عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 5 ذو الحجة 1438هـ/27-08-2017م, 01:52 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

المقدمة
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد: فإني أحمد الله الكريم حمدًا يرتضيه لجلاله، وأشكره شكر معترف بإحسانه وإفضاله، فمنه بدأ وإليه يعود، فهو الرحيم الودود، وأسأله أن يصلي على عبده وحبيبه محمد صلاة تليق برحمته، وأن يجزيه عنا أفضل ما جزى نبيًا عن أمته، صلى الله عليه وعلى جميع إخوانه من النبيين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أشكر الله الكريم، على فضله الظاهر الجسيم من تيسير كتاب: تيسير البيان لمعرفة أحكام القرآن، الذي هو نظام عقده ونسيج وحده، فأسأله أن يتم إنعامه، ويقدر تمامه، ولما ألهمني الله سبحانه لوضعه وذكرت فيه جملة نافعة في معرفة لسان العرب وسعتها وسننها في كلامها، وعادتها في بيانها، وتركيب مبانيها، وترتيب معانيها، الذي لا سبيل لأحد إلى معرفة علم القرآن إلا بمعرفته، والاطلاع على حقيقته، رأيت أني أجمع جزءً لطيفًا في معاني الحروف وأفرده عنه لأجعله عدة في حياتي وذخرًا في وفاتي بلطف الله ورحمته إن شاء الله إنه قريب مجيب.
وذكرت فيه مباحث نفيسة، ونفائس لطيفة، فرحم الله الكريم سيدًا حليمًا، وماجدًا كريمًا، وجد صوابًا فصوبه وقرره، وأظهره ويسره، وغلب الحسد وقهره فعرف الحق وقدره فقد قيل: ما هو مثل كالمثال: اعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال ولله القائل:
ما الحازم الشهم مقدامًا ولا بطلٍ = إن لم يكن للهوى بالحق غلابا
أو وجد خلاف ذلك فبين خلله وغرره، ثم لم شعثه وستره.
= وأي جوادٍ لا يقال له هلا =
= وما القول إلى مخطئٌ ومصيبُ =
وليعلم أني ألفته في ضيق من الزمان، وانقطاع عن المدائن والبلدان، وقلما اجتمع عندي في فن من فنون العلم كتابان، فهذا معذرتي إلى سائر الإخوان، وأسأل الله الكريم الوهاب، أن ينفع به سائر الأصحاب في دار الدنيا ودار المآب، إنه على كل شيء قدير). [مصابيح المغاني: 59-60]

رد مع اقتباس