"من"
قال إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير (ت: 431هـ): (باب "مِن" على سبعة أوجه:
أحدها: "من" بعينه، كقوله: {ومن الناس من يتخذ من دون اللّه} (البقرة 165).
والثاني: بمعنى "الباء"، كقوله: {يحفظونه من أمر اللّه} (الرعد 11)، وقوله: {يلقي الروح من أمره} في المؤمن (الآية 15)، وقوله: {من كل أمر * سلام} (القدر 4).
والثالث: بمعنى "على"، كقوله في الأنبياء (الآية 77): {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}، وقوله: {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون}.
والرابع: الصلة، كقوله: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} (النور 30).
والخامس: بمعنى "في"، كقوله في فاطر (الآية 40): {أروني ماذا خلقوا من الأرض}، نظيرها في الأحقاف (الآية 4).
والسادس: بمعنى التبعيض، كقوله: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} (الإسراء 82)، وقوله: {وينزل من السماء من جبال فيها من برد} (النور 43)، وقوله: {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم} (الأنعام 130)، أي: "من" أنفسكم، {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان}، يعني أحدهما.
والسابع: بمعنى الجنس، كقوله: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} (الحج 30)، وقوله في نوح (الآية 4): {يغفر لكم من ذنوبكم}، يعني "من" جنس ذنوبكم). [وجوه القرآن: 485 - 486]