سورة النحل
[ من الآية (101) إلى الآية (105) ]
{وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)}
قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {وَالله أَعْلَمُ بِمَا يُنْزِلُ} [آية/ 101] مخففة:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وزيدٌ عن يعقوب.
وقرأ الباقون {يُنَزِّلُ} مشددة.
وقد سبق الكلام في هذا). [الموضح: 744]
قوله تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {قل نزله روح القدس} [102].
ابن كثير يسكن الدال.
والباقون يضمون، وقد مرت علته في (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/360]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير: (روح القدس) [102] خفيفة ساكنة الدال.
الباقون القدس متحركة الدال.
[الحجة للقراء السبعة: 5/78]
قال: التحريك أكثر. والإسكان تخفيف من التحريك، وقد تقدم ذكر هذا الحرف). [الحجة للقراء السبعة: 5/79]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {رُوْحُ القُدْسِ} [آية/ 102] مخففة:
قرأها ابن كثير وحده.
وقرأ الباقون {القُدُس} مضمومة الدال.
وقد مضى الكلام فيه). [الموضح: 744]
قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {لسان الذي يلحدون إليه} [103].
قرأ حمزة والكسائي بفتح الحاء والياء.
والباقون {يلحدون} بالضم، وهو الاختيار، لأن الله تعالى قال: {ومن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/359]
يرد فيه بإلحاد بظلم} والإلحاد: مصدر ألحد يُلحد، وإن كانت الأخرى جيدة، قال الشاعر: حجة لألحد يلحد:
يا ويح أنصار النبي ورهطه = بعد المغيب في سواء الملحد
ولو كن من لحد لقال: ملحود.
وقال آخرون: لحدت في القبر، والحدت في الدين. فأما قول علي بن الحسين – وقد خطب الناس -: يا قصة على ملحود، أراد: يا جصا على قبر، وقد روى هذا الكلام عن زينب رضي الله عنها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/360]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الياء والحاء وضمها من قوله: يلحدون [103] فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: يلحدون بضم الياء وكسر الحاء وقرأ حمزة والكسائي (يلحدون) بفتح الياء والحاء.
حجة يلحدون بالضم قوله: ومن يرد فيه بإلحاد [الحج/ 25] ويلحدون لغة. وينبغي أن يكون الضم أرجح من حيث كان لغة التنزيل). [الحجة للقراء السبعة: 5/78]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [بَشَرٌ الِلسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ]، بألف ولام.
قال أبو الفتح: ليس قوله: [الِلسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ] جملة في موضع صفة "بَشَر"، ألا تراها خالية من ضميره؟ وكذلك أيضا هي خالية منه في قراءة الجماعة: {بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ}، ولأن المعنى أيضا ليس على كونها وصفا، وإنما الوقف على قوله: "بَشَر"، ثم استأنف الله تعالى القول ردا عليهم، فقال: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ} أي: يميلون بالتهمة إليه {أَعْجَمِيٌّ}، {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}، أي: فكيف يعلم الأعجمي العربية.
ولهذا قال سبحانه: {أَعْجَمِيٌّ}، ولم يقل: عجمي، وذلك أن "الأعجمي" هو الذي لا يفصح وإن كان عربيا. والعجمي هو المنسوب للعجم وإن كان فصيحا، ألا ترى أن سيبويه كان عجميا فإن كان لسان اللغة العربية فقال الله تعالى: لسان هذا المتهم بأنه يعلمه أعجم، فكيف يجوز أن يعلم العربية وهو لا يفصح؟ فأعجميٌّ من أعجم بمنزلة أحمريُّ من أحمر، وأشقريٌّ من أشقر، ودوَّاريٌّ من دوَّار، وكلابيٌّ من كِلَّاب. وقد مضى ذلك). [المحتسب: 2/12]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لسان الّذي يلحدون إليه أعجمي}
قرأ حمزة والكسائيّ {لسان الّذي يلحدون} بفتح الياء والحاء من لحد يلحد إذا مال
وقرأ الباقون {يلحدون} بضم الياء يقال ألحد يلحد إلحادا وحجتهم قوله {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم}
قال الكسائي إن كل واحد من لحدت وألحدت يأتي بمعنى غير معنى الآخر وذلك أن ألحد يلحد معناه اعترض وأن لحد يلحد معناه مال وعدل فلمّا ولي ألحد ما يلي الاعتراض الّذي هو بمعناه قرأ بألف فقال {وذروا الّذين يلحدون في أسمائه} و{إن الّذين يلحدون في آياتنا} بمعنى يعترضون في آياتنا إذ كان من عادة في أن تصحب الاعتراض الّذي بمعنى الإلحاد فلمّا ولي الفعل ما ليس من عادة الاعتراض أن يليه وهو إلى دلّ على أن معناه غير معنى الاعتراض وأنه بمعنى الميل فقرأه يلحدون بفتح الياء إذ كانت بمعنى يميلون فحسن ذلك وكان ذلك مشهورا من كلام العرب لحد فلان إلى كذا إذا مال إليه). [حجة القراءات: 394]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (25- {لِسَانُ الَّذِي يَلْحَدُونَ إِلَيْهِ} [آية/ 103] بفتح الياء والحاء:
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {يُلْحِدُونَ} بضم الياء وكسر الحاء.
وقد سبق القول فيه). [الموضح: 745]
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}
قوله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين