كان
قال هارون بن موسى الأزدي النحوي (ت: 170هـ): (كان تفسير «كان» على خمسة وجوه:
فوجه منها: كان. يعني: ينبغي، فذلك قوله في آل عمران {ما كان} ينبغي {لبشر أن يؤتيه الله الكتاب} [79]. وقوله في النساء {وما كان ينبغي لمؤمن} يعني: لا ينبغي لمؤمن {أن يقتل مؤمنا إلا خطأ} [92]. وقوله عز وجل: {ما يكون لنا أن نتكلم بهذا} يعني: لا ينبغي لنا. ونحوه كثير.
الوجه الثاني: كان: صلة في الكلام، فذلك قوله: {وكان الله على كل شيء قديرا} يعني: والله على كل شيء قدير، وكان ها هنا صلة.
{وكان الله عليما حكيما} يقول: والله عليم حكيم، وكان صلة. {وكان الله سميعا بصيرا} يقول: والله سميع بصير. ونحوه كثير.
الوجه الثالث: كان. يعني: هو، فذلك قوله عز وجل: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} يقول: من هو.
الوجه الرابع: كان: تفسيره: هكذا كان، فذلك قوله: {كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا} هكذا كان {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة}. وقوله في الكهف: {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} [76] يخبر عن شيء مضي.
الوجه الخامس: كان. يعني: صار، فذلك قوله في البقرة: {واستكبر وكان من الكافرين} [24] يعني: وصار في علم الله عز وجل. وقال في عم يتساءلون: {فكانت أبوابا} [19] يعني: فصارت. {وسيرت الجبال فكانت سرابا} [20] يعني: فصارت. وقوله في المزمل: {وكانت الجبال كثيبا مهيلا} [14] يعني: فصارت ككثيب الرمل إذا حرك يتبع بعضه بعضا.
وقوله في الواقعة: {فكانت هباء منبثا} [6] يعني: فصارت الجبال بالغبار الذي تراه في الشمس إذا دخلت كوة البيت. وقال في سأل سائل: {وتكون السماء} يعني: وتصير {كالمهل وتكون الجبال} يعني: وتصير الجبال {كالعهن} [8 و9] يعني: تصير كالصوف. مثاله في القارعة). [الوجوه والنظائر: 261-262]