عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17 جمادى الأولى 1434هـ/28-03-2013م, 02:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذا مسّ النّاس ضرٌّ} [الروم: 33] قال السّدّيّ: والضّرّ هاهنا قحط المطر.
{دعوا ربّهم منيبين إليه} [الروم: 33] مخلصين في الدّعاء.
{ثمّ إذا أذاقهم منه رحمةً} [الروم: 33]، يعني: المطر في تفسير السّدّيّ.
وقال يحيى: {إذا أذاقهم منه رحمةً} [الروم: 33] كشف عنهم ذلك.
{إذا فريقٌ منهم} [الروم: 33]، يعني: المشركين.
{بربّهم يشركون {33}). [تفسير القرآن العظيم: 2/659]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ إذا هم يقنطون }: أي : يئسون .
قال حميد الأرقط:
= قد وجدوا الحجاج غير قانط). [مجاز القرآن: 2/122]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم اللّه عزّ وجلّ أنهم إذا مسهم ضر دعوا ربهم منيبين إليه، أي: لا يلجأون في شدائدهم إلى من عبدوه مع اللّه عز وجل , إنما يرجعون في دعائهم إليه وحده. {ثمّ إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربّهم يشركون (33)}: أي: إذا أذاقهم رحمة بأن يخلصهم من تلك الشدة التي دعوا فيها الله وحده , مروا بعد ذلك على شركهم.).[معاني القرآن: 4/186]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (ثم قال جل وعز: {وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه}
أي : لم يلتجئوا إلا إليه, وتركوا ما كانوا يعبدون من دونه.). [معاني القرآن: 5/262]

تفسير قوله تعالى: {لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ليكفروا بما آتيناهم} [الروم: 34]، يعني: لئلا يكفروا بما آتيناهم.
قال يحيى: أي: فكفروا بما آتيناهم من النّعم حيث أشركوا.
ثمّ قال: {فتمتّعوا} [الروم: 34] إلى موتكم.
{فسوف تعلمون} [الروم: 34] وهذا وعيدٌ وهي تقرأ أيضًا على الياء فيتمتّعوا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/659]
يخبر عنهم {فسوف تعلمون} [الروم: 34] وعيدًا لهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/660]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)
: ({ليكفروا بما آتيناهم فتمتّعوا فسوف تعلمون}
وقال: {ليكفروا بما آتيناهم فتمتّعوا} , فمعناه - والله أعلم - : فعلوا ذلك ليكفروا, وإنما أقبل عليهم , فقال "تمتّعوا" {فسوف تعلمون} ,وقال بعضهم : {فتمتّعوا فسوف يعلمون} , كأنه "فقد تمتّعوا فسوف يعلمون"). [معاني القرآن: 3/27]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقولهم عزّ وجلّ: {ليكفروا بما آتيناهم فتمتّعوا فسوف تعلمون (34)} معنى " فتمتعوا " خطاب بعد الإخبار؛ لأنه لمّا قال: " ليكفروا " كان خبرا عن غائب, فكان المعنى : فتمتعوا أيها الفاعلون لهذا , فسوف تعلمون, وليس هذا بأمر لازم أمرهم اللّه به. وهو أمر على جهة الوعيد , والتهدّد، وذلك مستعمل في كلام الناس تقول: إن أسمعتني مكروها , فعلت بك وصنعت , ثم تقول: افعل بي كذا وكذا , فإنك سترى ما ينزل بك، فليس إذا لم يسمعك كان عاصيا لك, فهذا دليل أنه ليس بأمر لازم، وكذلك: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} وكذلك: {اعملوا ما شئتم} لم يخيّروا بين الإيمان , والكفر , ولكنه جرى على خطاب العباد , وحوار العرب الذي تستعمله في المبالغة في الوعيد، ألا ترى أن قوله بعد :{فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنّا أعتدنا للظّالمين نارا أحاط بهم سرادقها}, فهذا مما يؤكد أمر الوعيد.). [معاني القرآن: 186-187]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (ثم قال جل وعز: {ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون}
فخرج من الإخبار إلى المخاطبة, وهذا على التهديد والوعيد , كما قال جل وعز: {وقل الحق من ربكم فمن شاء فيؤمن ومن شاء فليكفر}). [معاني القرآن: 5/262]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أم أنزلنا عليهم سلطانًا} [الروم: 35]، أي: حجّةً.
{فهو يتكلّم} [الروم: 35]، أي: فذلك السّلطان يتكلّم، وهي الحجّة.
{بما كانوا به يشركون} [الروم: 35] وهذا استفهامٌ، أي: لم تنزل عليهم حجّةٌ بذلك، أي: لم يأمرهم أن يشركوا.
وقال السّدّيّ: {أم أنزلنا عليهم سلطانًا} [الروم: 35]، أي: حجّةً في كتابٍ بأنّ مع اللّه شريكًا فإنّهم ليس لهم حجّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/660]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {أنزلنا عليهم سلطاناً...}: كتاباً , فهو يأمرهم بعبادة الأصنام, وشركهم.).
[معاني القرآن: 2/325]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {أم أنزلنا عليهم سلطاناً}, أي : عذرا. ويقال: كتاباً, ويقال: برهاناً, {فهو يتكلّم بما كانوا به يشركون}: فهو يدلّهم على الشرك, وهو مجاز.).
[تفسير غريب القرآن: 341-342]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(وقد تبين لمن قد عرف اللغة، أن القول يقع فيه المجاز، فيقال: قال الحائط فمال، وقل برأسك إليّ، أي أمله، وقالت الناقة، وقال البعير.
ولا يقال في مثل هذا المعنى: تكلم، ولا يعقل الكلام إلا بالنطق بعينه، خلا موضع واحد وهو أن تتبين في شيء من الموات عبرة وموعظة فتقول خبّر وتكلم وذكّر؛ لأنه دلّك معنى فيه، فكأنه كلمك، وقال الشاعر:
وَعَظَتكَ أَجْدَاثٌ صُمُتْ = وَنَعَتْكَ أَلْسِنَةٌ خُفُتْ
وَتَكَلَّمَت عَن أَوجهٍ = تَبْلَى وَعَنْ صُوَرٍ سُبُتْ
وَأَرَتْكَ قَبْرَك فِي القُبُو = رِ وَأَنتَ حَيٌّ لَمْ تَمُتْ

وقال الكميت يمدح رجلا:
أخبرت عن فعاله الأرض واستنـ = طَقَ مِنها اليبابَ والمعمورا
أراد أنه حفر فيها الأنهار، وغرس الأشجار، وأثّر الآثار، فلما تبيّنت للناظر صارت كأنها مخبرة.
وقال عوف بن الخرع يذكر الدار:
وقفت بها ما تبينُ الكلامَ = لِسَائِلِهَا القولَ إلا سرارا
يقول: ليست تبين الكلام لمخاطبها، إلا أنّ ظاهر ما يرى دليل على الحال، فكأنه سرار من القول، ولهذا قالت الحكماء: كل صامت ناطق. يريدون أنّ أثر الصنعة فيه يدل على محدثه ومدبّره. ومن هذا قول الله عز وجل: {أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ} أي أنزلنا عليهم برهانا يستدلون به، فهو يدلهم). [تأويل مشكل القرآن: 109-110]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون} روى سعيد بن جبير , عن ابن عباس قال : (كل سلطان في القرآن , فهو عذر , وحجة) .
قال أبو جعفر : المعنى : أم أنزلنا عليهم كتابا فيه عذر , أو حجة , أو برهان يدلهم على الشرك.). [معاني القرآن: 5/263]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا}: أي : عذراً، أو كتاباً، أو حجة، أو برهان.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 188]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذا أذقنا النّاس رحمةً} [الروم: 36]، يعني: عافيةً وسعةً.
{فرحوا بها وإن تصبهم سيّئةٌ} [الروم: 36] شدّةٌ وعقوبةٌ {وإن تصبهم سيّئةٌ} [الروم: 36] قال السّدّيّ: {بما قدّمت أيديهم} [الروم: 36]، يعني: القحط والمطر.
قال: {بما قدّمت أيديهم} [الروم: 36] يقول: بذنوبهم.
{إذا هم يقنطون} [الروم: 36] ييأسون من أن يصيبهم رخاءٌ بعد تلك الشّدّة، يعني: المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/660]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)
: ({وإذا أذقنا النّاس رحمةً فرحوا بها وإن تصبهم سيّئةٌ بما قدّمت أيديهم إذا هم يقنطون}
وقال: {وإن تصبهم سيّئةٌ إذا هم يقنطون}, فقوله: {إذا هم يقنطون} , و الجواب ؛ لأن "إذا" معلقة بالكلام الأول بمنزلة الفاء.). [معاني القرآن: 3/27-28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وإذا أذقنا النّاس رحمةً} : أي : نعمة, {وإن تصبهم سيّئةٌ}: أي: مصيبة.).
[تفسير غريب القرآن: 342]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}.
الحسنة هاهنا: الخصب والمطر. يقول: إن أصابهم خصب وغيث قالوا: هذا من عند الله. والسيئة: الجدب والقحط. يقول: وإن تصبهم سيئة يقولوا: هذه من عندك. أي بشؤمك، يقول الله تعالى: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}. ومثل هذا قوله حكاية عن فرعون وملئه: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ} يريد إذا جاءهم الخصب والمطر قالوا: هذا هو ما لم نزل نتعرّفه. {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ} أي يتشاءمون بهم. {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} أي ما تطيّروا بموسى- لمجيئه- من عند الله. [تأويل مشكل القرآن: 391] ونحو قوله: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا} أي: خصبا وخيرا {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} أي جدب وقحط {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} أي بذنوبهم {إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}). [تأويل مشكل القرآن: 392] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (ثم قال جل وعز: {وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها} أي : نعمة فرحوا بها , وإن تصبهم سيئة , أي: وإن تصبهم مصيبة.). [معاني القرآن: 5/263]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَقْنَطُونَ}: ييأسون.). [العمدة في غريب القرآن: 239]

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {أولم يروا أنّ اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء} [الروم: 37] يوسّع عليه {ويقدر} [الزمر: 52]، أي: ويقتّر عليه.
{إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون} [الروم: 37]، أي: إنّ في ما يبسط اللّه من الرّزق ويقتّر {لآياتٍ لقومٍ يؤمنون} [الروم: 37]). [تفسير القرآن العظيم: 2/660]

تفسير قوله تعالى: {فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل} [الروم: 38].
قال الحسن: بعض هذه الآية تطوّعٌ وبعضها فريضةٌ.
فأمّا قوله: {فآت ذا القربى حقّه} [الروم: 38] فهو تطوّعٌ، وهو ما أمره اللّه تبارك وتعالى به من صلة القرابة، وأمّا قوله: {والمسكين وابن السّبيل} [الروم: 38]، يعني: الزّكاة.
قال يحيى: حدّثونا إنّ الزّكاة فرضت بمكّة ولكن لم تكن شيئًا معلومًا.
وقال الكلبيّ في تفسير هذه الآية: أمرت أن تصل القرابة، وتطعم المسكين، وتحسن إلى ابن السّبيل هو الضّيف.
قال: {ذلك خيرٌ للّذين يريدون وجه اللّه وأولئك هم المفلحون} [الروم: 38] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/661]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله:{فآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل ذلك خير للّذين يريدون وجه اللّه وأولئك هم المفلحون (38)}
جعل اللّه عزّ وجلّ لذي القربى حقّا , وكذلك للمساكين, وابن السّبيل الضّيف , فجعل الضيافة لازمة, فأمّا القرابات , فالمواريث قد بيّنت ما يجب لكل صنف منهم، وفرائض المواريث كأنها قد نسخت هذا , أعني : أمر حق القرابة، وجائز أن يكون للقرابة حق لازم في البر.). [معاني القرآن: 4/187]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (وقوله جل وعز: {فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل}
قال قتادة: إذا لم تعط ذا قرابتك , وتمشي إليه برجليك , فقد قطعته.). [معاني القرآن: 5/263-264]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما آتيتم من ربًا ليربو في أموال النّاس فلا يربو عند اللّه} [الروم: 39].
قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي الرّوّاد، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ قال: تلك الهديّة تهديها ليهدى لك خيرٌ منها ليس لك فيها أجرٌ، وليس عليك فيها وزرٌ، ونهى عنها النّبيّ عليه السّلام، فقال: {ولا تمنن تستكثر} [المدثر: 6].
- وحدّثني ابن لهيعة عن عبد الرّحمن الأعرج أنّه سمع ابن عبّاسٍ قرأها: لتربوا وبعضهم يقرأها: ليربوا، أي: ليربوا ذلك الرّبا الّذي يربون، والرّبا الزّيادة، أي: يهدون إلى النّاس ليهدوا إليكم أكثر منه.
- وحدّثنا موسى بن عليٍّ، عن أبيه أنّ النّبيّ عليه السّلام، قال: «الهديّة رزق اللّه فمن أهدي إليه شيءٌ، فليقبله وليعط خيرًا منه».
[تفسير القرآن العظيم: 2/661]
- وحدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يردّنّ أحدكم على أخيه الهديّة وليهد له كما أهدي له».
قوله عزّ وجلّ: {وما آتيتم من زكاةٍ تريدون وجه اللّه} [الروم: 39] يريد: تريدون به اللّه: وهو تفسير السّدّيّ.
{فأولئك هم المضعفون} [الروم: 39]، يعني: الّذين يضاعف اللّه تبارك وتعالى لهم الحساب). [تفسير القرآن العظيم: 2/662]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {لّيربو...}
قرأها عاصم , والأعمش , ويحيى بن وثّابٍ بالياء , ونصب الواو, وقرأها أهل الحجاز : {لتربو} أنتم, كلّ صواب , ومن قرأ : {ليربو} كان الفعل للربا, ومن قال : {لتربوا} , فالفعل للقوم الذين خوطبوا. دلّ على نصبه سقوط النّون, ومعناه يقول: وما أعطيتم من شيء , لتأخذوا أكثر منه , فليس ذلك بزاكٍ عند الله . {وما آتيتم مّن زكاةٍ تريدون} بها {وجه اللّه}, فتلك تربو للتضعيف. وقوله: {هم المضعفون}: أهل للمضاعفة؛ كما تقول العرب أصبحتم مسمنين معطشين إذا عطشت إليهم, أو سمنت. وسمع الكسائيّ العرب تقول: أصبحت مقوياً , أي : إبلك قويّة، وأصبحت مضعفاً , أي: إبلك ضعاف , تريد: ضعيفة من الضّعف.). [معاني القرآن: 2/325]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ)
: ({فلا يربو عند اللّه }: أي : لا يزيد , ولا يمننى.).
[مجاز القرآن: 2/123]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وما آتيتم من رباً ليربوا في أموال النّاس}: أي: ليزيدكم من أموال الناس، {فلا يربوا عند اللّه}. قال ابن عباس: (هو الرجل يهدي الشيء، يريد أن يثاب أفضل منه, فذلك الذي لا يربو عند اللّه). {وما آتيتم من زكاةٍ} : أي : من صدقة، {تريدون وجه اللّه فأولئك هم المضعفون} , أي : الذين يجدون التضعيف , والزيادة.). [تفسير غريب القرآن: 342]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(ومنه أن تخاطب الشاهد بشيء ثم تجعل الخطاب له على لفظ الغائب:
كقوله عز وجل: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا}. وقوله: {وما آتيتم من رباً ليربوا في أموال النّاس فلا يربوا عند الله وما آتيتم من زكاةٍ تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون (39)}. وقوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} ثم قال: {أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}. قال الشاعر:
يا دار ميّة بالعلياء فالسّند = أقوت وطال عليها سالف الأبد
وكذلك أيضا تجعل خطاب الغائب للشاهد: كقول الهذليّ:
يا ويحَ نفسي كان جِدَّةُ خالدٍ = وبياضُ وَجْهِكَ للتُّرَابِ الأَعْفَرِ). [تأويل مشكل القرآن: 289-290] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {وما آتيتم من ربا ليربو في أموال النّاس فلا يربو عند اللّه وما آتيتم من زكاة تريدون وجه اللّه فأولئك هم المضعفون (39)} يعني : به دفع الإنسان الشيء, ليعوض ما هو أكثر منه، فذلك في أكثر التفسير ليس بحرام، ولكنه لا ثواب لمن زاد على ما أخذ. والرّبا : ربوان، والحرام كل قرض يؤخذ به أكثر منه , أو يجرّ منفعة، فهذا حرام، والذي ليس بحرام هو الذي يهبه الإنسان يستدعي به ما هو أكثر منه، أو يهدي الهديّة يستدعي بها ما هو أكثر منها. وقوله: {وما آتيتم من زكاة تريدون وجه اللّه} أي : وما أعطيتم من صدقة , لا تطلبون بها المكافأة , وإنما يقصدون بها ما عند اللّه. {فأولئك هم المضعفون}: أي :فأهلها هم المضعفون، أي: هم الذي يضاعف لهم الثواب. يعطون بالحسنة عشرة أمثالها , ويضاعف الله لمن يشاء، وقيل :{المضعفون}كما يقال رجل مقو، أي : صاحب قوة، وموسر , أي: صاحب يسار، وكذلك مضعف، أي : ذو أضعاف من الحسنات.). [معاني القرآن: 4/187-188]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله}
قال مجاهد , وابن عباس : (هو الرجل يهدي إلى الرجل الهدية , فيطلب ما هو أفضل منها , فليس له أجر , ولا عليه إثم) .

قال عكرمة : (الربا : ربوان , فربا حلال وربا حرام , فأما الحلال : فأن يعطي الرجل الآخر شيئا ؛ ليعطيه أكثر منه , فلا يربوا عند الله , والحرام في النسيئة).
وقال إبراهيم : (كان هذا في الجاهلية : يعطي الرجل ذا قرابته المال ؛ ليكثر عنده , فلا يربو عند الله).
ثم قال جل وعز: {وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون}
قال ابن عباس : {من زكاة }, (أي: من صدقة) ثم قال : {فأولئك هم المضعفون }, أي : الذين يجدون أضعاف ذلك , أي: ذوو الإضعاف كما تقول رجل مقو , أي : ذو قوة.). [معاني القرآن: 5/264-265]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكونَ (40) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {اللّه الّذي خلقكم ثمّ رزقكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} [الروم: 40]، يعني: البعث.
{هل من شركائكم} [الروم: 40] استفهامٌ منه، يعني: ما يعبد من دونه.
{من يفعل من ذلكم من شيءٍ} [الروم: 40] يخلق، أو يرزق، أو يميت، أو يحيي.
{سبحانه} ينزّه نفسه.
{وتعالى} [الروم: 40] ارتفع.
{عمّا يشركون} [الروم: 40] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/662]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ)
: ({ الله الّذي خلقكم ثمّ رزقكم ثمّ يميتكم ثمّ يحيكم هل من شركائكم من يّفعل من ذلكم مّن شيءٍ سبحانه وتعالى عمّا يشركون }: مجازه: من يفعل من ذلكم شيئاً، " من " من حروف الزوائد وقد أثبتنا تفسيره في غير مكان , وجاء " من ذلكم " وهو واحد , وقبله جميع .
قال: { خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحيكم }, والعرب قد تفعل مثل ذلك , قال رؤبة بن العجاج:
فيها خطوط من سوادٍ وبلق= كأنه في الجلد توليع البهق
يريد : كأن ذاك , ولم يرد خطوطاً فيؤنثه , ولا سواداً أو بلقاً فيثنيه , وهذا كله يحاجهم به القرآن , وليس باستفهام بـ " هل " , ومعناه: ما من شركائكم مني فعل ذلك. ومجاز " سبحانه " مجاز موضع التنزيه , والتعظيم , والتبرؤ قال الأعشى:
أقول لمّا جاءني فخره= سبحان من علقمة الفاخر
يتبرؤ من ذلك له ؛ وتعالى , أي : علا عن ذلك.). [مجاز القرآن: 2/123]

رد مع اقتباس