قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11)}
قوله تعالى: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
وقوله جلّ وعزّ: (لتنذر الّذين ظلموا)
قرأ نافع وابن عامر ويعقوب (لتنذر) بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (لتنذر الّذين) بالتاء فعلى المخاطبة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لتنذر أنت يا محمد.
ومن قرأ بالياء فللغيبة). [معاني القراءات وعللها: 2/379]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {لتنذر الذين ظلموا} [12].
قرأ ابن كثير برواية قنبل وأبو عمرو وأهل الكوفة {لينذر} بالياء فيكون المعنى لينذر القرآن، ولينذر الله تعالى، ولينذر محمد عليه السلام.
وقرأ البزي {لتنذر} بالتاء، والياء كليهما.
وقرأ نافع وابن عامر بالتاء {لتنذر} أنت يا محمد وحجة هذه القراءة {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} أي: داع يدعوهم. فقيل: الهادي ها هنا محمد عليه السلام، وقيل: علي رضي الله عنه، وقيل الله تعالى). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/316]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله: لينذر الذين ظلموا [الأحقاف/ 12].
فقرأ ابن كثير فيما قرأت على قنبل، وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: لينذر بالياء.
وقرأ نافع وابن عامر: لتنذر* بالتاء. وأخبرني إسحاق بن أحمد الخزاعي عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير: لتنذر* بالتاء.
حجّة التاء: إنما أنت منذر من يخشاها [النازعات/ 45] وإنما أنت منذر ولكل قوم هاد [الرعد/ 7] وإنما أنذركم بالوحي [الأنبياء/ 45] ولتنذر به وذكرى [الأعراف/ 2].
[الحجة للقراء السبعة: 6/183]
وحجّة الياء قوله: لينذر بأسا شديدا من لدنه [الكهف/ 2] وقد تقدّم ذكر الكتاب، فأسند الإنذار إلى الكتاب، كما أسنده إلى الرّسول عليه السلام). [الحجة للقراء السبعة: 6/184]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الّذين ظلموا}
قرأ نافع وابن عامر (لتنذر الّذين ظلموا) بالتّاء أي لتنذر
[حجة القراءات: 662]
أنت يا محمّد وحجتهما قوله {وأنذر النّاس} وقال إنّما أنت منذر وقال {قل إنّما أنذركم بالوحي} فجعل الفعل للنّبي صلى الله عليه وآله فكذلك في قوله {لتنذر}
وقرأ الباقون {لينذر} بالياء المعنى لينذر القرآن أو لينذر الله وحجتهم قوله {لينذر بأسا شديدا} ). [حجة القراءات: 663]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {لينذر الذين} قرأه نافع وابن عامر والبزي بالتاء، على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، كما قال: {إنما أنت منذر} «الرعد 7» وقال: {لتنذر به} «الأعراف 2»، وقال: {قل إنما أنذركم} «الأنبياء 45» وقرأ الباقون بالياء، ردوه على الغيبة، أي: لينذر به محمد، وكلا القراءتين بمعنى، فرجع الإنذار إلى محمد صلى الله عليه وسلم لتقدم ذكره في قوله: {وما أنا إلا نذير} «9» وقوله: {قل أرأيتم} «10» ونحوه، والتاء أحب إلي، لأن الأكثر عليه، ولأن محمدً صلى الله عليه وسلم مخاطب بالقرآن، ويجوز رد الياء على الكتاب لتقدم ذكره في قوله: {وهذا كتاب مصدق} {لينذر الذين ظلموا}، كما قال: {لينذر بأسًا شديدًا من لدنه} «الكهف 2»، يريد به الكتاب المتقدم الذكر في قوله: {أنزل على عبده الكتاب} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/271]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {لِتُنْذِرَ الَّذِينَ} [آية/ 12] بالتاء:-
قرأها نافع وابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه على الخطاب، والمعنى لتنذر أنت الذين ظلموا، فالفعل مسند إلى المخاطب، وهو النبي صلى الله عليه وسلم.
وقرأ الباقون {لِيُنْذِرَ} بالياء.
والوجه أن الفعل مسند إلى ضمير الكتاب الذي تقدم ذكره، كأنه قال: لينذر الكتاب الذين ظلموا.
ويجوز أن يكون الضمير لمحمد صلى الله عليه وسلم على تقدير الغيبة كأنه قال: لينذر محمد الذين ظلموا). [الموضح: 1173]
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13)}
قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين