبةً سودا.
فرد سودا على معنى حلوبة، لأن حلوبة هو الاثنتان والأربعون.
ومن نون، جعل {سنين} عطف بيان، ولم يضف، لأن ما فوق المائة إنما يضاف إلى واحد يبين به جنسه). [فتح الوصيد: 2/1068]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([837] وحذفك للتنوين من مائةٍ شفا = ويشرك خطابٌ وهو بالجزم كُملا
ح: (حذفك): مبتدأ، (للتنوين): مفعوله، (شفا): خبره، (من مائةٍ):
[كنز المعاني: 2/393]
حال، (يشرك خطابٌ): مبتدأ وخبر، أي: ذو خطاب، (بالجزم): متعلق بـ (كملا)، ضمير (هو) راجع إلى (يشرك) -: مبتدأ، (كملا): خبره.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين} [25] بحذف التنوين على إضافة العدد إلى {سنين} إيقاعًا للجميع موقع المفرد، والأصل: (ثلاثمائة سنة)، كقول الفرزدق.
ثلاثُ مئتين للملوك وفي بها = ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم
والباقون: بالتنوين على أن {سنين} بدل من {ثلاث مائةٍ}، أو نصبٌ بـ {لبثوا}، و{ثلاث مائةٍ} بيان {سنين} قُدم عليه، أو على التمييز، نحو:
[كنز المعاني: 2/394]
إذا عاش الفتى مائتين عامًا = ............
وجمع في موضع المفرد، نحو: {بالأخسرين أعمالًا} [103].
وقرأ ابن عامر: {ولا تشرك في حكمه} [26] بالخطاب وجزم الفعل على أن المخاطب محمد صلى الله عليه وسلم، والباقون: {ولا يشرك} بالغيبة، ورفعه على أن الضمير لله تعالى). [كنز المعاني: 2/395] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (837- وَحَذْفُكَ لِلتَّنْوِينِ مِنْ مِائَةٍ شَفَا،.. وَتُشْرِكْ خِطَابٌ وَهْوَ بِالْجَزْمِ "كُـ"ـمِّلا
يريد ثلاثمائة سنين من حذف التنوين من مائة أضافها إلى سنين كما يقال ثلاثمائة سنة، وإنما أوقع الجمع موقع المفرد كقوله تعالى: {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا}.
وقال الفرزدق:
ثلاث مئين للملوك وفابها داري
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/331]
وقال آخر:
وخمس ميء منها قسي وزائف
ونحو ذلك نحو قول عنترة:
فيها اثنتان وأربعون حلوبة،.. سودا،..،..
فلفظ الحلوبة يستعمل للواحد والجمع فلما وصفها هنا بالجمع في قوله: سود أشعر ذلك بأنه استعملها جمعا فيكون التمييز بالجمع في موضع المفرد وهو الأصل بدليل أن مميز العشرة فما دونها مجموع، وإنما أفرد فيما عدا ذلك اختصارا لما كثر المعدود قال الفراء: من العرب من يضع سنين في موضع سنة، أما من نون ثلاثمائة فسنين عنده إما تمييز منصوب كقوله:
إذا عاش الفتى مائتين عاما
ووجه جمعها ما سبق وإما أن يكون عطف بيان أو بدلا من ثلاث فهو على هذه الأوجه منصوب، وإما أن يكون عطف بيان أو بدلا من مائة فيكون مجرورا وقيل: البدل أجود من عطف البيان؛ لأن عطف البيان من النكرة غير سائغ عند البصريين؛ أي: ولبثوا في كهفهم سنين ثلاث مائة، قال الزجاج: سنين عطف على ثلاث عطف البيان والتوكيد. قال: وجائز
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/332]
أن يكون سنين من نعت المائة وهو راجع في المعنى إلى ثلاث كما قال:
فيها اثنتان وأربعون حلوبة،.. سودا....،..
فجعل سودا نعتا لحلوبة وهو في المعنى نعت لجملة العدد وكذا قال أبو جعفر النحاس: الخفض رد على مائة؛ لأنها بمعنى مائتين، وقال الفراء: من نون وهو يريد الإضافة نصب سنين بالتفسير للعدد، ونقل الزمخشري في مفصله عن أبي إسحاق أنه قال: لو انتصب سنين على التمييز لوجب أن يكونوا قد لبثوا تسع مائة سنة فكأنه قصد بذلك الرد على الفراء وهو غير لازم؛ لأن قراءة الإضافة لا تشعر بذلك، وسنقرر ذلك في شرح النظم إن شاء الله). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/333]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (837 - وحذفك للتّنوين من مائة شفا = وتشرك خطاب وهو بالجزم كمّلا
قرأ حمزة والكسائي: ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ بحذف التنوين، وقرأ غيرهم بإثباته). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ عَلَى الْإِضَافَةِ; وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {ثلاث مائةٍ سنين} [25] بغير تنوين، والباقون بالتنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (745 - ولا تنوّن مائةٍ شفا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ولا تنوّن مائة (شفا) ولا = يشرك خطاب مع جزم (ك) مّلا
أي قرأ حمزة والكسائي وخلف مائة سنين بغير تنوين على الإضافة، والباقون بالتنوين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ولا تنوّن مائة (شفا) ولا = يشرك خطاب مع جزم (ك) مّلا
ش: أي قرأ [ذو] (شفا) حمزة، وعلى، وخلف: ثلاث مائة سنين [25] بحذف تنوين (مائة) وإضافتها إلى (سنين)، و(مائة): واحد وقع موقع الجمع؛ لأن [تمييز
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
الثلاثة للعشرة] مجموع مجرور؛ فقياسه: ثلاث مئات أو مائتين، لكن وجد اعتمادا على العقد السابق، ومميّز «مائة» مفرد، مجرور، فقياسه: ثلاث مئات سنة، وجمع بينهما على الأصل.
والباقون بإثباته؛ لأنه لما عدل عن قياس توحيده عدل عن إضافته، ونصب على التمييز). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/430]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ثَلاثَمِائَةٍ سِنِين" [الآية: 25] فحمزة والكسائي وخلف بغير تنوين على الإضافة أوقعوا الجمع في سنين موقع المفرد ومائة واحد وقع موقع الجمع؛ لأن مميز الثلاثة إلى العشرة مجموع مجرور كثلاثة أيام، فقياسه ثلاث مئات أو مئين لكن وحد اعتمادا على العقد السابق، ومميز المائة موحد مجرور فقياسه مائة سنة، وجمع تنبيها على الأصل قال الفراء: في العرب من يضع سنين موضع سنة، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالتنوين؛ لأنه لما عدل عن قياسه عدل عن إضافته فيكون سنين بدلا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
من ثلاثمائة أو عطف بيان عند الكوفيين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل أبو جعفر همز "مائة" مفتوحة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "تسعا" هنا و"تَسْع" بـ"ص" و"وَتِسْعُون" بها بفتح التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ثلاث مائة سنين} [25] قرأ الأخوان بحذف تنوين {مائة} على الإضافة، والباقون بالتنوين). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)}
{وَلَبِثُوا}
- قرأ عبد الله بن مسعود (وقالوا: لبثوا) بزيادة (قالوا) على قراءة الجماعة.
ذكر هذا أبو حيان، وأنها جاءت كذلك في مصحفه.
- وذهب الطبري إلى أنها في مصحف ابن مسعود (وقالوا ولبثوا) كالقراءة السابقة إلا أنها بتكرير الواو.
ولم أجد هاتين الصورتين في المطبوع من مصحفه.
{ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (ثلاث مائةٍ سنين) بتنوين (مئة)، وسنين: بدل من (ثلاثمئة)، أو عطف بيان، على هذه القراءة، وقيل على التفسير والتمييز.
[معجم القراءات: 5/186]
قال أبو حيان:
(قال ابن عطية: على البدل والبيان، وقيل: على التفسير والتمييز، وقال الزمخشري: عطف بيان لثلاثمئة، وحكى أبو البقاء أن قومًا أجازوا أن يكون بدلًا من (مئة) في معنى مئات.
[قال أبو حيان]: فأما عطف البيان فلا يجوز على مذهب البصريين، وأما نصبه على التمييز فالمحفوظ من لسان العرب المشهور أن (مئة) لا يفسر إلا بمفرد مجرور...).
- وقرأ حمزة والكسائي وطلحة ويحيى والأعمش والحسن وابن أبي ليلى وخلف وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جبير الأنطاكي (ثلاثمئة سنين) بغير تنوين في (مئة)، مضافًا إلى سنين، موقع المفرد، و(مئة) واحد وقع موقع الجمع؛ لأن مميز الثلاثة إلى العشرة مجرور، كثلاثة أيام، وقياسه ثلاث مئات أو مئين، وقياسه هنا ثلاث مئة سنة، إلا أنه جمع تنبيهًا على الأصل؛ إذ الأصل إضافة العدد إلى الجمع.
قال أبو حيان:
(وأنحى أبو حاتم على هذه القراءة، ولا يجوز له ذلك، وقال أبو علي: هذه تضاف في المشهور إلى المفرد، وقد تضاف إلى الجمع).
وقال العكبري:
(ويقرأ بالإضافة، وهو ضعيف في الاستعمال، لأن مئة تضاف إلى المفرد، ولكنه حمله على الأصل؛ إذ الأصل إضافة العدد إلى الجمع، ويقوي ذلك أن علاقة الجمع هنا جبر لما دخل السنة من الحذف، فكأنها تتمة الواحد).
[معجم القراءات: 5/187]
وقال مكي:
(وحجة من أضاف أنه أجرى الإضافة إلى الجمع كالإضافة إلى الواحد، في قولك: ثلاثمئة درهم، وثلاثمئة سنة.
وحسن ذلك لأن الواحد في هذا الباب إذا أضيف إليه بمعنى الجمع، فحملا الكلام على المعنى، وهو الأصل، لكنه يبعد لقلة استعماله فهو أصل قد رفض، وقد منعه المبرد، ولم يجزه، ووجهه ما ذكرنا.
... والتنوين هو الاختيار؛ لأنه المستعمل المشهور؛ ولأن الأكثر عليه).
وقال الطوسي: (وهي عند ابن خالويه قراءة غير مختارة) أي قراءة الإضافة.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (ثلاثمئة سنةٍ) بإضافة (مئة) وإفراد (سنة).
قال أبو حيان: (وكذا في مصحف عبد الله)، وذكر مثل هذا القرطبي.
- وقرأ الضحاك (ثلاثمئةٍ سنون) بتنوين مئة، وبالواو في (سنون)، والتقدير: ثلاثمئة هي سنون، فهو خبر مبتدأ مقدر.
{مِائَةٍ}
- قراءة الجماعة (ثلاثمئة...) بالهمز.
- وقراءة أبي جعفر (ثلاثمية...) بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
- وكذا جاءت القراءة عند حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 5/188]
{وَازْدَادُوا تِسْعًا}
- قراءة الجماعة (... تسعًا) بكسر التاء.
- وقرأ الحسن وأبو عمرو في رواية اللؤلؤي عنه (... تسعًا) بفتح التاء)، كما قالوا عشرًا.
قال الطوسي: (والكسر أكثر وأفصح).
وتأتي القراءة في الآية/23 من سورة ص (تسع وتسعون نعجة) بفتح التاء من (تسع) بخلاف عن الحسن.
قال ابن جني في ذلك الموضع:
(قد كثر عنهم مجيء الفعل والفعل على المعنى الواحد، نحو: البزر والبزر، والنفط والنفط، والسكر والسكر، والحبر والحبر، والسبر والسبر، والتسع بمعنى التسع..) ). [معجم القراءات: 5/189]

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - قَوْله {وَلَا يُشْرك فِي حكمه أحدا} 26
كلهم قرأوا {وَلَا يُشْرك} بِالْيَاءِ وَالرَّفْع غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (وَلَا تشرك) بِالتَّاءِ جزما). [السبعة في القراءات: 390]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولا تشرك) بالتاء والجزم شامي، وروح، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 306]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولا تشرك) [26]: بالتاء جزم دمشقي، وزيد طريق البخاري). [المنتهى: 2/803]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ولا تشرك) بالتاء والجزم، وقرأ الباقون بالياء والرفع). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {ولا تشرك في حكمه} (26): بالتاء، وجزم الكاف.
والباقون: بالياء، ورفع الكاف). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (ولا تشرك) بالتّاء وجزم الكاف، والباقون بالياء ورفع الكاف). [تحبير التيسير: 444]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا يُشْرِكُ) بالتاء على النهي ابن عامر، وأبو حيوة، والْجَحْدَرِيّ، والحسن، وقَتَادَة، وزيد، وَحُمَيْد بن الوزير عن يَعْقُوب، والجعفي، واللؤلؤي عن أبي بكر، الباقون بالياء والرفع وهو الاختيار لأن المعاتبة ها هنا أولى). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([26]- {وَلا يُشْرِكُ} بالتاء، جزم: ابن عامر). [الإقناع: 2/689]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (837- .... .... .... .... = وَتُشْرِكْ خِطَابٌ وَهْوَ بِالْجَزْمِ كُمِّلاَ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [837] وحذفك للتنوين من مائة (شـ)ـفا = وتشرك خطاب وهو بالجزم (كـ)ـملا
...
{ولا تشرك}، لأن قبله: {ولا تقولن ...}، إلى {قل الله أعلم}. وبعده: {واتل}.
وبالياء، لأن قبله: {قل الله ... } إلى قوله: {من دونه} ). [فتح الوصيد: 2/1068]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([837] وحذفك للتنوين من مائةٍ شفا = ويشرك خطابٌ وهو بالجزم كُملا
ح: (حذفك): مبتدأ، (للتنوين): مفعوله، (شفا): خبره، (من مائةٍ):
[كنز المعاني: 2/393]
حال، (يشرك خطابٌ): مبتدأ وخبر، أي: ذو خطاب، (بالجزم): متعلق بـ (كملا)، ضمير (هو) راجع إلى (يشرك) -: مبتدأ، (كملا): خبره.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين} [25] بحذف التنوين على إضافة العدد إلى {سنين} إيقاعًا للجميع موقع المفرد، والأصل: (ثلاثمائة سنة)، كقول الفرزدق.
ثلاثُ مئتين للملوك وفي بها = ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم
والباقون: بالتنوين على أن {سنين} بدل من {ثلاث مائةٍ}، أو نصبٌ بـ {لبثوا}، و{ثلاث مائةٍ} بيان {سنين} قُدم عليه، أو على التمييز، نحو:
[كنز المعاني: 2/394]
إذا عاش الفتى مائتين عامًا = ............
وجمع في موضع المفرد، نحو: {بالأخسرين أعمالًا} [103].
وقرأ ابن عامر: {ولا تشرك في حكمه} [26] بالخطاب وجزم الفعل على أن المخاطب محمد صلى الله عليه وسلم، والباقون: {ولا يشرك} بالغيبة، ورفعه على أن الضمير لله تعالى). [كنز المعاني: 2/395] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما {ولا تشرك في حكمه أحدا}، فقراءة ابن عامر بلفظ النهي وهو ظاهر، وقراءة الباقين على الإخبار على لفظ الغيبة؛ أي: ولا يشرك الله أحدا في حكمه، وقوله: خطاب؛ أي: ذو خطاب والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/333]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (837 - .... .... .... .... .... = وتشرك خطاب وهو بالجزم كمّلا
....
وقرأ ابن عامر: ولا تشرك في حكمه أحدا. بتاء الخطاب في يُشْرِكُ مع جزم الكاف وقرأ غيره بياء الغيب ورفع الكاف). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا يُشْرِكُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالْخِطَابِ وَجَزْمِ الْكَافِ عَلَى النَّهْيِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ وَرَفْعِ الْكَافِ عَلَى الْخَبَرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {ولا يشرك} [26] بالخطاب والجزم، والباقون بالغيب والرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (745- .... .... .... .... ولا = يشرك خطابٌ مع جزمٍ كمّلا). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ ابن عامر «ولا تشرك» بالخطاب والجزم، والباقون بالغيب والرفع؛ فوجه الخطاب والجزم جعل لا ناهية والخطاب للإنسان، ووجه الغيب والرفع جعل لا نافية وأن الفعل أسند لضمير الله تعالى حملا على قوله «قل الله أعلم بما لبثوا» إلى قوله «من دونه» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كملا) ابن عامر: ولا تشرك في حكمه أحدا [26] بتاء الخطاب، وجزم الكاف على الالتفات إليه، وجعل (لا) ناهية، أي: لا تشرك يا إنسان في حكم ربك أحدا.
والتسعة بياء الغيب ورفع الكاف على إسناده إلى ضمير الله تعالى في قوله: قل الله [26] [أي] ولا يشرك الله في حكمه أحدا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/430]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِه" [الآية: 26] فابن عامر بالتاء على الخطاب وجزم الكاف على النهي، وافقه المطوعي والحسن والباقون بالغيب ورفع الكاف على الخبر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا يشرك} [26] قرأ الشامي بتاء الخطاب، وجزم الكاف، على النهي، والباقون بالياء، ورفع الكاف، على الخبر). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)}
{أَعْلَمُ بِمَا}
- ذكروا عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الميم في الباء، والإظهار.
وقد أنبهت مرارًا فيما تقدم على أن الصواب غير هذا، فقد أسكن أبو عمرو الميم وأخفاها في الباء، والفرق بين الإخفاء والإدغام لا يخفى.
وتقدم مثل هذا في الآية/19 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 5/189]
{أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ}
- قراءة الجماعة (أبصر به وأسمع) على التعجب، أي: ما أبصره وأسمعه، وذكر الزجاج الإجماع عليه.
ويحتمل أن يكون المعنى على الأمر لا التعجب.
- وقرأ عيسى بن عمر (أسمع به وأبصر) بالفتح على الخبر، أي أبصر عباده لمعرفته، وأسمعهم.
قال ابن خالويه:
(بالفتح على الخبر لا على التعجب عيسى، أي: أبصر عباده لمعرفته، وأسمعهم، الهاء: كناية عن الله -عزّ وجلّ-.
وجائز أن تكون الرواية عن عيسى (ابصر به) أمر من لغة من يقول: (بصرت به).
{وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}
- قراءة الجمهور (ولا يشرك...) بالياء، ولا نافية، وآخر الفعل رفع، وهو على الخبر عن الله تعالى.
قال الفراء: (.. ترفع إذا كان بالياء على: وليس يشرك..).
- وقرأ ابن عامر والحسن وأبو رجاء وابن عباس وقتادة وعاصم
[معجم القراءات: 5/190]
الجحدري وأبو حيوة وحميد بن الوزير وسهل والجعفي واللؤلؤي عن أبي بكر والمطوعي، وقالون وروح وزيد، ثلاثتهم عن يعقوب (ولا تشرك) بالتاء، والجزم، ولا: ناهية.
أي: ولا تشرك أيها المخاطب.
وذهب القرطبي إلى أنه على جهة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البيضاوي: (بالتاء والجزم على نهي كل أحد عن الإشراك...).
وقرا مجاهد (ولا يشرك) بالياء، وسكون الكاف، على جعل (لا) ناهية.
قال يعقوب: (ولا أعرف وجهه).
قال بعضهم: (سكن الكاف على نية الوقف!).
قلت: هو تخريج بعيد، فهو وقف غير محمود إلا إذا انقطع نفس القارئ فوقف مستريحًا، ثم كر قارئًا واصلًا ما سبق بما تبقى من الآية). [معجم القراءات: 5/191]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس