عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 25 صفر 1436هـ/17-12-2014م, 09:16 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

إجادة المصاحف وتحسين صنعتها


قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ(م):( أخرج أبو عبيد , وسعيد بن منصور , وابن شيبة, وابن أبى داود , والبيهقى , والخطيب البغدادى , واللفظ لسعيد بن منصور , قال : ( نا هشيم , قال نا عبد الملك بن شداد الهنائى عن عبد العزيز بن سليمان قال : أخبرنى أبو حكيمة العبدى , قال : أتى على رضى الله عنه وأنا أكتب مصحفا , فجعل ينظر إلى كتابى , فقال : نعم , نوره كما نوره الله عزوجل ).وأخرج أبو عبيد فى فضائل القرآن بسنده , قال : ( حدثنا عبد الغفار بن داود الحرانى عن ابن لهيعة عن أبى الأسود : أن عمر بن الخطاب وجد مع رجل مصحفا قد كتبه بقلم دقيق , فقال : ما هذا ؟ . قال : القرآن كله . فكره ذلك وضربه , وقال : عظموا كتاب الله ). قال : ( وكان عمر إذا رأى مصحفا عظيما سر به ).
{60}

وأخرج أبو عبيد أيضا وابن أبى داود بسنده عن ابن عون عن عبد الله بن مسعود : ( أنه كان يحب أن يزين المصحف , ويجاد علاقته , وصنعته , وكل شئ من أمره ) .
وحكى القرطبى فى تذكاره عن يحى بن معاذ أنه قال: ( أشتهى من الدنيا شيئين : بيتا خاليا , ومصحفا جيد الخط أقرأ فيه القرآن ).
وأخرج أبو عبيد وابن أبى داود عن ابن سيرين : ( أنه كره أن تكتب المصاحف مشقا ) , زاد المسيب : ( قيل لابن سيرين : لم كره ذلك ؟ قال : لأن فيه نقص , ألا ترى الألف كيف يفرقها , ينبغى أن ترد ) .
قال القرطبى : ( ومن حرمته – يعنى المصحف – أن يجلل تخطيطه إذا خطه ) . ثم ساق خبر أبى حكيمة بنحو مما مر , ثم قال : ( قال العلماء : وذلك أشبه بالإجلال والتعظيم , ألا ترى إلى الناس إذا أرادوا مكاتبة ملك أو سلطان تحروا لها من القراطيس , أكبرها وأمتنها وأنقاها , ومن الخطوط أحسنها وأفخمها , ومن المداد أبرقه وأشده سوادا , وفرجوا السطور ولم يقرمطوها لئلا يكون قد ضنوا بشئ مما كانت الحاجة إليه فى مكاتبته , فيكون قد ضيعوا قدره . فكتاب الله تعالى أولى بمثل ذلك التبجيل ).
وقال النووى فى التبيان : ( اتفق العلماء على استحباب كتابة المصاحف , وتحسين كتابتها وتبيانها وإيضاحها , وتحقيق الخط دون مشقه وتعليقه ).
وجاء فى الفتاوى الهندية : ( وينبغى لمن أراد كتابة القرآن أن يكتبه بأحسن خط , وأبينه , على أحسن ورقة , وأبيض قرطاس , بأفخم قلم , وأبرق مداد , ويفرج بين السطور ويفخم الحروف ويضخم المصحف , ويجرده عما سواه من التعاشير وذكر الآى وعلامات الوقف لنظم الكلمات , كما هو مصحف الإمام عثمان بن عفان رضى الله عنه , كذا القنية ).
{62}


رد مع اقتباس