عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:02 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال في سورة المزمل: {قم اللّيل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا (4) إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا (5) إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلا}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسّر منه وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}). [الجامع في علوم القرآن: 3/82]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل} يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ ربّك يا محمّد يعلم أنّك تقوم أقرب من ثلثي اللّيل مصلّيًا، ونصفه وثلثه.
اختلف القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة بالخفض (ونصفه وثلثه) بمعنى: وأدنى من نصفه وثلثه، إنّكم لم تطيقوا العمل بما افترض عليكم من قيام اللّيل، فقوموا أدنى من ثلثي اللّيل ومن نصفه وثلثه. وقرأ ذلك بعض قرأة مكّة وعامّة قرأة الكوفة بالنّصب، بمعنى: إنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل وتقوم نصفه وثلثه.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقوله: {وطائفةٌ من الّذين معك}. يعني: من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الّذين كانوا مؤمنين باللّه حين فرض عليهم قيام اللّيل.
وقوله: {واللّه يقدّر اللّيل والنّهار} يقول تعالى ذكره: واللّه يقدّر اللّيل والنّهار بالسّاعات والأوقات.
وقوله: {علم أن لن تحصوه}. يقول تعالى ذكره: علم ربّكم أيّها القوم الّذين فرض عليهم قيام اللّيل أن لن تطيقوا قيامه {فتاب عليكم} إذ عجزتم وضعفتم عنه، ورجع لكم إلى التّخفيف عنكم.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {أن لن تحصوه} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن عبّاد بن راشدٍ، عن الحسن: {علم أن لن تحصوه} أن لن تطيقوه.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرني به عبّاد بن راشدٍ، قال: سمعت الحسن يقول في قوله: {علم أن لن تحصوه}. قال: لن تطيقوه.
- حدّثنا عن ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، {علم أن لن تحصوه}. يقول: أن لن تطيقوه.
- حدّثنا عن ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {علم أن لن تحصوه}. قال: أن لن تطيقوه.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: خلّتان لا يحصيهما رجلٌ مسلمٌ إلاّ أدخلتاه الجنّة، وهما يسيرٌ، ومن يعمل بهما قليلٌ، يسبّح اللّه في دبر كلّ صلاةٍ عشرًا، ويحمده عشرًا، ويكبّره عشرًا. قال: فأنا رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعقدها بيده، قال: فتلك خمسون ومائةٌ باللّسان، وألفٌ وخمس مائةٍ في الميزان؛ وإذا أوى إلى فراشه سبّح وحمد وكبّر مائةً، قال: فتلك مائةٌ باللّسان، وألفٌ في الميزان، فأيّكم يعمل في اليوم الواحد ألفين وخمس مائة سيّئةٍ؟ قالوا: فكيف لا نحصيهما؟ قال: ويأتي أحدكم الشّيطان وهو في صلاته فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا حتّى ينفتل، ولعلّه أن لا يفعل، ويأتيه وهو في مضجعه فلا يزال ينوّمه حتّى ينام.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {علم أن لن تحصوه} قيام اللّيل كتب عليكم {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}.
وقوله: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}. يقول: فاقرءوا من اللّيل ما تيسّر لكم من القرآن في صلاتكم؛ وهذا تخفيفٌ من اللّه عزّ وجلّ عن عباده فرضه الّذي كان فرض عليهم بقوله: {قم اللّيل إلاّ قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً}.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ محمّدٍ، قال: قلت للحسن: يا أبا سعيدٍ، ما تقول في رجلٍ قد استظهر القرآن كلّه عن ظهر قلبه، فلا يقوم به، إنّما يصلّي المكتوبة؟ قال: يتوسّد القرآن، لعن اللّه ذاك؛ قال اللّه للعبد الصّالح: {وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه} {وعلّمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم}. قلت: يا أبا سعيدٍ قال اللّه: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن} قال: نعم، ولو خمسين آيةً.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن عشمان الهمداني، عن السّدّيّ، في قوله: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}. قال: مائة آيةٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن ربيعٍ، عن الحسن، قال: من قرأ مائة آيةٍ في ليلةٍ لم يحاجّه القرآن.
- قال حدّثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن كعبٍ، قال: من قرأ في ليلةٍ مائة آيةٍ كتب من القانتين.
وقوله: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه}. يقول تعالى ذكره: علم ربّكم أيّها المؤمنون أن سيكون منكم أهل مرضٍ قد أضعفه المرض عن قيام اللّيل، {وآخرون يضربون في الأرض} في سفرٍ {يبتغون من فضل اللّه} في تجارةٍ قد سافروا لطلب المعاش فأعجزهم وأضعفهم عن قيام اللّيل. {وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه} يقول: وآخرون أيضًا منكم يجاهدون العدوّ فيقاتلونهم في نصرة دين اللّه، فرحمكم اللّه فخفّف عنكم، ووضع عنكم فرض قيام اللّيل. {فاقرءوا ما تيسّر منه} يقول: فاقرءوا الآن إذ خفّف ذلك عنكم من اللّيل في صلاتكم ما تيسّر من القرآن.
والهاء في قوله {منه} من ذكر القرآن.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: ثمّ أنبأ بخصال المؤمنين، فقال: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرءوا ما تيسّر منه}. قال: فإنّ اللّه افترض القيام في أوّل هذه السّورة، فقام نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه حولاً حتّى انتفخت أقدامهم، وأمسك اللّه جلّ ثناؤه خاتمتها اثني عشر شهرًا في السّماء، ثمّ أنزل التّخفيف في آخرها فصار قيام اللّيل تطوّعًا بعد فريضةٍ.
وقوله: {وأقيموا الصّلاة}. يقول: وأقيموا المفروضة وهي الصّلوات الخمس في اليوم واللّيل {وآتوا الزّكاة}. يقول: وأعطوا الزّكاة المفروضة في أموالكم أهلها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} فهما فريضتان واجبتان، لا رخصة لأحدٍ فيهما، فأدّوهما إلى اللّه تعالى ذكره.
وقوله: {وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا}. يقول: وأنفقوا في سبيل اللّه من أموالكم.
- وكان ابن زيدٍ يقول في ذلك ما: حدّثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وأقرضوا اللّه قرضًا حسنًا} قال: القرض: النّوافل سوى الزّكاة.
وقوله: {وما تقدّموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند اللّه هو خيرًا وأعظم أجرًا}. يقول: وما تقدّموا أيّها المؤمنون لأنفسكم في دار الدّنيا من صدقةٍ أو نفقةٍ تنفقونها في سبيل اللّه، أو غير ذلك من نفقةٍ في وجوه الخير، أو عملٍ بطاعة اللّه من صلاةٍ أو صيامٍ أو حجٍّ، أو غير ذلك من أعمال الخير في طلب ما عند اللّه، تجدوه عند اللّه يوم القيامة في معادكم، هو خيرًا لكم ممّا قدّمتم في الدّنيا، وأعظم منه ثوابًا: أي ثوابه أعظم من ذلك الّذي قدّمتموه لو لم تكونوا قدّمتموه. {واستغفروا اللّه}. يقول تعالى ذكره: وسلوا اللّه غفران ذنوبكم بصفحه لكم عنها. {إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}. يقول: إنّ اللّه ذو مغفرةٍ لذنوب من تاب من عباده من ذنوبه، وذو رحمةٍ أن يعاقبهم عليها من بعد توبتهم منها). [جامع البيان: 23 / 393-399]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا شيبان عن جابر عن الشعبي عن مسروق بن الأجدع قال هذه الآية خير لأمة محمد صلى الله عليه وسلم من أن يعطى كل رجل منهم مثل الدنيا قوله فاقرؤوا ما تيسر من القرآن وهذه الآية نسخت قم الليل إلا قليلا). [تفسير مجاهد: 2/701]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (د) ابن عباس - رضي الله عنهما -: في قوله تعالى {قم الليل إلّا قليلاً (2) نصفه... } الآية [المزمل: 2] قال: نسختها الآية التي فيها قوله تعالى: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقّرؤوا ما تيسر من القرآن} [المزمل: 20] قال: وناشئة الليل: أوله، يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل، وذلك: أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله: {وأقوم قيلاً} [المزمل: 6] يقول: هو أجدر أن تفقه في القرآن، قوله {إنّ لك في النهار سبحاً طويلاً} [المزمل: 7]. يقول فراغاً طويلاً.
وفي رواية قال: لما نزل أول المزّمّل كانوا يقومون نحواً من قيامهم في شهر رمضان، حتى نزل آخرها، وكان بين أولها وآخرها سنةٌ. أخرجه أبو داود). [جامع الأصول: 2 / 417]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فاقرؤوا ما تيسّر منه} [المزمل: 20].
- عن ابن عبّاسٍ «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - {فاقرؤوا ما تيسّر منه} [المزمل: 20] قال: " مائة آيةٍ».
رواه الطّبرانيّ، وفيه عبد الرّحمن بن طاوسٍ، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله وثّقوا). [مجمع الزوائد: 7 / 130]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (تنبيهٌ لم يورد المصنّف في سورة المزّمّل حديثًا مرفوعًا وقد أخرج مسلمٌ حديث سعيد بن هشامٍ عن عائشة فيما يتعلّق منها بقيام اللّيل وقولها فيه فصار قيام اللّيل تطوّعًا بعد فريضته ويمكن أن يدخل في قوله تعالى في آخرها وما تقدموا لأنفسكم حديث ابن مسعودٍ إنّما مال أحدكم ما قدّم ومال وارثه ما أخر وسيأتي في الرقاق). [فتح الباري: 8 / 676]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {السماء منفطر به} قال: مثقلة بذلك اليوم من شدته وهوله وفي قوله: {إن ربك يعلم أنك تقوم} الآية قال: أدنى من ثلثي الليل وأدنى من نصفه وأدنى من ثلثه). [الدر المنثور: 15 / 58] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن وسعيد بن جبير {علم أن لن تحصوه} قال: لن تطيقوه). [الدر المنثور: 15 / 58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {فاقرؤوا ما تيسر منه} قال: أرخص عليهم في القيام {علم أن لن تحصوه} قال: أن لن تحصوا قيام الليل {فتاب عليكم} قال: ثم أنبأنا الله عن خصال المؤمنين فقال: {علم أن سيكون منكم مرضى} إلى آخر الآية). [الدر المنثور: 15 / 58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر عن قتادة قال: فرض قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها حولا ثم أنزل التخفيف في آخرها فقال: {علم أن سيكون منكم مرضى} إلى قوله: {فاقرؤوا ما تيسر منه} فنسخ ما كان قبلها فقال: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} فريضتان واجبتان ليس فيهما رخصة). [الدر المنثور: 15 / 58-59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: لما نزلت على النّبيّ صلى الله عليه وسلم {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا} قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام المسلمون معه حولا كاملا حتى تورمت أقدامهم فأنزل الله بعد الحول {إن ربك يعلم} إلى قوله: {ما تيسر منه} قال: الحسن: فالحمد لله الذي جعله تطوعا بعد فرضة ولا بد من قيام الليل). [الدر المنثور: 15 / 59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {يا أيها المزمل قم الليل} الآية قال: لبثوا بذلك سنة فشق عليهم وتورمت أقدامهم ثم نسخها آخر السورة {فاقرؤوا ما تيسر منه}). [الدر المنثور: 15 / 59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والطراني، وابن مردويه عن ابن عباس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم {فاقرؤوا ما تيسر منه} قال: مائة آية). [الدر المنثور: 15 / 59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن وحسناه عن قيس بن أبي حازم قال: صليت خلف ابن عباس فقرأ في أول ركعة بالحمد لله وأول آية من البقرة ثم ركع فلما انصرف أقبل علينا فقال: إن الله يقول: {فاقرؤوا ما تيسر منه}). [الدر المنثور: 15 / 59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي في "سننه" عن أبي سعيد قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر). [الدر المنثور: 15 / 59-60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال: ما من حال يأتيني عليه الموت بعد الجهاد في سبيل الله أحب إلي من أن يأتيني وأنا بين شعبتين رحلي ألتمس من فضل الله ثم تلا هذه الآية {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله}). [الدر المنثور: 15 / 60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من جالب يجلب طعاما إلى بلد من بلاد المسلمين فيبيعه بسعر يومه إلا كانت منزلته عند الله منزلة الشهيد ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله} ). [الدر المنثور: 15 / 60]


رد مع اقتباس