عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 07:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد نادانا نوحٌ فلنعم المجيبون (75) ونجّيناه وأهله من الكرب العظيم (76) وجعلنا ذرّيّته هم الباقين (77) وتركنا عليه في الآخرين (78) سلامٌ على نوحٍ في العالمين (79) إنّا كذلك نجزي المحسنين (80) إنّه من عبادنا المؤمنين (81) ثمّ أغرقنا الآخرين (82)}
لـمّا ذكر تعالى عن أكثر الأوّلين أنّهم ضلّوا عن سبيل النّجاة، شرع يبيّن ذلك مفصّلًا فذكر نوحًا، عليه السّلام، وما لقي من قومه من التّكذيب، وأنّه لم يؤمن منهم إلّا القليل مع طول المدّة، [فإنّه] لبث فيهم ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا، فلمّا طال عليه ذلك واشتدّ عليه تكذيبهم، وكلّما دعاهم ازدادوا نفرةً، فدعى ربّه أنّي مغلوبٌ فانتصر، فغضب اللّه لغضبه عليهم؛ ولهذا قال: {ولقد نادانا نوحٌ فلنعم المجيبون} أي: فلنعم المجيبون له). [تفسير ابن كثير: 7/ 22]

تفسير قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ونجّيناه وأهله من الكرب العظيم}، وهو التّكذيب والأذى). [تفسير ابن كثير: 7/ 22]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجعلنا ذرّيّته هم الباقين} قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ يقول: لم تبق إلّا ذرّيّة نوحٍ عليه السّلام.
وقال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله: {وجعلنا ذرّيّته هم الباقين} قال: النّاس كلّهم من ذرّيّة نوحٍ [عليه السّلام].
وقد روى التّرمذيّ، وابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ، من حديث سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {وجعلنا ذرّيّته هم الباقين} قال: "سامٌ، وحامٌ ويافث".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الوهّاب، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة؛ أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "سامٌ أبو العرب، وحامٌ أبو الحبش، ويافث أبو الرّوم".
ورواه التّرمذيّ عن بشر بن معاذٍ العقديّ، عن يزيد بن زريعٍ، عن سعيد -وهو ابن أبي عروبة- عن قتادة، به.
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البرّ: وقد روي عن عمران بن حصين، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله. والمراد بالرّوم هاهنا: هم الرّوم الأول، وهم اليونان المنتسبون إلى روميّ بن ليطيّ بن يونان بن يافث بن نوحٍ، عليه السّلام. ثمّ روي من حديث إسماعيل بن عيّاشٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب قال: ولد نوحٍ عليه السّلام ثلاثةٌ: سامٌ وحامٌ ويافث، وولد كلّ واحدٍ من هذه الثّلاثة ثلاثةً، فولد سام العرب وفارس والرّوم، وولد يافث التّرك والصّقالبة ويأجوج ومأجوج، وولد حام القبط والسّودان والبربر. وروي عن وهب بن منبّهٍ نحو هذا، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 7/ 22-23]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (78) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وتركنا عليه في الآخرين}، قال ابن عبّاسٍ: يذكر بخيرٍ.
وقال مجاهدٌ: يعني لسان صدقٍ للأنبياء كلّهم.
وقال قتادة والسّدّيّ: أبقى اللّه عليه الثّناء الحسن في الآخرين. قال الضّحّاك: السّلام والثّناء الحسن). [تفسير ابن كثير: 7/ 23]

تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {سلامٌ على نوحٍ في العالمين} مفسّرٌ لما أبقى عليه من الذّكر الجميل والثّناء الحسن أنّه يسلّم عليه في جميع الطّوائف والأمم). [تفسير ابن كثير: 7/ 23]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا كذلك نجزي المحسنين} أي: هكذا نجزي من أحسن من العباد في طاعة اللّه، نجعل له لسان صدق يذكر به بعده بحسب مرتبته في ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 23]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إنّه من عبادنا المؤمنين} أي المصدّقين الموحّدين الموقنين). [تفسير ابن كثير: 7/ 23]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (82) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ أغرقنا الآخرين} أي: أهلكناهم، فلم تبق منهم عينٌ تطرف، ولا ذكر لهم ولا عين ولا أثر، ولا يعرفون إلّا بهذه الصّفة القبيحة). [تفسير ابن كثير: 7/ 23]

رد مع اقتباس