قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ( (فصل)
حيث: ظرف مكان مبهم مثل «أين» في الإبهام والمعنى؟ قال الله تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى}، وفي حرف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه (أين أتى) والعرب تقول: جئت من أين لا تعلم، أي: من حيث لا تعلم.
وقال الأخفش: قد ترد للزمان.
وإذا اتصلت بها «ما الكافة» ضمنت معنى الشرط وجزمت الفعلين، قال الشاعر:
حيثما تستقم يقدر لك الله = نجاحًا في سالف الأزمان
قال ابن هشام: وفي هذا البيت دليل على مجيئها للزمان.
وهي في استعمالها ملازمة للإضافة إلى الجمل، وملازمتها للفعلية أكثر، وندرت إضافتها إلى المفرد كقول الشاعر:
= ببيض المواضي حيث لي العمائم =
والكسائي يقيسه.
وفيها لغات:
حيث بالياء وهو الأفصح، وحوث بالواو وهي لغة طيء.
ومن العرب من يبنيها على الضم تشبيهًا بالغايات من حيث ملازمتها للإضافة ومنهم من يبنيها على الفتح مثل: كيف استثقالًا للضم مع الياء وحكى الكسائي عن العرب: حيث بالكسر، ومن العرب من يعربها وقراءة من قرأ: {من حيث لا يعلمون} بكسر الثاء تحتمل لغة البناء وتحتمل الإعراب). [مصابيح المغاني: 242 - 244]