عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 18 شوال 1434هـ/24-08-2013م, 10:21 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)}

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (والوقف على: (يظنون) [78] حسن.
والوقف على قوله: (ثمنًا قليلاً) [79] حسن غير تام. والوقف على (يكسبون) حسن.
والوقف على (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) [81] حسن.
والوقف على (الصالحات) غير حسن لأنه قد قال:
(فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) [81] فلو وقفنا على (الصالحات) كنا قد أشركنا بينهم وبين أهل النار).
[إيضاح الوقف والابتداء: 1/522-523]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({وما يعلنون} كاف، ومثله: {إلا يظنون} ومثله: {ثمنًا قليلاً} ومثله {مما يكسبون}. ومثله {هم فيها خالدون} الأول والثاني تام والوقف على قوله: {بلى} كاف فأما (بلى) فهو كاف في جميع القرآن أينما وقع غير أربعة مواضع في الأنعام وفي سبأ وفي الأحقاف وفي التغابن في الأنعام {أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا} وفي سبأ {قل بلى وربي لتأتينكم} وفي الأحقاف {أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا} وفي التغابن {قل بلى وربي لتبعثن} وأما ما سوى ذلك فالوقف عليها كاف، لأنه رد للنفي الذي تقدمه، هذا ما لم يتصل به قسم كقوله فيما تقدم ذكره في الأربعة مواضع: {قالوا بلى وربنا}، {قل بلى وربي} فإنه لا يوقف عليه دونه. والأصل فيه عند الكوفيين (بل) ثم زيدت الياء في آخره علامة لتأنيث الأداة.).[المكتفى: 167]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({قليلا- 79 – ط} {معدودة – 80 – ط} {أصحاب النار- 81- ج} لأن الجملة مبتدأ وخبر بعد خبر {الجنة -82-ج}).[علل الوقوف: 1/212]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (أمانيّ (حسن) على استئناف ما بعده
يظنون (أحسن)
ثمنًا قليلاً (حسن) ومثله أيديهم على استئناف ما بعده
يكسبون (كاف)
معدودة (حسن)
عهدًا وكذا لن يخلف الله عهده ليسا بوقف لأن ما قبل أم المتصلة وما بعدها لا يستغني بأحدهما عن الآخر وهما بمنزلة حرف واحد
ما لا تعلمون (كاف) ثم تبتدئ بلى من كسب سيئة قال شيخ الإسلام بلى هنا وفي بلى من أسلم
الوقف على بلى خطأ لأن بلى وما بعدها جواب للنفي السابق قبلهما وهو لن في قوله لن تمسنا وفي الثاني لن يدخل الجنة وقال أبو عمرو يوقف على بلى في جميع القرآن ما لم يتصل بها شرط أو قسم والتحقيق التفصيل والرجوع إلى معناها وهي حرف يصير الكلام المنفي مثبتًا بعد أن كان منفيًا عكس نعم فإنها تقرر الكلام الذي قبلها مطلقًا سواء كان نفيًا أو إثباتًا على مقتضى اللغة فبلى هنا رد لكلام الكفار لن تمسنا النار إلاَّ أيامًا معدودة فرد عليهم بلى تمسكم النار بدليل قوله هم فيها خالدون لأنَّ النفي إذا قصد إثباته أجيب ببلى وإذا قصد نفيه أجيب بنعم تقول ما قام زيد فتقول بلى أي قد قام فلو قلت نعم فقد نفيت عنه القيام وبذلك فرق النووي بينهما بقوله ما استفهم عنه بالإثبات كان جوابه نعم وما استفهم عنه بالنفي كان جوابه بلى ونقل عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى ألست بربكم قالوا بلى لو قالوا نعم لكفروا يريد أن النفي إذا أجيب بنعم كان تصديقًا فكأنهم أقروا بإنه ليس ربهم وكذا نقل عنه وفيه نظر إن صح عنه وذلك أن النفي صار إثباتًا فكيف يكفرون بتصديق التقرير
وهو حمل المخاطب على الإقرار وصارت نعم واقعة بعد الإثبات فتفيد الإثبات بحسب اللغة وهذا إذا كان النفي إنكاريًا أما لو كان تقريريًا فلا يكون في معنى النفي إجماعًا ولا يجوز مراعاة المعنى إلاَّ في الشعر كقوله
أليس الليل يجمع أم عمرو وإيانا فذاك بنا تداني
نعم وترى الهلال كما أراه ويعلوها المشيب كما علاني
فأجاب النفي المقرون بالاستفهام بنعم وهو قليل جدًا مراعاة للمعنى لأنه إيجاب كأنه قال الليل يجمعنا قيل هو ضرورة وقيل نظر إلى المعنى وقيل نعم ليست جوابًا لأليس بل جوابًا لقوله فذاك بنا تداني والفقهاء سووا بينهما فيما لو قال شخص لآخر أليس عندك عشرة فقال الآخر نعم أو بلى لزمه الإقرار بذلك على قول عند النحاة أن نعم كبلى لكن اللزوم في بلى ظاهر وأما نعم فإنما لزم بها الإقرار على عرف الناس لا على مقتضى اللغة لأنها تقرر الكلام الذي قبلها مطلقًا نفيًا أو إثباتًا وعليه قول ابن عباس فالوقف تابع لمعناها والتفصيل أبين فلا يفصل بين بلى وما بعدها من الشرط كما هنا أو اتصل بها قسم نحو قالوا بلى وربنا فلا يفصل بينها وبين الشيء الذي توجبه لأنَّ الفصل ينقص معنى الإيجاب كما جزء بذلك العلامة السخاوي وأبو العلاء الهمداني وأبو محمد الحسن بن علي العماني بفتح العين المهملة وتشديد الميم نسبة إلى عمان مدينة بالبلقاء بالشأم دون دمشق لا العماني بالضم والتخفيف نسبة إلى عمان قرية تحت البصرة وبها جبل جمع الله الذوات عليه وخاطبهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أنك ربنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا سواك كذا يستفاد من السمين وغيره
أصحاب النار (جائز)
خالدون (تام)
أصحاب الجنة (جائز)

هم فيها فيه وجهان وذلك أن أولئك في الموضعين مبتدأ وأصحاب بعدهما خبر وهم فيها خبر ثان فهما خبران وهذا يتوجه عليه سؤال وذلك أنهم قالوا الجملة إذا اتصلت بجملة أخرى فلا بد من واو العطف لتعلق إحداهما بالأخرى فالجواب إن قوله أصحاب النار خبر وهم فيها خبر فهما خبر إن عن شيء واحد فاستغنى عن إدخال حرف العطف بينهما نحو الرمان حلو حامض ففي قوله هم فيها وجهان الوقف على أنها جملة مستأنفة من مبتدأ وخبر بعد كل منهما وليس وقفًا إن أعربت حالاً
خالدون (تام)).
[منار الهدى: 42-43]


- تفسير


رد مع اقتباس