عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 12:28 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) )

قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} [الآية :103]
قال عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة لقي رسول الله نفر من الأنصار فآمنوا به وصدقوه وأراد أن يذهب معهم فقالوا يا رسول الله إن بين قومنا حربا وإنا نخاف إن جئت على هذه الحال أن لا يتهيأ لك الذي تريد فواعدوه العام المقبل وقالوا نذهب يا رسول الله لعل الله يصلح تلك الحرب ففعل فأصلح الله تلك الحرب وكانوا يرون أنها لا تصلح أبدا يعني بعد يوم بعاث فلقي رسول الله منهم سبعين رجلا فذلك قوله تعالى واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا قال فهداهم الله إلى الإسلام من الضلال ووسع عليهم في الرزق ومكن لهم في البلاد
وقال الثعلبي يشير بذلك إلى قصة إسلام الأوس والخزرج ومبايعتهم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/728]
النبي بالعقبة ثم ساقها بطولها من السيرة النبوية
وقد ذكر قبله الطبري وأخرج القصة من طريق سلمة بن الفضل عن محمد ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه فذكرها وفي أولها إن ابتداء ذلك أن سويد بن الصامت أحد بني عمرو بن عوف من الأوس قدم مكة حاجا أو معتمرا فتصدى لرسول الله فسمع منه فدعاه إلى الإسلام فقال لعل الذي معك مثل الذي معي فقال وما الذي معك قال حكمة لقمان فعرضها عليه فقال إن هذا لكلام حسن ولكن معي أفضل من هذا قرآن أنزله الله علي نورا وهدى وتلا عليه فقال إن هذا القول حسن ولم يبعد من الإسلام فانصرف إلى المدينة فلم يلبث أن قتله الخزرج قبل يوم بعاث وكان قومه يقولون إنه أسلم ثم قدم أبو الحيسر أنس بن رافع ومعه فتية من بني عبد الأشهل من الأوس أيضا فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على الخزرج فأتاهم النبي فجلس إليهم وقال لهم هل لكم إلى خير مما جئتم فيه فذكر لهم أن الله أرسله وأنزل عليه الكتاب ودعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا أي قوم هذا والله خير مما جئتم له فأخذ أبو الحيسر كفا من البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ وقال دعنا عنك فلعمري لقد جئنا لغير هذا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/729]
فسكت عنه وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاث فحج نفر من الأوس والخزرج فلقيهم رسول الله كعادته في الموسم يعرض نفسه على القبائل فلقي ستة نفر منهم أسعد بن زرارة فجلس معهم وكلمهم ودعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن وكان مما صنع الله أنهم كانوا أصحاب أوثان ومعهم ببلادهم طوائف من اليهود أهل كتاب وعلم فإذا كان بينهم منازعة قالوا لهم إن نبيا يبعث قد أظل زمانه فإذا بعث تبعناه ونقتلكم معه قتل عاد فلما كلمهم النبي قالوا وهذا والله النبي الذي توعدنا به يهود فاستبقوهم إليه ففعلوا فسمعوا منه القرآن ودعاهم إلى الإسلام فأسلموا وأذعنوا وأراد أن يتوجه معهم إلى بلادهم وقالوا له إنا تركنا وراءنا قوما لا قوم بينهم من العداوة والبغضاء والشر ما بينهم فعسى الله أن يجمعهم بك وسندعوهم إليك فإن أجابوا فلا رجل أعز منك ثم انصرفوا مسلمين فدعوا قومهم إلى الإسلام فلم يبق دار من دور الأوس والخزرج إلا وفيها ذكر رسول الله حتى إذا كان العام المقبل وافي الموسم اثنا عشر رجلا فيهم عبادة بن الصامت وغيره من الخزرج وعويم بن ساعدة وغيره من الأوس وفيهم من الستة الأول أسعد بن زرارة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/730]
وغيره فاجتمعوا بالنبي بالعقبة فبايعوه وهذه هي العقبة الأولى ثم رجعوا ففشا الإسلام في المدينة
ثم وافى الموسم أهل العقبة الثانية ليدعوا من استطاعوا من عشائرهم إلى الإسلام فدعوهم وهم اثنان وسبعون رجلا فبايعوه وأرسل معهم مصعب بن عمير يفقههم فنزل على أسعد بن زرارة ثم دخل في الإسلام أكابر الأوس ثم الخزرج وأذن الله لنبيه في الهجرة فهاجر المسلمون أولا فأولا إلى أن هاجر النبي في شهر ربيع الأول فجمع الله على دينه الأوس والخزرج وأزال الشر الذي بينهم وارتفعت الحرب والشر والبغضاء عنهم وصاروا إخوانا متآلفين بعد الفرقة فوقعت الإشارة في الآية إلى ذلك
وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة في هذه الآية إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا الآية قال كان هذا شأن العرب أبين الناس ضلالة وأشقاه عيشا وأعراه جلدا وأجوعه بطنا فزال ذلك عنهم كله بالإسلام). [العجاب في بيان الأسباب: 2/731]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس