"عن"
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ): (باب "عن"
قال أبو زكريّا: معنى "عن" المجاوزة تقول: بلغني "عنك" كلام، أي: جاوزك "إليّ" كلام. وانصرفت "عن" زيد، أي: جاوزته "إلى" غيره. وهي حرف ما لم يدخل عليها "من" فإذا دخلت عليها "من" كانت اسما لأن حرف الجرّ لا يدخل على مثله تقول: أخذته "من" "عن" يمينك.
قال الشّاعر: -
(من عن يميني مرّة وأمامي)
وقد تكون بمعنى "بعد" كقوله: {لتركبن طبقًا عن طبق }. وسادوك كابرًا عن كابر.
وذكر بعض المفسّرين أنه في القرآن على أربعة أوجه: -
أحدها: صلة في الكلام. ومنه قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال}.
والثّاني: بمعنى "الباء" ومنه قوله تعالى في هود: {وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك}، وفي النّجم: {وما ينطق عن الهوى}.
والثّالث: بمعنى "من". ومنه قوله تعالى: {وهو الّذي يقبل التّوبة عن عباده}.
والرّابع: بمعنى "على". ومنه قوله تعالى: {ومن يبخل فإنّما يبخل عن نفسه} ). [نزهة الأعين النواظر: 438 - 439]