عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 04:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ونداء نوح عليه السلام قد تضمن أشياء: منها الدعاء على قومه، ومنها سؤال النجاة، ومنها طلب النصرة، وفي جميع ذلك وقعت الإجابة. وقوله تعالى: {فلنعم المجيبون} يقتضي الخبر بأن الإجابة كانت على أكمل ما أراد نوح عليه السلام). [المحرر الوجيز: 7/ 293]

تفسير قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والكرب العظيم، قال السدي: هو الغرق، ومن الكرب تكذيب الكفرة، وركوب الماء وهوله، قال الرماني: الكرب: الخبر الثقيل على القلب).[المحرر الوجيز: 7/ 293]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وجعلنا ذريته هم الباقين}، قال ابن عباس رضي الله عنهما، وقتادة: أهل الأرض كلهم من ذرية نوح، قال الطبري: والعرب من أولاد سام، والسودان من أولاد حام، والترك والصقلب وغيرهم من أولاد يافث. وروي عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية وقال: "سام وحام ويافث"، وقالت فرقة: إن الله تعالى أبقى ذرية نوح، ومد نسله، وبارك في ضئضئه، وليس الأمر بأن أهل الأرض انحصروا إلى نسله، بل في الأمم من لا يرجع إليه، والأول أشهر عند علماء الأمة، وقالوا: نوح هو آدم الأصغر).[المحرر الوجيز: 7/ 293-294]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وتركنا عليه في الآخرين} معناه: ثناء حسنا جميلا باقيا آخر الدهر، قاله ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، والسدي،
وقوله: "سلام" - على هذا التأويل - رفع بالابتداء مستأنف، سلم الله به عليه ليقتدي بذلك البشر، قال الطبري: هذه أمنة منه لنوح في العالمين أن يذكره أحد بسوء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
هذا جزاء ما صبر طويلا على أقوال الكفرة الفجرة.
وقال الفراء وغيره من الكوفيين: قوله: "سلام" الآية، جملة في موضع نصب بـ"تركنا"، وهذا هو المتروك عليه، فكأنه قال: وتركنا على نوح تسليما، يسلم به عليه إلى يوم القيامة، وفي قراءة عبد الله: [سلاما] نصبا بـ"تركنا". صلى الله على نوح وعلى أهله وسلم تسليما، وشرف وكرم، وعلى جميع أنبيائه.
و في الآخرين معناه: في الباقين غابر الدهر، والقراءة بكسر الخاء: وما كان من إهلاك فهو بفتحها).[المحرر الوجيز: 7/ 294]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين * ثم أغرقنا الآخرين * وإن من شيعته لإبراهيم * إذ جاء ربه بقلب سليم * إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون * أإفكا آلهة دون الله تريدون * فما ظنكم برب العالمين * فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم * فتولوا عنه مدبرين}
قوله تعالى: "كذلك" إشارة إلى إنعامه على نوح بالإجابة كما اقترح، وأثنى تعالىعلى نوح بالإحسان لصبره على أذى قومه ومطاولته لهم، وغير ذلك من عبادته وأفعاله صلى الله عليه وسلم).[المحرر الوجيز: 7/ 294-295]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (82) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ثم أغرقنا الآخرين} يقتضي أنه أغرق قوم نوح وأمته ومكذبيه، وليس في ذلك نص على أن الغرق عم جميع أهل الأرض، ولكن قد قالت جماعة من العلماء، وأسندت أحاديث بأن الغرق عم جميع الناس إلا من كان معه في السفينة، وعلى هذا ترتب القول بأن الناس اليوم من ذريته، وقالوا: لم يكن الناس حينئذ بهذه الكثرة; لأن عهد آدم كان قريبا، وكانت دعوة نوح ونبوته قد بلغت جميعهم لطول المدة واللبث فيهم، فكان الجميع كفرة عبدة أوثان لم ينسبهم الحق إلى نفسه، فلذلك أغرق جميعهم). [المحرر الوجيز: 7/ 295]

رد مع اقتباس