عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 09:44 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا اركعوا واسجدوا} [الحج: 77] يعني الصّلاة المكتوبة.
{واعبدوا ربّكم وافعلوا الخير} [الحج: 77] في وجهتكم.
{لعلّكم تفلحون} [الحج: 77] لكي تفلحوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/390]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا اركعوا واسجدوا...}

كان الناس يسجدون بلا ركوع، فأمروا أن تكون صلاتهم بركوع قبل السجود). [معاني القرآن: 2/231]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربّكم وافعلوا الخير لعلّكم تفلحون}أي اقصدوا بركوعكم وسجودكم الله وحده.
{وافعلوا الخير}.
والخير كل ما أمر اللّه به.
وقوله: {لعلّكم تفلحون}
هذا ليس بشك، ولكن معناه لترجوا أن تكونوا على فلاح، كما قال لموسى وهارون: {اذهبا إلى فرعون إنّه طغى * فقولا له قولا ليّنا لعلّه يتذكّر أو يخشى}.
أي اذهبا على رجائكما كما كما يرجو النبي ممن يبعث إليه، واللّه عز وجلّ من وراء العلم بما يؤول إليه أمر فرعون إلا أن الحجة لا تقوم إلا بعد الإبانة). [معاني القرآن: 3/439]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا أيها الناس اركعوا واسجدوا}
فلا يكون ركوع إلا بسجود ثم قال تعالى: {واعبدوا ربكم} أي أخلصوا عبادتكم لله وحده ثم قال جل وعز: {وافعلوا الخير} أي كل ما أمر الله به
ثم قال جل وعز: {لعلكم تفلحون} أي لتكونوا على رجاء من الفلاح). [معاني القرآن: 4/434-433]

تفسير قوله تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وجاهدوا في اللّه حقّ جهاده} [الحج: 78] وهي مثل قوله: {اتّقوا اللّه حقّ تقاته} [آل عمران: 102].
وهما منسوختان نسختهما الآية الّتي في التّغابن: {فاتّقوا اللّه ما استطعتم} [التغابن: 16] قوله: {هو اجتباكم} [الحج: 78] اصطفاكم، ويقال: اختاركم لدينه.
وهو واحدٌ.
{وما جعل عليكم في الدّين من حرجٍ} [الحج: 78] من ضيقٍ.
- ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن هبيرة، عن أبي تميمٍ الجيشانيّ، عن سعيد بن المسيّب أنّه سمع حذيفة بن اليمان يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «لقد أعطاني ربّي بأنّي أوّل الأنبياء دخولا الجنّة، وطيّب لي ولأمّتي الغنيمة، وأحلّ لنا كثيرًا ممّا شدّد به على من قبلنا، ولم يجعل علينا في الدّين من حرجٍ».
- ابن لهيعة، عن زيد بن أبي حبيبٍ، عن ابن شهابٍ، عن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاسٍ، عن أبيه قال: {وما جعل عليكم في الدّين من حرجٍ} [الحج: 78] يعني من ضيقٍ.
جعل اللّه الكفّارات مخرجًا من ذلك.
- همّامٌ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خير دينكم أيسره».
قال قتادة: إنّ كتاب اللّه قد جاءكم بذاك وربّ الكعبة: {يريد اللّه بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} [البقرة: 185]
[تفسير القرآن العظيم: 1/390]
- أبو أميّة، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «والّذي نفس محمّدٍ بيده ما اجتمع أمران في الإسلام إلا كان أحبّهما إلى اللّه أيسرهما».
- بحرٌ السّقّاء، عن الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة قالت: ما عرض لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أمران قطّ إلا أخذ بأيسرهما ما لم يكن إثمًا.
وكان أبعد النّاس من الإثم.
قوله: {ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين} [الحج: 78] اللّه سمّاكم المسلمين.
{من قبل} [الحج: 78] هذا أي من قبل هذا القرآن في الكتب كلّها الأولى، وفي الذّكر.
{وفي هذا} [الحج: 78] القرآن.
قوله: {ليكون الرّسول شهيدًا عليكم} [الحج: 78] بأنّه قد بلّغ.
{ليكون الرّسول شهيدًا عليكم} [الحج: 78] على الأمم بأنّ الرّسل قد بلّغت قومها.
سعيدٌ، عن قتادة أنّ كعبًا قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى أعطى هذه الأمّة ثلاثًا لم يعطهنّ قبلهم إلا نبيًّا مرسلًا: كان يبعث النّبيّ فيقول: أنت شاهدي على أمّتك، وإنّ اللّه جعلكم شهداء على النّاس.
ويبعث النّبيّ فيقول: ادعني استجب لك وقال: {ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60].
ويبعث النّبيّ فيقول: ليس عليك في الدّين من حرجٍ وقال: {وما جعل عليكم في الدّين من حرجٍ} [الحج: 78] قوله: {فأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} [الحج: 78] هما فريضتان واجبتان.
أمّا الصّلاة فالصّلوات الخمس يقيمونها على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها وسجودها.
وأمّا الزّكاة فقد فسّرناها في أحاديث الزّكاة على ما سنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيها.
قوله: {واعتصموا باللّه} [الحج: 78] بدين اللّه، فهو اعتصامكم باللّه في تفسير الحسن.
وقال الكلبيّ: بتوحيد اللّه.
وهو واحدٌ.
قوله: {هو مولاكم} [الحج: 78] وليّكم.
{فنعم المولى ونعم النّصير} [الحج: 78] وعدهم النّصر على أعدائه المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 1/391]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {في الدّين من حرجٍ...}
من ضيق.
وقوله: {مّلّة أبيكم} نصبتها على: وسّع عليكم كملّة أبيكم إبراهيم؛ لأن قوله: {وما جعل عليكم في الدّين من حرجٍ} يقول: وسّعه وسمّحه كملّة إبراهيم، فإذا ألقيت الكاف نصبت، وقد تنصب {ملّة إبراهيم} على الأمر بها؛ لأن أول الكلام أمر كأنّه قال: اركعوا والزموا ملّة إبراهيم.
وقوله: {من قبل وفي هذا} يعني القرآن). [معاني القرآن: 2/231]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فنعم المولى} أي الرب). [مجاز القرآن: 2/54]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وجاهدوا في اللّه حقّ جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدّين من حرجٍ مّلّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرّسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على النّاس فأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة واعتصموا باللّه هو مولاكم فنعم المولى ونعم النّصير}
وقال: {مّلّة أبيكم إبراهيم} نصب على الأمر). [معاني القرآن: 3/12]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وما جعل عليكم في الدين من حرج}: من ضيق). [غريب القرآن وتفسيره: 263]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {هو اجتباكم} أي اختاركم.
{وما جعل عليكم في الدّين من حرجٍ} أي ضيق.
{هو سمّاكم المسلمين من قبل وفي هذا} يعني القرآن.
{ليكون الرّسول شهيداً عليكم} أي قد بلغكم.
{وتكونوا شهداء على النّاس} بأن الرسل قد بلغتهم.
{فنعم المولى} أي الولي.
{ونعم النّصير} أي الناصر. مثل قدير وقادر، وسميع وسامع). [تفسير غريب القرآن: 295]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما الضيق بعينه فقوله: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} أي ضيق.
و{يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} وحَرِجًا. ومنه الحرجة وهي: الشجر الملتفّ). [تأويل مشكل القرآن: 484] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجل: {وجاهدوا في اللّه حقّ جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدّين من حرج ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرّسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على النّاس فأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة واعتصموا باللّه هو مولاكم فنعم المولى ونعم النّصير}
قيل إنه بمنزلة قوله: {اتّقوا اللّه حقّ تقاته} وأن نسخها قوله: {فاتّقوا اللّه ما استطعتم}.
وقوله: {هو اجتباكم} معناه: اختاركم.
وقوله: {وما جعل عليكم في الدّين من حرج} أي من ضيق، جعل الله على من لم يستطع الشيء الذي يثقل في وقت، ما هو أخف منه، فجعل للصائم الإفطار في السفر،
وبقصر الصلاة للمصلّي إذا لم يطق القيام أن يصلّي قاعدا، وإن لم يطق القعود أن يومئ إيماء، وجعل للرجل أن يتزوج أربعا، وجعل له جميع ما ملكته يمينه.
فوسّع اللّه - عزّ وجلّ - على خلقه.
وقوله: {ملّة أبيكم إبراهيم} معناه اتبعوا ملّة أبيكم إبراهيم.
وجائز أن يكون منصوبا بقوله: اعبدوا ربكم وافعلوا الخير فعل أبيكم إبراهيم.
وقوله: {هو سمّاكم المسلمين من قبل وفي هذا}." هو " راجعة إلى اللّه - عر وجل - المعنى: اللّه سمّاكم المسلمين من قبل أن ينزّل القرآن، وفي هذا القرآن سمّاكم المسلمين.
وجائز أن يكون إبراهيم عليه السلام سمّاكم المسلمين من قبل، وفي هذا، أي حكم إبراهيم أن كل من آمن بمحمد موحّدا للّه فقد سمّاه إبراهيم مسلما.
وقوله: {وتكونوا شهداء على النّاس} يروى أن الله سبحانه أعطى هذه الأمة ثلاثة أشياء لم يعطها إلا الأنبياء.
جعلت شهيدة على سائر الأمم، والشهادة لكل نبيّ على أمّته.
وأن يقال للنبي عليه السلام: اذهب ولا حرج عليك، وقال اللّه لهذه الأمّة: {وما جعل عليكم في الدّين من حرج}، وأنه قال لكل نبيّ سل تعطه،
وقال لهذه الأمّة: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم} ). [معاني القرآن: 3/440-439]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وجاهدوا في الله حق جهاده}
قيل هذا منسوخ وهو مثل قوله: {اتقوا الله حق تقاته} نسخه {فاتقوا الله ما استطعتم}
ثم قال جل وعز: {هو اجتباكم أي اختاركم ثم قال وما جعل عليكم في الدين من حرج}
قال أبو هريرة الإصر الذي كان على بني إسرائيل وضع عنكم
روى يونس عن الزهري قال سأل عبد الملك بن مروان علي ابن عبد الله ابن عباس عن قوله تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} فقال هو الضيق جعل لكفارات الأيمان مخرجا سمعت ابن عباس يقول ذلك قال أبو جعفر أصل الحرج في اللغة أشد الضيق وقد قيل إن المعنى أنه جعل للمسافر الإفطار وقصر الصلاة ولمن لم يقدر أن يصلي قائما الصلاة قاعدا وإن لم يقدر أومأ فلم يضيق جل وعز
وروى معمر عن قتادة قال أعطيت هذه الأمة ثلاثا لم يعطها إلا نبي
أ-كأن يقال للنبي اذهب فلا حرج عليك وقيل لهذه الأمة وما جعل عليكم في الدين من حرج
ب-والنبي صلى الله عليه وسلم شهيد على أمته وقيل لهذه الأمة {وتكونوا شهداء على الناس}
ج- ويقال للنبي صلى الله عليه وسلم سل تعطه وقيل لهذه الأمة وقال ربكم ادعوني استجب لكم
وقال كعب الأحبار نحو هذا
وقال عكرمة أحل النساء مثنى وثلاث ورباع
وروى عن ابن عباس جعل التوبة مقبولة
وقوله جل وعز: {ملة أبيكم إبراهيم}
أي وسع عليكم كما وسع عليه صلى الله عليه وسلم وقيل افعلوا الخير فعل أبيكم إبراهيم
ثم قال تعالى: {هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا}
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال يقول الله جل وعز: {سماكم}
قال مجاهد من قبل أي في الكتب والذكر
قال أبو جعفر وفي هذا يعني القرآن
ثم قال جل وعز: {ليكون الرسول شهيدا عليكم}
قال سفيان أي بأعمالكم وتكونوا شهداء على الناس بأن الرسل قد بلغتهم
وقوله جل وعز: {فنعم المولى} أي الولي {ونعم النصير} أي الناصر كما يقول قدير وقادر ورحيم وراحم). [معاني القرآن: 4/437-434]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِنْ حَرَجٍ}: ضيق). [العمدة في غريب القرآن: 214]

رد مع اقتباس