سورة الرعد
[ من الآية (8) إلى الآية (11) ]
{اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)}
قوله تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَغِيضُ) بالياء ابْن مِقْسَمٍ، والحلواني عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لعدم الحائل.
ولقوله: (تَزْدَادُ)، (تَدْعُونَ) بالتاء الحلواني عن الْيَزِيدِيّ، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بالياء، وهو الاختيار لما لا يخفى). [الكامل في القراءات العشر: 578] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تغيض} [8] باب الغيظ كله بالظاء المشالة، إلا هذا والذي في هود {وغيض الماء} [44] ). [غيث النفع: 759]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8)}
{يَعْلَمُ مَا}
إدغام الميم في الميم وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى}
في مصحف أبي بن كعب (... ما تحمل كل أنثى وما تضع).
بزيادة (وما تضع) على قراءة الجمهور من القراء، وتحمل مثل هذه الزيادة على التفسير، لأنها لم تثبت في سواد المصحف، ولم ترو عن غير أبي.
{أُنْثَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وقراءة التقليل بخلاف عن أبي عمرو والأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{وَكُلُّ شَيْءٍ}
تقدمت قراءة حمزة في الوقف على {شيء}، انظر الآيتين / 20 و 106من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 4/389]
{بِمِقْدَارٍ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 4/390]
قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - قَوْله {الْكَبِير المتعال (9) سَوَاء مِنْكُم} 9 10
قَرَأَ ابْن كثير {المتعال (9) سَوَاء مِنْكُم} بياء في الْوَصْل وَالْوَقْف وَكَذَلِكَ قَالَ الحلواني عَن أَبي معمر المنقري عَن عبد الْوَارِث عَن أَبي عَمْرو
وَكَذَلِكَ أخبرني أَبُو حَاتِم الرازي في كِتَابه إِلَى عَن أَبي زيد عَن أَبي عَمْرو
وَالْبَاقُونَ لَا يثبتون الْيَاء في وصل وَلَا وقف). [السبعة في القراءات: 358]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" الياء وقفا من "هاد" كلاهما "ووال وواق" كلاهما ابن كثير على الأصل.
"وأثبتها" في الحالين في "المتعال" [الآية: 9] ابن كثير ويعقوب من غير خلاف، كما في النشر، وما ورد عن قنبل من حذفها في الحالين، أو في الوقف فغير مأخوذ به). [إتحاف فضلاء البشر: 2/161] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المتعال} قرأ المكي بإثبات ياء بعد اللام، وصلاً ووقفًا، والباقون يحذفونها فيهما). [غيث النفع: 760]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)}
{عَالِمُ}
قراءة الجماعة {عالم} بالرفع، خبرًا لمبتدأ، أي: هو عالم.
وقرأ زيد بن علي (عالم) بالنصب، وتخريج هذا على المدح.
{الْكَبِيرُ}
ترقيق الراء بخلاف عن الأزرق وورش.
{الْمُتَعَالِ}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو في رواية عبد الوارث وأبي زيد عنه ويعقوب وأبو عمير وابن محيصن (المتعالي) بإثبات الياء في الوقف والوصل.
قال أبو حيان: «وهو الكثير في لسان العرب».
وذهب ابن هشام إلى أنه الوجه الأفصح، وهو القياس عند أبي علي.
وروى المالكي والعطار عن الزينبي إثبات الياء في الوقف وهي رواية ابن شنبوذ عن قنبل (المتعالي).
[معجم القراءات: 4/390]
وروي عن قنبل إثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف من طريق الهذلي وهي عن نافع من رواية إسماعيل، وأبي عمرو في رواية أبي زيد (المتعالي).
وقراءة الجماعة وقنبل من طريق ابن شنبوذ بحذف الياء في الوقف والوصل (المتعال).
وجاءت القراءة هنا موافقة لرسم المصحف.
قال العكبري:
«والجيد في الوقف على (المتعال) بغير ياء؛ لأنه رأس آية، ولولا ذلك لكان الجيد إثباتها».
وقال مكي:
«قرأه ابن كثير بياء في الوصل والوقف على الأصل؛ لأن الألف واللام أذهبا التنوين الذي تحذف الياء من أجله، فرجعت الياء، وهي لغة للعرب مشهورة، والأكثر عند سيبويه إثبات الياء مع الألف واللام، وحذف الياء مع عدم الألف واللام، ولما ثبتت في الوصل، عند من أثبتها، وجب إثباتها في الوقف.
وقرأ ذلك الباقون بحذف الياء في الوصل والوقف، وذلك أنهم اتبعوا الخط، ولا ياء في الخط، وأيضًا فإن الكسرة تدل عليها، ولما دلت الكسرة عليها في الوصل فحذفت جرى الوقف على ذلك» ). [معجم القراءات: 4/391]
قوله تعالى: {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10)}
{سَوَاءٌ}
قراءة حمزة في الوقف تسهيل الهمزة بين بين مع الروم، وفيه المد والتوسط والقصر.
{بِالنَّهَارِ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم هذا في الآية /164 من سورة البقرة، ومواضع أخرى). [معجم القراءات: 4/392]
قوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {هاد} (7، 33)، و: {وال} (11)، و: {واق} (34، 37)، و: {ما عند الله باق} (النحل: 96): بالتنوين في الوصل، فإذا وقف، وقف بالياء في هذه الأربعة الأحرف، حيث وقعت لا غير.
والباقون: يصلون بالتنوين، ويقفون بغير ياء). [التيسير في القراءات السبع: 328] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( [قرأ] ابن كثير: (هاد ووال وواق ما عند اللّه باقٍ) بالتّنوين في الوصل فإذا وقف وقف بالياء في هذه الأربعة الأحرف حيث وقعت لا غير، والباقون يصلون بالتّنوين ويقفون بغير ياء). [تحبير التيسير: 422] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([7]، [33]- {هَادٍ}، و{وَالٍ} [11]، و{وَاقٍ} [34] حيث وقعن، {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 69] منون في الوصل، وبياء في الوقف: ابن كثير، وقد ذكر). [الإقناع: 2/675] (م) قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (794 - وَهَادٍ وَوَالٍ قِفْ وَوَاقٍ بِيَائِهِ = وَبَاقٍ دَنَا .... .... ....). [الشاطبية: 63] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([794] وهادٍ ووالٍ قف وواق بيائه = وباق (د)نا هل يستوي (صحبةٌ) تلا
روی سیبویه عن يونس وأبي الخطاب، أن بعض العرب الموثوق به، يقف هذا داعي، وعمي، بالياء.
ووجهه، أنهم حذفوا الياء في الوصل لسكونها وسكون التنوين، فلما أمنوا التنوين في الوقف، ردوها.
وكذلك قال الخليل رحمه الله في نداء قاضٍ: يا قاضي بالياء، لأن النداء موضع لا يلحق فيه التنوين.
ومن وقف بالحذف، لم يرد الياء، لأن ذهاب التنوين عارض، وفي ذلك اتباع الرسم.
قال النحويون: «ولغة الحذف أكثر».
وابن كثير يقف بالياء في هذه الكلمات أينما وقعت من القرآن.
[فتح الوصيد: 2/1034]
والفعل قبل الجموع، يذكر على جمع الظلمات، أو قبيل {الظلمت}.والتأنيث أيضًا غير حقيقي، كقوله تعالى: {وأخذ الذين ظلموا الصيحة} ). [فتح الوصيد: 2/1035] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([794] وهاد ووالٍ قف وواقٍ بيائه = وباقٍ دنا هل يستوي صحبةٌ تلا
ح: (هادٍ): مفعول (قف) أي: وقف عليه، وما بعده، عطف عليه، (بيائه): متعلق به، والضمير لكل من الكلم الثلاث، و(باقٍ): عطف، (دنا): فاعله ضمير يرجع إلى الوقف المدلول عليه بقوله: (قف)، والجملة: مستأنفة، (صحبةٌ): مبتدأ، (تلا): خبره، وذكر الضمير لأنها في معنى الفوج، (هل يستوي): مفعول (تلا).
ص: قرأ ابن كثير الكلم الأربع حيث جاءت إذا وقف عليها بالياء، نحو: {ومن يضلل الله فما له من هاد} [33]، {وما لهم من دونه من والٍ} [11]، {ما لك من الله من ولي ولا واقٍ} [37]، {وما عند الله باقٍ} [النحل: 96]، لأن الياء فيهما إنما حذفت لأجل التنوين، فإذا حذف التنوين عادت الياء، والباقون فيها إنما حذفت لأجل التنوين، فإذا حذف التنوين عادت الياء، والباقون: بحذفها وقفًا ووصلًا، إذ لا عبرة بحذف التنوين لأجل الوقف لعروضه.
[كنز المعاني: 2/351]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر: {هل يستوي الظلمات والنور} [16] بياء التذكير؛ لأن تأنيث الظلمات غير حقيقي، والباقون: بتاء التأنيث على الأصل.
ولم يقيد {يستوي} بالثاني وإن كان فيها: {هل يستوي الأعمى والبصير} [16] لأن الأعمى مذكر، فلا شبهة). [كنز المعاني: 2/352] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (794- وَهَادٍ وَوَالٍ قِفْ وَوَاقٍ بِيَائِهِ،.. وَبَاقٍ "دَ"نَا هَلْ يَسْتَوِي "صُحْبَةٌ" تَلا
يعني حيث وقعت هذه الكلم في هذه السورة أو غيرها نحو: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}، {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}، {وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}، {وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ}، {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/289]
وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}.
ابن كثير يقف بالياء على الأصل وأنما حذفت في الوصل؛ لاجتماعها مع سكون التنوين فإذا زال التنوين بالوقف رجعت الياء، والباقون يحذفونها بعا لحالة الوصل، وهما لغتان والحذف أكثر وفيه متابعة الرسم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/290] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (794 - وهاد ووال قف وواق بيائه = وباق دنا هل يستوي صحبة تلا
وقف ابن كثير على هذه الألفاظ الأربعة بالياء حيث ذكرت في القرآن الكريم وهي: ولكلّ قوم هادى، وما لهم من دونه من والي، ومن يضلل الله فما له من هادي، وما لهم من الله من واقي، ما لك من الله من ولى ولا واقي، وهذا كله بالرعد.
وما عند الله باقي في النحل، وما كان لهم من الله من واقي، فما له من هادي كلاهما في غافر، فإذا وصل حذف الياء في كل ما ذكر وحذف الباقون الياء وصلا ووقفا). [الوافي في شرح الشاطبية: 301] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ وَقْفُ ابْنِ كَثِيرٍ عَلَى هَادٍ وَوَالٍ وَوَاقٍ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/297] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({هادٍ} [7]، و{والٍ} [11]، و{واقٍ} [34]، ذكر في الوقف لابن كثير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 562] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أءذا [الرعد: 5]، أءنّا [الرعد: 5] في الهمزتين من كلمة، ووقف ابن كثير على هادي [الرعد: 7]، ووالي [الرعد: 11]، وواقي [الرعد: 34، 37] وأ فلم يأيئس [الرعد: 31] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/400] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" الياء وقفا من "هاد" كلاهما "ووال وواق" كلاهما ابن كثير على الأصل.
"وأثبتها" في الحالين في "المتعال" [الآية: 9] ابن كثير ويعقوب من غير خلاف، كما في النشر، وما ورد عن قنبل من حذفها في الحالين، أو في الوقف فغير مأخوذ به). [إتحاف فضلاء البشر: 2/161] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وال} هو مثل {هاد} وهو جلي). [غيث النفع: 760]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)}
{بِالنَّهَارِ لَهُ}
إدغام الراء في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ}
قراءة الجماعة {له معقبات} جمع معقب، أي ملائكة، وجاء التأنيث في الجمع للمبالغة، وقيل: هو جمع الجمع.
قال الشهاب:
«والتاء للمبالغة، أي تاء «معقبة»، لأن المراد به الملائكة، وهي غير مؤنثة، فتاؤه للمبالغة كما في علامة، أو هي صفة جماعة؛ ولذا
[معجم القراءات: 4/392]
أنثت، فمعقبات جمع معقبه مراد به الطائفة منهم».
وقال الأخفش:
«وأما المعقبات فإنما أنت لكثرة ذلك منها نحو: النسابة وعلامة، ثم ذكر، لأن المعنى مذكر فقال: يحفظونه من أمر الله».
وقرأ أبي بن كعب وإبراهيم، وكذا عبيد الله بن زياد على المنبر «له المعاقب).
وأصل مفرده معقب، ثم حذف القاف ولم يعوض عنها شيئًا، وهداني إلى هذا نص ابن جني في تخريج قراءة (له المعاقيب الآتية).
قرأ زياد بن أبي سفيان وعبيد الله بن زياد وأبي بن كعب وإبراهيم وأبو البرهسم (له معاقيب) وهو تكسير «معقب»، وأصله: معقب، فحذف إحدى القافين وعوض الياء عن المحذوف.
قال ابن جني:
«ينبغي أن يكون هذا تكسير معقب أو معقبة، إلا أنه لما حذف إحدى القافين عوض منها الياء فقال (معاقيب)، كما تقول في تكسير مقدم: مقاديم، ويجوز ألا تعوض فتقول: معاقب كمقادم».
ونقل الشهاب نصًا عن ابن جني لم أجده في المحتسب.
قال الشهاب: «وقال ابن جني إنه تكسير معقب كمطعم ومطاعيم فجمع على معاقبة، ثم حذفت الهاء من الجمع وعوضت الياء عنها.
قال الشهاب وهذا أظهر وأنسب بالقواعد مما تكلفوه».
[معجم القراءات: 4/393]
وجاءت قراءة عبد الله بن زياد عند ابن عطية (له المعاقيب)، كذا معرفًا.
وقرئ (له معتقبات)، وهو اسم فاعل من «اعتقب».
{مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ}
قراءة ابن كثيرين الوصل (.. بديهي) بوصل الهاء بياء.
{وَمِنْ خَلْفِهِ}
قراءة أبي جعفر بإخفاء التنوين في الخاء مع الغنه.
{مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ}
قراءة الجماعة {من بين يديه ومن خلفه}.
وقرأ أبي بن كعب وابن عباس (من بين يديه ورقيب من خلفه) بزيادة «رقيب» على قراءة الجماعة.
وقرأ ابن عباس (من بين يديه ورقباء من خلفه) بزيادة «رقباء» على قراءة الجماعة.
وذكر أبو حاتم وابن مجاهد عن ابن عباس، وكذا قرأ أبو عبد الله «له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه».
قال الطوسي: «وفي قراءة أهل البيت.. قالوا: لأن المعقب لا يكون إلا من خلفه».
وقال أبو حيان:
«وينبغي حمل هذه القراءات على التفسير، لا أنها قرآن، لمخالفتها
[معجم القراءات: 4/394]
سواد المصحف الذي أجمع عليه المسلمون».
{يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}
قراءة الجماعة {يحفظونه من أمر الله}.
وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس وعكرمة وزيد بن علي وجعفر بن محمد وأبو عبد الله وأبو البرهسم (يحفظونه بأمر الله) أي يحفظونه مما يحاذره بأمر الله.
وذكر الشهاب الخفاجي أنه قرئ (يحفظونه لأمر الله) كذا باللام.
ثم قال:
«والقراءة باللام لم يذكرها الزمخشري، وإنما ذكر القراءة بالباء السببية، ولا فرق بين العلة والسبب عند النحاة، وإن فرق بينهما أهل المعقول..».
وذكر الطبري أن ابن عباس قرأ (من أمر الله يحفظونه) كذا على التقديم والتأخير، ولم أجد مثل هذا عند غيره.
{لَا يُغَيِّرُ... حَتَّى يُغَيِّرُوا}
ترقيق الراء فيهما عن الأزرق وورش بخلاف.
{بِأَنْفُسِهِمْ}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة (بينفسهم).
{سُوءًا}
قراءة حمزة في الوقف بالنقل والإدغام.
[معجم القراءات: 4/395]
{مِنْ وَالٍ}
قرأ خلف عن حمزة والمطوعي والأعمش بإدغام النون في الواو بغير غنة.
وقراءة الباقين بالإدغام بغير غنة.
{وَالٍ}
أمال الواو، خارجة عن نافع (وال).
قال العكبري: «يقرأ بالإمالة من أجل الكسرة، ولا مانع هنا».
قلت: لعله أراد كسرة اللام.
وقال ابن عطية: «واختلف القراء في وال، فأماله بعضهم ولم يمله بعضهم».
حكم الياء في الوقف والوصل:
قرأ ابن كثير برواية القواس والبزي، ويعقوب، وابن شنبوذ عن قنبل (والي) بإثبات الياء في الوقف والوصل.
وذكر أبو يعقوب الأزرق عن ورش أنه خيره في الوقف في جميع الباب بين أن يقف بالياء وبين أن يقف بحذفها.
وقراءة باقي القراء في الوقف بغير ياء، وهي رواية ابن فليح عن ابن كثير.
واتفق جميع القراء في الوصل على أنه بحذف الياء منونا (من وال) ). [معجم القراءات: 4/396]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين