عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14 ذو القعدة 1431هـ/21-10-2010م, 12:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 18 إلى 37]

{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18) وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)}

تفسير قوله تعالى:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى} [فاطر: 18] لا يحمل أحدٌ ذنب آخر.
وقال السّدّيّ: يعني: لا تحمل حاملةٌ ذنب نفسٍ أخرى، وهو نحوه.
قال: {وإن تدع مثقلةٌ} [فاطر: 18] تفسير مجاهدٍ، عن أبيه قال: مثقلةٌ، أي: من الذّنوب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/783]
{إلى حملها} [فاطر: 18] ليحمل عنها.
{لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى} [فاطر: 18] لا يحمل قريبٌ عن قريبه شيئًا من ذنوبه.
{إنّما تنذر} [فاطر: 18] إنّما يقبل نذارتك.
{الّذين يخشون ربّهم بالغيب} [فاطر: 18] في السّرّ حيث لا يطّلع عليهم أحدٌ.
{وأقاموا الصّلاة} [فاطر: 18] المفروضة.
{ومن تزكّى} [فاطر: 18]، أي: عمل صالحًا.
{فإنّما يتزكّى لنفسه} [فاطر: 18] يجد ثوابه.
{وإلى اللّه المصير} [فاطر: 18] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/784]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها...}

يقول: إن دعت داعية ذات ذنوبٍ قد أثقلتها إلى ذنوبها ليحمل عنها شيء من الذنوب لم تجد ذلك, ولو كان الذي تدعوه أباً أو ابنا, فذلك قوله: {ولو كان ذا قربى}, ولو كانت: {ذو قربى} لجاز؛ لأنه لم يذكر فيصير نكرة, فمن رفع لم يضمر في (كان) شيئاً، فيصير مثل قوله:{وإن كان ذو عسرةٍ فنظرةٌ} , ومن نصب أضمر, وهي في قراءة أبيّ: {وإن كان ذا عسرة}على ذلك. وإنما أنّث {مثقلةٌ} يذهب إلى الدابة , أو إلى النفس، وهما يعبّران عن الذكر والأنثى، كما قال: {كلّ نفسٍ ذائقة الموت} للذكر والأنثى.). [معاني القرآن: 2/368]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى }: مجازه: ولا تحمل آثمة إثم أخرى، وزرته , أي : فعلته, أي: أثمته هي.). [مجاز القرآن: 2/153]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب وأقاموا الصّلاة ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه وإلى اللّه المصير}
وقال:{ولو كان ذا قربى}: لأنه خبر.
وقال: {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها} , فكأنه قال: وإن تدع إنساناً لا يحمل من ثقلها شيئاً , ولو كان الإنسان ذا قربى.). [معاني القرآن: 3/35]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ} يقول: إن دعت نفس ذات ذنوب، قد أثقلتها ذنوبها، ليحمل عنها شيء منها، لم تجد ذلك، ولو كان من تدعوه ذا قربى.). [تفسير غريب القرآن: 360]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب وأقاموا الصّلاة ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه وإلى اللّه المصير (18)}
{وإن تدع مثقلة إلى حملها}:المعنى: إن تدع نفس مثقلة بالذنوب إلى حملها، إلى ذنوبها، لا يحمل من ذنوبها شيء.
{ولو كان ذا قربى}:
أي : ولو كان الذي تدعوه ذا قربى مثل الأب والابن، ومن أشبه هؤلاء.
{إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب وأقاموا الصّلاة}:فتأويل " تنذر الّذين يخشون ربّهم " وهو النبي صلى الله عليه وسلم , تنذر الخلق أجمعين، والمعنى ههنا : أن إنذارك ينفع الذين يخشون ربّهم.). [معاني القرآن: 4/267]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}
روى سماك, عن عكرمة , عن ابن عباس قال: (لا يؤاخذ أحد بذنب أحد).
ثم قال جل وعز: {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء}
قال مجاهد : (إلى حملها : أي : إلى الذنوب)
قال أبو جعفر المعنى : وإن تدع نفس قد أثقلته الذنوب إلى حملها , وهو ذنوبها , لا يحمل من حملها , وهو ذنوبها شيء .
{ولو كان ذا قربى}: أي , ولو كان الذي تدعوه إلى ذلك أبا , أو ابنا , أو ما أشبههما.). [معاني القرآن: 5/449-450]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما يستوي الأعمى والبصير} [فاطر: 19] وهذا تبعٌ للكلام الأوّل لقوله: {وما يستوي البحران هذا عذبٌ فراتٌ} [فاطر: 12]...
{وهذا ملحٌ أجاجٌ} [فاطر: 12].
{وما يستوي الأعمى والبصير} [فاطر: 19] قال السّدّيّ: يعني: بصر القلب بالإيمان وهو المؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 2/784]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وما يستوي الأعمى والبصير...}

فالأعمى ها هنا : الكافر، والبصير : المؤمن.). [معاني القرآن: 2/369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وما يستوي الأعمى والبصير}: مثل للكافر , والمؤمن.). [تفسير غريب القرآن: 361]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وما يستوي الأعمى والبصير (19) ولا الظّلمات ولا النّور (20) ولا الظّلّ ولا الحرور (21)}
هذا مثل : ضربه اللّه للمؤمنين والكافرين، المعنى لا يستوي الأعمى عن الحق : وهو الكافر، والبصير بالحق : وهو المؤمن الذي يبصر رشده.). [معاني القرآن: 4/267]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور}
قال قتادة: (أي: كما لا يستوي الأعمى والبصير , لا يستوي المؤمن والكافر) .
وقال غيره :المعنى : وما يستوي الأعمى عن الحق وهو الكافر , ولا البصير بالهدى وهو المؤمن.). [معاني القرآن: 5/450]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}: مثل للكافر والمؤمن, كما قال عز وجل: {أو من كان ميتاً فأحييناه} : أي: كان كافرا فأحييناه بالإيمان.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 199]

تفسير قوله تعالى:{وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولا الظّلمات ولا النّور {20} ولا الظّلّ ولا الحرور {21} وما يستوي الأحياء ولا الأموات} [فاطر: 20-22] هذا كلّه مثلٌ للمؤمن والكافر، كما لا يستوي البحران العذب والمالح، وكما لا يستوي الأعمى والبصير، وكما لا تستوي الظّلمات والنّور فكذلك لا يستوي المؤمن والكافر.
وقال السّدّيّ: وهذا مثلٌ ضربه اللّه للكفّار والمؤمنين، فالأموات هم الكفّار، وهم بمنزلة الأموات.
{وما يستوي الأحياء} [فاطر: 22]، يعني: المؤمنين.
{ولا الأموات} [فاطر: 22]، يعني: الكفّار قال: بمنزلة الأموات). [تفسير القرآن العظيم: 2/784]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ولا الظّلمات ولا النّور...}

الظلمات: الكفر، والنور: الإيمان). [معاني القرآن: 2/369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ولا الظّلمات ولا النّور}: مثل للكفر والإيمان). [تفسير غريب القرآن: 361]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ولا الظلمات ولا النّور}: الظلمات: الضلالات، والنور: الهدي). [معاني القرآن: 4/267]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( {ولا الظلمات}: وهي الضلالات ,{ولا النور}: وهو الهدى.). [معاني القرآن: 5/450]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولا الظّلمات ولا النّور {20} ولا الظّلّ ولا الحرور {21} وما يستوي الأحياء ولا الأموات} [فاطر: 20-22] هذا كلّه مثلٌ للمؤمن والكافر، كما لا يستوي البحران العذب والمالح، وكما لا يستوي الأعمى والبصير، وكما لا تستوي الظّلمات والنّور فكذلك لا يستوي المؤمن والكافر.
وقال السّدّيّ: وهذا مثلٌ ضربه اللّه للكفّار والمؤمنين، فالأموات هم الكفّار، وهم بمنزلة الأموات.
{وما يستوي الأحياء} [فاطر: 22]، يعني: المؤمنين.
{ولا الأموات} [فاطر: 22]، يعني: الكفّار قال: بمنزلة الأموات). [تفسير القرآن العظيم: 2/784] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولا الظّلّ ولا الحرور} [فاطر: 21]، أي: ولا يستوي الظّلّ، ظلّ الجنّة، ولا
[تفسير القرآن العظيم: 2/784]
الحرور النّار كما لا يستوي الظّلّ في الدّنيا والشّمس). [تفسير القرآن العظيم: 2/785]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ولا الظّلّ ولا الحرور...}

الظّل: الجنة، والحرور: النار). [معاني القرآن: 2/369]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ الظّلّ ولا الحرور }: الحرور بالنهار مع الشمس هاهنا , وكان رؤبة يقول: الحرور بالليل , والسموم بالنهار
ونسجت لوامع الحرور برقرقان آلهاً = المسجورسبائباً كسرق الحرير). [مجاز القرآن: 2/154]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولا الظّلّ ولا الحرور}
وقال: {ولا الظّلّ ولا الحرور} : فيشبه أن تكون {لا} زائدة؛ لأنك لو قلت: "لا يستوي عمرٌو ولا زيدٌ" في هذا المعنى لم يكن إلا أن تكون {لا} زائدة). [معاني القرآن: 3/35-36]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الحرور}: قال بعضهم: الحرور الريح الحارة بالليل والسموم بالنهار.
وقال آخرون: الحرور بالنهار مع الشمس، والحرور والسموم مؤنثان). [غريب القرآن وتفسيره: 309]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا الظّلّ ولا الحرور}: مثل للجنة والنار.). [تفسير غريب القرآن: 361]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولا الظّلّ ولا الحرور}: المعنى لا يستوي أصحاب الحق الذين هم في ظلّ من الحق، ولا أصحاب الباطل الذين هم في حرور , أي: في حرّ دائم ليلا , ونهارا.
والحرور: استيقاد الحرّ , ولفحه بالنهار وبالليل.
والسّموم : لا يكون إلّا بالنّهار.). [معاني القرآن: 4/267-268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {ولا الظل ولا الحرور}
قال أبو عبيدة : الحرور في هذا الموضع إنما يكون بالنهار مع الشمس .
وقيل : يعني : الجنة والنار.
وقيل : لا يستوي من كان في ظل من الحق , ومن كان في الحرور .
وقال الفراء : الحرور : الحر الدائم ليلا أو نهارا , والسموم : بالنهار خاصة .
وقال رؤبة بن العجاج : الحرور بالليل خاصة , السموم بالنهار .
قال أبو جعفر : وقول أبي عبيدة أشبه ؛ لأن الظل إنما يستعمل في اليوم الشمس.). [معاني القرآن: 5/450-452]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحَرُورُ}: الريح الحارة بالليل). [العمدة في غريب القرآن: 248]



تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولا الظّلمات ولا النّور {20} ولا الظّلّ ولا الحرور {21} وما يستوي الأحياء ولا الأموات} [فاطر: 20-22] هذا كلّه مثلٌ للمؤمن والكافر، كما لا يستوي البحران العذب والمالح، وكما لا يستوي الأعمى والبصير، وكما لا تستوي الظّلمات والنّور فكذلك لا يستوي المؤمن والكافر.
وقال السّدّيّ: وهذا مثلٌ ضربه اللّه للكفّار والمؤمنين، فالأموات هم الكفّار، وهم بمنزلة الأموات.
{وما يستوي الأحياء} [فاطر: 22]، يعني: المؤمنين.
{ولا الأموات} [فاطر: 22]، يعني: الكفّار قال: بمنزلة الأموات). [تفسير القرآن العظيم: 2/784] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما يستوي الأحياء} [فاطر: 22] المؤمنون الأحياء في الدّين كقوله: {أومن كان ميتًا فأحييناه} [الأنعام: 122] بالإيمان.
{ولا الأموات} [فاطر: 22] في الدّين، الكفّار.
{إنّ اللّه يسمع من يشاء} [فاطر: 22] يهديه للإيمان.
{وما أنت بمسمعٍ من في القبور} [فاطر: 22]، أي: وما أنت بمسمعٍ الكفّار، هم بمنزلة الأموات لا يسمعون منك الهدى سمع قبولٍ، كما أنّ الّذين في القبور لا يسمعون). [تفسير القرآن العظيم: 2/785]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات...}: الأحياء: المؤمنون، والأموات: الكفّار).
[معاني القرآن: 2/369]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وما يستوي الأحياء ولا الأموات}: مثل للعقلاء , والجهال.).[تفسير غريب القرآن: 361]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما يستوي الأحياء ولا الأموات إنّ اللّه يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور (22)}
الأحياء : هم المؤمنون، والأموات : الكافرون، ودليل ذلك قوله: {أموات غير أحياء}). [معاني القرآن: 4/268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات}
أي: العقلاء , والجهال.
والمراد : بالأحياء : الأحياء القلوب بالإيمان , والمعرفة .
والأموات : الأموات القلوب بغلبة الكفر عليها حتى صارت لا تعرف الهدى من الضلال.).[معاني القرآن: 5/452]


تفسير قوله تعالى: (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إن أنت إلا نذيرٌ} [فاطر: 23] تنذر النّاس واللّه يهدي من يشاء). [تفسير القرآن العظيم: 2/785]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّا أرسلناك بالحقّ} [فاطر: 24] بالقرآن.
{بشيرًا} بالجنّة.
{ونذيرًا} من النّار.
{وإنّ من أمّةٍ إلا خلا فيها نذيرٌ} [فاطر: 24]، يعني: الأمم الخالية كلّها قد خلت فيهم النّذر.
وتفسير السّدّيّ: أي: وإن من أمّةٍ ممّن أهلكنا إلا خلا فيها نذيرٌ، يعني: يحذّر المشركين أن ينزل بهم ما نزل بهم أن كذّبوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كما كذّبت الأمم رسلها). [تفسير القرآن العظيم: 2/785]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
:( {وإن من أمّةٍ إلّا خلا فيها نذيرٌ}: أي: سلف فيها نبي.).
[تفسير غريب القرآن: 361]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} : أي: سلف فيها نبي.). [معاني القرآن: 5/452]


تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإن يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات وبالزّبر} [فاطر: 25] والزّبر الكتب على الجماعة، والبيّنات في تفسير الحسن ما جاءت به الأنبياء.
{وبالكتاب المنير} [فاطر: 25] البيّن، والكتاب الّذي كان يجيء به النّبيّ منهم إلى قومه.
وقال السّدّيّ: {بالبيّنات}، يعني: الآيات الّتي كانت تجيء بها الأنبياء إلى قومهم قال: {وبالزّبر}، يعني: وحديث الكتاب وما كان قبله من المواعظ.
والكتاب المنير، يعني: المضيء في أمره ونهيه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/785]
وتفسير الكلبيّ: البيّنات: الحلال والحرام). [تفسير القرآن العظيم: 2/786]


تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ أخذت الّذين كفروا} [فاطر: 26]، يعني: إهلاكهم إيّاهم بالعذاب حين كذّبوا رسلهم.
{فكيف كان نكير} [فاطر: 26] عقابي، على الاستفهام، أي: كان شديدًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/786]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ثمّ أخذت الّذين كفروا }: أي : فعاقبت, { فكيف كان نكير }: أي: تغيري, وعقوبتي.).
[مجاز القرآن: 2/154]



تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماءً فأخرجنا به ثمراتٍ مختلفًا ألوانها} [فاطر: 27] وطعمها في الإضمار.
قال: {ومن الجبال جددٌ} [فاطر: 27]، أي: طرائق.
{بيضٌ وحمرٌ مختلفٌ ألوانها وغرابيب سودٌ} [فاطر: 27] والغريب الشّديد السّواد). [تفسير القرآن العظيم: 2/786]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {جددٌ بيضٌ...}

الخطط , والطرق تكون في الجبال كالعروق، بيض , وسود , وحمر، واحدها: جدّة.). [معاني القرآن: 2/369]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وغرابيب سودٌ }:مقدم ومؤخر ؛ لأنه يقال: أسود غربيب). [مجاز القرآن: 2/154]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماء فأخرجنا به ثمراتٍ مّختلفاً ألوانها ومن الجبال جددٌ بيضٌ وحمرٌ مّختلفٌ ألوانها وغرابيب سودٌ}
وقال: {ومن الجبال جددٌ بيضٌ} , و"الجدد" : واحدتها "جدّةٌ" , و"الجدد" : هي ألوان الطرائق التي فيها مثل "الغدّة" , وجماعتها "الغدد" ولو كانت جماعة "الجديد" لكانت "الجدد", وإنما قرئت: {مختلفاً ألوانها} لأن كل صفة مقدمة فهي تجري على الذي قبلها إذا كانت من سببه , فالثمرات في موضع نصب.
وقال: {وحمرٌ مّختلفٌ ألوانها} , فرفع "المختلف" لأن الذي قبلها مرفوع.). [معاني القرآن: 3/36]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ومن الجبال جدد بيض}: طرائق واحدها جدة.
{و غرابيب سود}: واحدها غربيب وهو أشد السواد). [غريب القرآن وتفسيره: 309]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ومن الجبال جددٌ بيضٌ وحمرٌ مختلفٌ ألوانها وغرابيب سودٌ}

و«الجدد» : الخطوط , والطرائق تكون في الجبال، فبعضها بيض، وبعضها حمر , وبعضها غرابيب سود.
وغرابيب جمع غربيب، وهو: الشديد السواد, يقال: أسود غربيب.
وتمام الكلام عند قوله: {كذلك}, يقول: من الجبال مختلف ألوانها.). [تفسير غريب القرآن: 361]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود (27)}
{ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها}:جدد: جمع جدّة، وهي: الخطّة والطريقة، قال امرؤ القيس:
كأن سراته وجدّة متنه= كنائن يجري فوقهنّ دليص
" جدّة متنه " : الخطّة السوداء التي تراها في ظهر حمار الوحش.
وكل طريقة جادّة , وجدّة.
{وغرابيب سود}: أي: ومن الجبال غرابيب , وهي الحرار، الجبال التي هي ذات صخور سود, والغربيب الشديد السواد.).[معاني القرآن: 4/269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانه وغرابيب سود}
قال الضحاك: (أي: ألوان مختلفة , أي: أبيض , وأحمر , وأسود , قال: والجدد: الطرائق) .
قال أبو جعفر : قال أبو عبيدة : الغريب: الشديد السواد.). [معاني القرآن: 5/453]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الجدد): الطرائق تكون في الجبال.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 200]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جُدَدٌ}: طرائق , {غَرَابِيبُ}: سود.). [العمدة في غريب القرآن: 249]



تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ومن النّاس والدّوابّ والأنعام مختلفٌ ألوانه كذلك} [فاطر: 28]، أي: كما اختلفت ألوان ما ذكر من الثّمار والجبال، ثمّ انقطع الكلام، ثمّ استأنف فقال: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} [فاطر: 28] وهم المؤمنون.
وبلغني أنّ ابن عبّاسٍ، قال: يعلمون أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ.
- وحدّثني قرّة بن خالدٍ، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: ليس العلم رواية الحديث ولكنّ العلم الخشية.
قال يحيى: نراه أنّه، يعني: أنّه من خشي اللّه فهو عالمٌ.
قال: {إنّ اللّه عزيزٌ غفورٌ} [فاطر: 28] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/786]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {كذلك...}

من صلة الثمرات, واختلاف ألوانها, أي : من الناس , وغيرهم كالأوّل, ثم استأنف فقال: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} .). [معاني القرآن: 2/369]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ومن النّاس والدّوابّ والأنعام مختلف ألوانه }, مجازه: من هؤلاء جميع مختلف ألوانه , ومن أولئك جميع، كذاك : وقد جاءت الدواب جملة لجميع الناس والحيوان في آية أخرى , قال: { وما من دابّة في الأرض إلاّ على الله رزقها }, ثم هذه الآية ملخصة مفرقة , فجاءت الدواب ما خلا الناس والإبل.). [مجاز القرآن: 2/154]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ومن النّاس والدّوابّ والأنعام مختلفٌ ألوانه كذلك}: أي : كاختلاف الثمرات, ثم يبتدئ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}.). [تفسير غريب القرآن: 361]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ومن النّاس والدّوابّ والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء إنّ اللّه عزيز غفور (28)}
المعنى: وفيما خلقنا مختلف ألوانه، ومن الناس والدواب والأنعام كذلك , أي: كاختلاف الثمرات والجبال.
{إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}:أي: من كان عالما باللّه اشتدت خشيته له.
وجاء في التفسير : كفى بخشية الله علماً، وبالاغترار باللّه جهلاً.). [معاني القرآن: 4/269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك}
قال الضحاك : (أي : من الناس : الأبيض , والأحمر , والأسود).
ثم قال جل وعز: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
أي: العلماء بقدرته على ما يشاء , فمن علم ذلك , أيقن بمعاقبته على المعصية , فخاف, ه كما روى علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس :{إنما يخشى الله من عباده العلماء }, قال :(الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير) .
وفي الحديث : ((كفى بخشية الله علما , وبالغرة به جهلا.)).). [معاني القرآن: 5/453-454]



تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين يتلون كتاب اللّه وأقاموا الصّلاة} [فاطر: 29] المفروضة.
{وأنفقوا ممّا رزقناهم سرًّا وعلانيةً} [فاطر: 29] السّرّ التّطوّع، والعلانية الزّكاة المفروضة، يستحبّ أن تعطى الزّكاة المفروضة علانيةً والتّطوّع سرًّا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/786]
ويقال: صدقة السّرّ تطوّعًا أفضل من صدقة العلانية.
- المعلّى، عن زبيدٍ الياميّ، عن مرّة الهمذانيّ، عن ابن مسعودٍ قال: إنّ فضل صلاة اللّيل على صلاة النّهار كفضل صدقة السّرّ على العلانية.
قال: {يرجون تجارةً لن تبور} [فاطر: 29] لن تفسد، وهي تجارة الجنّة، يعملون للجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/787]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {يرجون تجارةً لّن تبور...}

جواب لقوله: {إنّ الّذين يتلون كتاب اللّه وأقاموا الصّلاة} , {أولئك يرجون تجارةً لّن تبور} , فـ {يرجون}: جواب لأوّل الكلام.). [معاني القرآن: 2/369]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وأقاموا الصّلاة }: مجازه: ويقيمون الصلاة , ومعناه: وأداموا الصلاة لمواقيتها , وحدودها.
{ تجارةً لن تبور }: أي : لن تكسد وتهلك , ويقال: نعوذ بالله من بوار الأيم , ويقال: بار الطعام , وبارت السوق.). [مجاز القرآن: 2/155]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّ الّذين يتلون كتاب اللّه وأقاموا الصّلاة وأنفقوا ممّا رزقناهم سرّا وعلانية يرجون تجارة لن تبور (29)}
{يرجون تجارة لن تبور}: أي: لن تفسد , ولن تكسد.). [معاني القرآن: 4/269]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَّن تَبُورَ}: لن تكسد.). [العمدة في غريب القرآن: 249]



تفسير قوله تعالى: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ليوفّيهم أجورهم} [فاطر: 30] ثوابهم في الجنّة.
{ويزيدهم من فضله} [فاطر: 30] يضاعف لهم الثّواب.
قال الحسن: تضاعف لهم الحسنات، يثابون عليها في الجنّة.
{إنّه غفورٌ شكورٌ} [فاطر: 30] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/787]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ({ليوفّيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنّه غفور شكور (30)}: غفور لذنوبهم , شكور لحسناتهم.).
[معاني القرآن: 4/269]



تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {والّذي أوحينا إليك من الكتاب} [فاطر: 31]، يعني: القرآن.
{هو الحقّ مصدّقًا لما بين يديه} [فاطر: 31] التّوراة والإنجيل.
{إنّ اللّه بعباده لخبيرٌ بصيرٌ} [فاطر: 31] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/787]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({مصدّقا لما بين يديه}: أي: لما كان قبله, وما مضى.).
[مجاز القرآن: 2/155]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({والّذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحقّ مصدّقاً لّما بين يديه إنّ اللّه بعباده لخبيرٌ بصيرٌ}
وقال: {هو الحقّ مصدّقاً}: لأن الحق معرفة.). [معاني القرآن: 3/36]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {مصدّقاً لما بين يديه}: أي: لما قبله.). [تفسير غريب القرآن: 361]



تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا} [فاطر: 32] اخترنا.
{من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن اللّه ذلك هو الفضل الكبير {32} جنّات عدنٍ يدخلونها} [فاطر: 32-33]
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن صالحٍ مولى التّوءمة، عن أبي الدّرداء قال: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية فقال: «أمّا السّابق فيدخل الجنّة بغير حسابٍ والمقتصد يحاسب حسابًا يسيرًا، وأمّا الظّالم فيحبس في طول المحبس ثمّ يتجاوز اللّه عنه».
- الخليل بن مرّة، وإسرائيل بن يونس، عن جعفر بن يزيد العبديّ، وحدّثنيه النّضر بن بلالٍ، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن جعفر بن يزيد أنّ رجلا بلغه، قال
[تفسير القرآن العظيم: 2/787]
الخليل: لا أدري، يعني: نفسه وقد كان كبيرًا أو، يعني: غيره، أنّ رجلا بلغه أنّه من أتى بيت المقدس ليصلّي فيه لم يشخصه ولم يعمله إلا الصّلاة فيه، فصلّى فيه ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، قال:
فأتى بيت المقدس فصلّى فيه ما قضى اللّه له أن يصلّي ثمّ انصرف إلى ساريةٍ، فقال: اللّهمّ ارحم غربتي، وآنس وحشتي، وصل وحدتي، وسق إليّ جليسًا صالحًا تنفعني به، فبينما أنا كذلك إذ دخل رجلٌ شيخٌ موسومٌ فيه الخير من بعض أبواب المسجد حتّى انتهى إلى السّارية الّتي أنا عندها، فصلّى ما قضى اللّه له أن يصلّي ثمّ انصرف فقال: يا عبد اللّه من أنت وما جاء بك؟ قلت: رجلٌ
غريبٌ من أهل العراق بلغني أنّه من أتى هذا المسجد لم يعمله ولم يشخصه إلا الصّلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، قال: فإنّ الأمر على ما بلغك، قلت: من أنت يا عبد اللّه؟ قال: أنا أبو الدّرداء، فرفعت يدي أحمد اللّه، فقال: يا عبد اللّه أذعرة أنا؟ قلت: لست بذعرةٍ ولكنّي رجلٌ غريبٌ قلت: اللّهمّ ارحم غربتي، وآنس وحشتي، وصل وحدتي، وسق عليّ جليسًا صالحًا
تنفعني به، فقد سمعت بالاسم، ولم أكن أعرف الوجه، قال: فأنا أحقّ بالحمد منك إذ أشركني اللّه في دعائك وجعلني ذلك الجليس، لا جرم لأحدّثنّك بحديثٍ سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم أحدّثه أحدًا قبلك ولا أحدّث به أحدًا بعدك.
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول في هذه الآية: {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن اللّه ذلك هو الفضل الكبير {32} جنّات عدنٍ يدخلونها} [فاطر: 32-33] حتّى أتمّ الآية، قال: فيجيء هذا السّابق بالخيرات فيدخل الجنّة بلا حسابٍ، ويجيء هذا المقتصد فيحاسب حسابًا يسيرًا ثمّ يتجاوز اللّه عنه، ويجيء هذا الظّالم
[تفسير القرآن العظيم: 2/788]
لنفسه فيوقف، ويعيّر، ويخزى، ويعرف ذنوبه ثمّ يدخله اللّه الجنّة بفضل رحمته، فهم الّذين قالوا: {الحمد للّه الّذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفورٌ شكورٌ} [فاطر: 34] غفر الذّنب الكبير وشكر العمل اليسير). [تفسير القرآن العظيم: 2/789]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال السّدّيّ: {فمنهم ظالمٌ لنفسه} [فاطر: 32]، يعني: أصحاب الكبائر من أهل التّوحيد ظلموا أنفسهم بذنوبهم من غير شركٍ.
الحسن بن دينارٍ، عن الحسن، قال: أهل الكبائر لا شفاعة لهم، أي: لا يشفعون لأحدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/789]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {فمنهم ظالمٌ لّنفسه...}: هذا الكافر , {ومنهم مّقتصدٌ}: فهؤلاء أصحاب اليمين , {ومنهم سابقٌ بالخيرات}: وهذه موافقٌ تفسيرها تفسير التي في الواقعة, فأصحاب الميمنة هم المقتصدون, ويقال: هم الولدان, وأصحاب المشأمة: الكفّار, والمشأمة النار, والسّابقون السّابقون : هؤلاء أهل الدرجات العلى , أولئك المقرّبون في جنات عدن.).
[معاني القرآن: 2/370]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ:{ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن اللّه ذلك هو الفضل الكبير (32) جنّات عدن يدخلونها}
قال عمر بن الخطاب رحمه اللّه يرفعه: ((سابقنا سابق, ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له.)).
والآية: تدل على أن المؤمنين مغفور لهم، لمقتصدهم , الظالم لنفسه منهم بعد صحة العقد.
وقد جاء في التفسير أن قوله: {فمنهم ظالم}: الكافر , وهو قول ابن عباس، وقد روي عن الحسن : أنه المنافق.
واللفظ يدل على ما قاله عمر , عن النبي صلى الله عليه وسلم , وما عليه أكثر المفسرين، لأن قوله: {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه} : يدل على أن جملة المصطفين هؤلاء, وقال اللّه عزّ وجلّ: {قل الحمد للّه وسلام على عباده الّذين اصطفى}. ). [معاني القرآن: 4/268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله}
قيل : إن الناجي هو : المقتصد , والسابق , وأن قوله تعالى: {جنات عدن يدخلونها}: للمقتصد , والسابق : هذا مذهب ابن عباس , ومجاهد , وعكرمة , والحسن , وقتادة.
روى ابن عيينة , عن عمرو بن دينار , عن عطاء , عن ابن عباس :{فمنهم ظالم لنفسه }, قال : (كافر) .
وعن ابن عباس : قال : (الكتاب : كل كتاب أنزل). وعنه : (كلهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم) , من رواية ابن أبي طلحة عنه , وهذا أولى ما قيل فيها .
وروى الثوري , عن جابر , عن مجاهد , عن ابن عباس في قوله عز وجل: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} إلى آخر الآية
قال: (هذا مثل قوله جل وعز: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون})
قال : (فنجت فرقتان)
قال مجاهد:{ فمنهم ظالم لنفسه}: أصحاب المشأمة . {ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله}: السابقون : من الناس كلهم) .
وقال عكرمة:{ فمنهم ظالم لنفسه } : (كما قال :{فذوقوا فما للظالمين من نصير })
وقال الحسن , وقتادة : {فمنهم ظالم لنفسه }: (المنافق) .
قال قتادة : (الكتاب : شهادة أن لا إله إلا الله) .
وقيل : (إن الفرق الثلاث ناجية) , قال ذلك عمر, وأبو الدرداء , وإبراهيم النخعي , وكعب الأحبار .
وقال عثمان: (هم أهل باديتنا) , يعني : الظالم لنفسه .
قال عمر : (( سابقنا سابق , ومقتصدنا ناج , وظالمنا مغفور له.)).
وقال أبو الدرداء : السابق : (يدخل الجنة بغير حساب , والمقتصد : يحاسب حسابا يسيرا , والظالم لنفسه : يؤخذ منه , ثم ينجو فذلك).). [معاني القرآن: 5/455-458]



تفسير قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا} [فاطر: 32] اخترنا.
{من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن اللّه ذلك هو الفضل الكبير {32} جنّات عدنٍ يدخلونها} [فاطر: 32-33]
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن صالحٍ مولى التّوءمة، عن أبي الدّرداء قال: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية فقال: «أمّا السّابق فيدخل الجنّة بغير حسابٍ والمقتصد يحاسب حسابًا يسيرًا، وأمّا الظّالم فيحبس في طول المحبس ثمّ يتجاوز اللّه عنه».
- الخليل بن مرّة، وإسرائيل بن يونس، عن جعفر بن يزيد العبديّ، وحدّثنيه النّضر بن بلالٍ، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن جعفر بن يزيد أنّ رجلا بلغه، قال
[تفسير القرآن العظيم: 2/787]
الخليل: لا أدري، يعني: نفسه وقد كان كبيرًا أو، يعني: غيره، أنّ رجلا بلغه أنّه من أتى بيت المقدس ليصلّي فيه لم يشخصه ولم يعمله إلا الصّلاة فيه، فصلّى فيه ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، قال:
فأتى بيت المقدس فصلّى فيه ما قضى اللّه له أن يصلّي ثمّ انصرف إلى ساريةٍ، فقال: اللّهمّ ارحم غربتي، وآنس وحشتي، وصل وحدتي، وسق إليّ جليسًا صالحًا تنفعني به، فبينما أنا كذلك إذ دخل رجلٌ شيخٌ موسومٌ فيه الخير من بعض أبواب المسجد حتّى انتهى إلى السّارية الّتي أنا عندها، فصلّى ما قضى اللّه له أن يصلّي ثمّ انصرف فقال: يا عبد اللّه من أنت وما جاء بك؟ قلت: رجلٌ
غريبٌ من أهل العراق بلغني أنّه من أتى هذا المسجد لم يعمله ولم يشخصه إلا الصّلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، قال: فإنّ الأمر على ما بلغك، قلت: من أنت يا عبد اللّه؟ قال: أنا أبو الدّرداء، فرفعت يدي أحمد اللّه، فقال: يا عبد اللّه أذعرة أنا؟ قلت: لست بذعرةٍ ولكنّي رجلٌ غريبٌ قلت: اللّهمّ ارحم غربتي، وآنس وحشتي، وصل وحدتي، وسق عليّ جليسًا صالحًا
تنفعني به، فقد سمعت بالاسم، ولم أكن أعرف الوجه، قال: فأنا أحقّ بالحمد منك إذ أشركني اللّه في دعائك وجعلني ذلك الجليس، لا جرم لأحدّثنّك بحديثٍ سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم أحدّثه أحدًا قبلك ولا أحدّث به أحدًا بعدك.
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول في هذه الآية: {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن اللّه ذلك هو الفضل الكبير {32} جنّات عدنٍ يدخلونها} [فاطر: 32-33] حتّى أتمّ الآية، قال: فيجيء هذا السّابق بالخيرات فيدخل الجنّة بلا حسابٍ، ويجيء هذا المقتصد فيحاسب حسابًا يسيرًا ثمّ يتجاوز اللّه عنه، ويجيء هذا الظّالم
[تفسير القرآن العظيم: 2/788]
لنفسه فيوقف، ويعيّر، ويخزى، ويعرف ذنوبه ثمّ يدخله اللّه الجنّة بفضل رحمته، فهم الّذين قالوا: {الحمد للّه الّذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفورٌ شكورٌ} [فاطر: 34] غفر الذّنب الكبير وشكر العمل اليسير). [تفسير القرآن العظيم: 2/789] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وحدّثنا حمّاد بن سلمة، عن القاسم الرّحّال، عن أبي قلابة أنّه تلا هذه الآية إلى قوله: {جنّات عدنٍ يدخلونها} [فاطر: 33] فقال: دخلوها كلّهم.
إسماعيل بن مسلمٍ، عن أبي المتوكّل النّاجيّ أنّ حبرًا من الأحبار أتى كعبًا فقال: يا كعب، تركت دين موسى واتّبعت دين محمّدٍ؟ قال: لا، أنا على دين موسى واتّبعت دين محمّدٍ عليه السّلام، قال: ولم فعلت ذلك؟ قال: إنّي وجدت أمّة محمّدٍ يقسّمون يوم القيامة ثلاثة أثلاثٍ: فثلثٌ يدخلون الجنّة بغير حسابٍ، وثلثٌ يحاسبون حسابًا يسيرًا، وثلثٌ يقول اللّه لملائكته: قلّبوا عبادي
فانظروا ما كانوا يعملون، فيقلّبونهم، فيقولون: ربّنا نرى ذنوبًا كثيرةً وخطايا عظيمةً، فيقول: قلّبوا عبادي فانظروا ما كانوا يعملون، فيقلّبونهم إلى ثلاث مرارٍ فيقول في الرّابعة: قلّبوا ألسنتهم فانظروا ما كانوا يقولون فيقلّبون ألسنتهم فيقولون: ربّنا نراهم كانوا يخلصون لك لا يشركون بك شيئًا فيقول: عبادي أخلصوا لي ولم يشركوا بي شيئًا، اشهدوا يا ملائكتي أنّي قد غفرت لعبادي بما أخلصوا لي ولم يشركوا بي شيئًا، فقال
[تفسير القرآن العظيم: 2/789]
الحبر لكعبٍ: إن كنت صادقًا فأخبرني ما كسوة ربّ العالمين؟ فقال كعبٌ: واللّه لئن أخبرتك وأخذ عليه، لتؤمننّ، قال: نعم، قال: رداؤه الكبر، قال: صدقت، قال: وقميصه الرّحمة سبقت، وإزاره العزّة اتّزر بها أو قال: استتر بها، قال: صدقت فآمن.
- وحدّثني الصّلت بن دينارٍ، عن عقبة بن صهبان، قال: سألت عائشة عن هذه الآية فقالت: نعم يا بنيّ، كلّهم من أهل الجنّة، السّابق من مضى على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فشهد له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالحياة والرّزق، والمقتصد من اتّبع أثره من أصحابه حتّى لحق به، والظّالم لنفسه مثلي ومثلك ومن اتّبعنا، فألحقت نفسها بنا من أجل الحدث الّذي أصابها.
- أبو أميّة، عن ميمون بن سياهٍ، عن شهر بن حوشبٍ، أنّ عمر بن الخطّاب قال: سابقنا سابقٌ، ومقتصدنا ناجٍ، وظالمنا مغفورٌ له.
وحدّثني الحسن بن دينارٍ، عن الحسن، قال: السّابقون أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، والمقتصد رجلٌ سأل عن أثار أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فاتّبعهم، والظّالم لنفسه منافقٌ قطع به دونهم، قال يحيى نراه، يعني: أنّ المنافق أقرّ به المؤمن فلم يدخل في الآية.
وحدّثني قرّة بن خالدٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ أنّه قرأ هذا الحرف {فمنهم
[تفسير القرآن العظيم: 2/790]
ظالمٌ لنفسه} [فاطر: 32] فقال: سقط هذا.
قال يحيى: فلا أدري أيعني ما قال الحسن أنّه المنافق أم، يعني به: الجاحد.
وأخبرني عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: هو الجاحد والمنافق.
وقال: هي في سورة الواقعة، السّابقون هم السّابقون، يعني: {والسّابقون السّابقون} [الواقعة: 10] قال: من النّاس كلّهم، وهو تفسير السّدّيّ، فوصف صفتهم في أوّل سورة الواقعة، والمقتصد أصحاب اليمين، وهو المنزل الآخر في سورة الواقعة {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} [الواقعة: 27] فوصف صفتهم، والظّالم لنفسه أصحاب المشأمة.
قال يحيى: تفسير النّاس أنّ أصحاب اليمين هم الّذين يحاسبون حسابًا يسيرًا، وهو المقتصد في حديث أبي الدّرداء عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: وهم أصحاب المنزل الآخر في سورة الرّحمن حيث يقول: {ومن دونهما جنّتان} [الرحمن: 62] فوصفهما ومنزل السّابقين المنزل الآخر في سورة الرّحمن في قوله: {ولمن خاف مقام ربّه جنّتان} [الرحمن: 46] فوصفهما، حدّثنا بذلك عثمان، عن قتادة.
قوله عزّ وجلّ: {جنّات عدنٍ} [فاطر: 33] قد فسّرنا ذلك في غير هذه السّورة.
قوله: {يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ ولؤلؤًا} [فاطر: 33] ليس من أهل
[تفسير القرآن العظيم: 2/791]
الجنّة أحدٌ إلا في يديه ثلاثة أسورةٍ: سوارٌ من ذهبٍ، وسوارٌ من فضّةٍ، وسوارٌ من لؤلؤٍ، قال هاهنا: {من أساور من ذهبٍ ولؤلؤًا} [فاطر: 33] وقال في آيةٍ أخرى: {وحلّوا أساور من فضّةٍ} [الإنسان: 21].
وحدّثني ابن لهيعة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لو أنّ رجلا من أهل الجنّة بدا سواره لغلب على ضوء الشّمس».
قال عزّ وجلّ: {ولباسهم فيها حريرٌ} [فاطر: 33].
- حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي المهزّم، عن أبي هريرة قال: دار المؤمن درّةٌ مجوّفةٌ، فيها أربعون بيتًا، في وسطها شجرةٌ تنبت الحلل، ويأخذ بأصبعه أو قال بأصبعيه سبعين حلّةً منطّقةً باللّؤلؤ والمرجان.
وحدّثني يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن عمرو بن ميمونٍ الأوديّ قال: إنّ المرأة من نساء أهل الجنّة من الحور العين ليرى مخّ ساقها من فوق سبعين حلّةً كما يبدو الشّراب الأحمر في الزّجاجة البيضاء). [تفسير القرآن العظيم: 2/792]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {جنّات عدنٍ...}

ومعنى عدنٍ : إقامة بة, عدن بالموضع.). [معاني القرآن: 2/370]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({جنّات عدن يدخلونها يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير (33)}
فيها وجهان:
أحدهما : يحلّون فيها من أساور من ذهب , ومن لؤلؤ.
ويجوز : ولؤلؤا , على معنى: يحلون أساور؛ لأن معنى من أساور , كمعنى أساور., والتفسير على الخفض أكثر، على معنى : يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ.
وجاء في التفسير : أن ذلك الذهب في صفاء اللؤلؤ، كما قال عزّ وجلّ:{قوارير قوارير من فضة}، أي : هي قوارير ولكن بياضها كبياض الفضة، والفضة أصله.
ويجوز أن يكون يحلّون من أساور من ذهب، ويحلّون من لؤلؤ.
ويجوز على معنى : ويحلّون لؤلؤا.
وأساور : جمع إسورة , وأساور : وواحدها سوار, والأسوار من أساورة الفرس، وهو الجيّد الرمي بالسهام.
قال الشاعر:
ووتّر الأساور القياسا= صغديّة تنتزع الأنفاسا.). [معاني القرآن: 4/270]



تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا} [فاطر: 32] اخترنا.
{من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن اللّه ذلك هو الفضل الكبير {32} جنّات عدنٍ يدخلونها} [فاطر: 32-33]
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن صالحٍ مولى التّوءمة، عن أبي الدّرداء قال: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية فقال: «أمّا السّابق فيدخل الجنّة بغير حسابٍ والمقتصد يحاسب حسابًا يسيرًا، وأمّا الظّالم فيحبس في طول المحبس ثمّ يتجاوز اللّه عنه».
- الخليل بن مرّة، وإسرائيل بن يونس، عن جعفر بن يزيد العبديّ، وحدّثنيه النّضر بن بلالٍ، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن جعفر بن يزيد أنّ رجلا بلغه، قال
[تفسير القرآن العظيم: 2/787]
الخليل: لا أدري، يعني: نفسه وقد كان كبيرًا أو، يعني: غيره، أنّ رجلا بلغه أنّه من أتى بيت المقدس ليصلّي فيه لم يشخصه ولم يعمله إلا الصّلاة فيه، فصلّى فيه ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، قال:
فأتى بيت المقدس فصلّى فيه ما قضى اللّه له أن يصلّي ثمّ انصرف إلى ساريةٍ، فقال: اللّهمّ ارحم غربتي، وآنس وحشتي، وصل وحدتي، وسق إليّ جليسًا صالحًا تنفعني به، فبينما أنا كذلك إذ دخل رجلٌ شيخٌ موسومٌ فيه الخير من بعض أبواب المسجد حتّى انتهى إلى السّارية الّتي أنا عندها، فصلّى ما قضى اللّه له أن يصلّي ثمّ انصرف فقال: يا عبد اللّه من أنت وما جاء بك؟ قلت: رجلٌ
غريبٌ من أهل العراق بلغني أنّه من أتى هذا المسجد لم يعمله ولم يشخصه إلا الصّلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، قال: فإنّ الأمر على ما بلغك، قلت: من أنت يا عبد اللّه؟ قال: أنا أبو الدّرداء، فرفعت يدي أحمد اللّه، فقال: يا عبد اللّه أذعرة أنا؟ قلت: لست بذعرةٍ ولكنّي رجلٌ غريبٌ قلت: اللّهمّ ارحم غربتي، وآنس وحشتي، وصل وحدتي، وسق عليّ جليسًا صالحًا
تنفعني به، فقد سمعت بالاسم، ولم أكن أعرف الوجه، قال: فأنا أحقّ بالحمد منك إذ أشركني اللّه في دعائك وجعلني ذلك الجليس، لا جرم لأحدّثنّك بحديثٍ سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم أحدّثه أحدًا قبلك ولا أحدّث به أحدًا بعدك.
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول في هذه الآية: {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن اللّه ذلك هو الفضل الكبير {32} جنّات عدنٍ يدخلونها} [فاطر: 32-33] حتّى أتمّ الآية، قال: فيجيء هذا السّابق بالخيرات فيدخل الجنّة بلا حسابٍ، ويجيء هذا المقتصد فيحاسب حسابًا يسيرًا ثمّ يتجاوز اللّه عنه، ويجيء هذا الظّالم
[تفسير القرآن العظيم: 2/788]
لنفسه فيوقف، ويعيّر، ويخزى، ويعرف ذنوبه ثمّ يدخله اللّه الجنّة بفضل رحمته، فهم الّذين قالوا: {الحمد للّه الّذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفورٌ شكورٌ} [فاطر: 34] غفر الذّنب الكبير وشكر العمل اليسير). [تفسير القرآن العظيم: 2/789] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقالوا الحمد للّه الّذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفورٌ شكورٌ} [فاطر: 34] وقد فسّرناه في حديث الخليل بن مرّة، عن جعفر بن زيدٍ، عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّهم الصّنف الثّالث الّذي يوقف ويخزى، ويعيّر، ثمّ يتجاوز اللّه عنه فيدخله الجنّة.
[تفسير القرآن العظيم: 2/792]
وأخبرنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: كانوا في الدّنيا وهم محزونون مثل قوله: {إنّا كنّا قبل في أهلنا مشفقين} [الطور: 26].
وقوله: {إنّ ربّنا لغفورٌ شكورٌ} [فاطر: 34] غفر الذّنب الكبير وشكر العمل اليسير.
قال يحيى بلغني أنّ هؤلاء أصحاب الكبائر). [تفسير القرآن العظيم: 2/793]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {أذهب عنّا الحزن...}

الحزن للمعاش , وهموم الدنيا, ويقال: الحزن : حزن الموت, ويقال الحزن : بالجنة , والنار , لا ندري إلى أيّهما نصير.). [معاني القرآن: 2/370]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أذهب عنّا الحزن }: وهو الحزن مثل البخل والبخل , والنّزل والنّزل.). [مجاز القرآن: 2/155]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقالوا الحمد للّه الّذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفور شكور (34)}
ويجوز الحزن : مثل الرّشد , والرّشد، والعرب والعرب، ومعنى:{ أذهب عنا الحزن}: أذهب عنا كل ما يحزن، من حزن في مقاس.
وحزن لعذاب، أو حزن للموت، وقد أذهب اللّه عن أهل الجنة كل حزن.). [معاني القرآن: 4/270]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قوله جل وعز: {وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن}
وقال كعب: (هذه الأمة على ثلاث فرق كلها في الجنة) , ثم تلا : {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه }, إلى قوله: {جنات عدن يدخلونها}, فقال : (ادخلوها ورب الكعبة , وبعد هذا للكفار) .
وهو قوله جل وعز: {والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا}
قال محمد بن يزيد : الرجال أربعة: جواد , وبخيل, ومسرف , ومقتصد , فالجواد : الذي وجه نصيب آخرته , ونصيب دنياه جميعا إلى آخرته , والبخيل : الذي لا يعطي واحدة منهما حقا , والمسرف : الذي يجمعهما للدنيا , والمقتصد الذي يلحق بكل واحدة نصيبها , أي : عمله قصد , ليس بمجتهد .
قال أبو إسحاق : معنى: { أذهب عنا الحزن }: أي: الهم بالمعيشة , والخوف من العذاب , وتوقع الموت .
وكل ما قاله قد جاء في التفسير : فهو عام لجميع الحزن , والمقامة , والمقام واحد , والنصب :التعب , واللغوب: الإعياء واللغوب بفتح اللام ما يلغب منه
وقرأ الحسن : لا يقضى عليهم , فيموتون.
والمعنى على قراءته : لا يقضى عليهم الموت , ولا يموتون.). [معاني القرآن: 5/458-460]



تفسير قوله تعالى: {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الّذي أحلّنا} [فاطر: 35] يعني أنزلنا.
{دار المقامة من فضله لا يمسّنا} [فاطر: 35] قال السّدّيّ: لا يصيبنا.
{فيها نصبٌ} [فاطر: 35] تعبٌ.
{ولا يمسّنا فيها لغوبٌ} [فاطر: 35] إعياءٌ.
- وحدّثني خالدٌ، عن نفيعٍ مولى أمّ سلمة زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، عن عبد اللّه بن أبي أوفى، أنّ رجلا قال: يا رسول اللّه، ما راحة أهل الجنّة فيها؟ فقال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " مه، مه، أو هل فيها لغوبٌ؟ كلّ أمرهم راحةٌ، فأنزل اللّه عند ذلك هذه الآية: {لا يمسّنا فيها نصبٌ ولا يمسّنا فيها لغوبٌ} [فاطر: 35] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/793]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {دار المقامة...}

هي الإقامة., والمقامة: المجلس الذي يقام فيه, فالمجلس مفتوح لا غير؛ كما قال الشاعر:
يومان يوم مقاماتٍ وأندية = ويوم سير إلى الأعداء تأويب
وقرأ السّلميّ : {لغوب} : كأنه جعله ما يلغب، مثل : لغوب , والكلام لغوب بضم اللام، واللغوب: والإعياء.). [معاني القرآن: 2/370]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {دار المقامة}: ودار المقام واحد، وهما بمعنى الإقامة, (اللغوب): الإعياء.). [تفسير غريب القرآن: 361]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {الّذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصب ولا يمسّنا فيها لغوب (35)}
مثل الإقامة، تقول: أقمت بالمكان إقامة ومقامة ومقاما, أي: أحلّنا دار الخلود من فضله، أي : ذلك بتفضله لا بأعمالنا.
{لا يمسّنا فيها نصب}: أي : تعب.
{ولا يمسّنا فيها لغوب}:واللغوب : الإعياء من التعب.
وقد قرأ أبو عبد الرحمن السّلّمي لغوب - بفتح اللام - والضمّ أكثر، ومعنى لغوب شيء يلغب منه، أي لا نتكلف شيئا نعيا منه). [معاني القرآن: 4/270-271]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال أبو إسحاق : معنى : {أذهب عنا الحزن }: أي: الهم بالمعيشة , والخوف من العذاب , وتوقع الموت .
وكل ما قاله , قد جاء في التفسير : فهو عام لجميع الحزن , والمقامة , والمقام واحد , والنصب التعب .
واللغوب : الإعياء, واللغوب بفتح اللام : ما يلغب منه.).[معاني القرآن: 5/460] (م)
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {نصب}: أي: كلال وتعب, و{لغوب}:فترة , وتوان.). [ياقوتة الصراط: 418]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((اللغوب): الإعياء.).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 200]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لُغُوبٌ}: تعب الإعياء). [العمدة في غريب القرآن: 249]



تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والّذين كفروا لهم نار جهنّم لا يقضى عليهم فيموتوا} [فاطر: 36].
تفسير السّدّيّ: يعني: لا ينزل بهم الموت فيموتوا.
قال: {ولا يخفّف عنهم من عذابها} [فاطر: 36] وقال في آيةٍ أخرى: {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابًا} [النبأ: 30].
[تفسير القرآن العظيم: 2/793]
أخبرنا سعيدٌ، عن قتادة أنّ عبد اللّه بن عمرٍو كان يقول: ما نزل في أهل النّار آيةٌ هي أشدّ من هذه.
قال: {كذلك نجزي كلّ كفورٍ} [فاطر: 36] حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: {كذلك نجزي كلّ كفورٍ} [فاطر: 36] كلّ كفورٍ بربّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/794]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ لا يقضى عليهم فيموتوا }: منصوب , لأن معناه: " ليموتوا " , وليس مجازه: مجاز الإخبار , لأنهم أحياء لا يموتون فيقضى عليهم، وقال الخليل : لم ينصب فعل قط إلا على معنى " أن " , وموضعها " وإن أضمروها فقيل له : قد نصبوا بـ " حتى ", و " كي " , و " لن ", و " اللام المكسورة " , فقال: العامل فيهن " أن ".).
[مجاز القرآن: 2/155]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({والّذين كفروا لهم نار جهنّم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفّف عنهم مّن عذابها كذلك نجزي كلّ كفورٍ}
وقال: {ولا يخفّف عنهم مّن عذابها} , وقد قال: {كلّما خبت زدناهم سعيراً} , يقول: "لا يخفّف عنهم من العذاب الذي هو هكذا".). [معاني القرآن: 3/36]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والّذين كفروا لهم نار جهنّم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفّف عنهم من عذابها كذلك نجزي كلّ كفور (36)}
(فيموتوا): نصب، وعلامة النصب : سقوط النون، وهو جواب النفي.
والمعنى: لا يقضى عليهم الموت , فيموتوا.
{ولا يخفّف عنهم من عذاببها}:أي: من عذاب نار جهنّم.
{كذلك يجزى كلّ كفور}, و{نجزي كلّ كفور}
وفيها وجه ثالث: {كذلك يجزي كلّ كفور}, أي : كذلك يجزي اللّه.
المعنى : مثل ذلك الجزاء الذي ذكرنا, ولا أعلم أحدا قرأ بها، أعني: يجزي بالياء وفتحها.). [معاني القرآن: 4/271]



تفسير قوله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وهم يصطرخون فيها ربّنا أخرجنا نعمل صالحًا غير الّذي كنّا نعمل} [فاطر: 37]، أي: أخرجنا فارددنا إلى الدّنيا نعمل صالحًا.
قال اللّه: {أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النّذير} [فاطر: 37] النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: نزلت في الآية وفيها ابن ثمان عشرة سنةً، وكلّ شيءٍ ذكر اللّه من كلام أهل النّار فهو قبل أن يقول اللّه لهم: {اخسئوا فيها ولا تكلّمون} [المؤمنون: 108].
{فذوقوا} [فاطر: 37]، أي: العذاب.
{فما للظّالمين} [فاطر: 37] المشركين.
{من نصيرٍ} [فاطر: 37] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/794]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وجاءكم النّذير...}

يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم, وذكر الشيب). [معاني القرآن: 2/370]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أو لم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر }: مجاز الألف هاهنا مجاز التقرير , وليس باستفهام والواو التي بعدها مفتوحة لأنها ليست بواو " أو " ومجاز " ما " هاهنا مجاز المصدر:{ أو لم نعمركم عمراً يتذكر فيه من تذكّر }: أي: يتوب , ويراجع.). [مجاز القرآن: 2/156]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجاءكم النّذير}: يعني محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم, ويقال: الشيب, ومن ذهب هذا المذهب، فإنه أراد : (أولم نعمركم حتى شبتم).). [تفسير غريب القرآن: 361-362]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وهم يصطرخون فيها ربّنا أخرجنا نعمل صالحا غير الّذي كنّا نعمل أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النّذير فذوقوا فما للظّالمين من نصير (37)}
يستغيثون : ربّنا أخرجنا.
المعنى يقولون:{ربّنا أخرجنا نعمل صالحا غير الّذي كنّا نعمل}
المعنى : إن تخرجنا نعمل صالحا، فوبّخهم اللّه فقال: {أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر}.
معناه : أو لم نعمّركم العمر الذي يتذكر فيه من تذكر.
وجاء في التفسير: لقد أعذر اللّه إلى عبد عمّره ستين سنة.
ويقال: من الستين إلى السبعين.
وقد جاء في التفسير : أنه يدخل فيها ابن سبع عشرة سنة , وقد قيل : أربعين.
{وجاءكم النّذير}:يعنى النبي صلى الله عليه وسلم , وقيل: الشيب.
والقول الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم النذير أكثر التفسير عليه، وقد قيل: الأربعين.). [معاني القرآن: 4/271-272]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر}
قال أبو هريرة , وابن عباس: (ستين سنة) , وعنه أيضًا: (أربعين) .
وهذا أشبه؛ لأن في الأربعين تناهي العقل , وما قبل ذلك , وما بعده منتقص عنه , والله جل وعز أعلم .
وقال الحسن أيضاً: (أربعين)
ويقال: إن ابن سبع عشرة داخل فيها .
ثم قال تعالى: {وجاءكم النذير}
قال ابن زيد : النبي صلى الله عليه وسلم , وقيل: يعني : الشيب .
والأول أكثر , والمعنى على الثاني : حتى شبتم , وهو قول ابن عباس.). [معاني القرآن: 5/460-462]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وجاءكم النذير}
قال ثعلب: اختلف الناس، فقالت طائفة: النذير هاهنا: الشيب، وقالت طائفة: النذير: محمد صلى الله عليه وسلم .
قال ثعلب: وعلى هذا العمل، ليس على الأول، لأنا قد رأينا من يموت قبل الشيب.). [ياقوتة الصراط: 419]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ}: قيل: محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: الشيب.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 200]


رد مع اقتباس