(فصل)"سواء"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) "سواء": 
لها ستة معان: الأول:   يكون بمعنى العدل والاستواء، قال الله تعالى: {فانبذ إليهم على سواء}،   ويوصف به المكان وغيره فإن وصف به المكان ففيه ثلاث لغات:
 أفصحها: القصر مع   الكسر، كقوله تعالى: {مكانًا سوى}.
وثانيها: القصر مع الضم، وقد قرئ بهاتين.
وثالثها: المد مع الفتح.
وإن   وصف بها غير المكان ففيه اللغة الأخيرة وهي الفتح مع المد، كقولك: مررت   برجلٍ "سواءٍ" والعدم، وكقوله تعالى: {فانبذ إليهم على سواء}.
الثاني:   يكون بمعنى الوسط فتمد مع الفتح، قال الله عز وجل: {في سواء الجحيم}،  وذكر  الجوهري فيه لغة القصر مع الكسر، قال موسى بن جابر:
وجدنا أبانا كان حل ببلدةٍ ..... سوًى بين قيسٍ قيس عيلان والفزر
أي وسطًا بين الفريقين، ولا أدري هل يجوز فيه اللغة الثالثة أو لا؟
الثالث:   تكون بمعنى التمام فتمد مع الفتح كقولك: هذا درهم "سواء"، أي: تام، ذكره  ابن  هشام، ولعل قولهم لليلة: ثلاث عشرة: ليلة "السواء" من هذا المعنى.
الرابع: تكون بمعنى القصد، ذكره الجوهري، قال الشاعر:
ولا أصرفن سوى حذيفة مدحتي ..... لفتى العشي وفارس الأجراف
وضبطه ابن هشام بالقصر مع الكسر، قال: «وهو أغرب معانيها».
الخامس: تكون بمعنى "غير"، قال الأعشى:
= وما عدلت عن أهلها لسوائكا =
وتقع   صفة واستثناء كما تقع "غير"، وفيها أربع لغات: الضم مع القصر، والفتح مع   المد، والكسر مع القصر، حكاه الجوهري عن الأخفش، وزاد ابن هشام الكسر مع   المد.
السادس: "سوى": بالضم مع القصر اسم ماء لكلب، قال الراجز:
= فوز من قراقرٍ إلى سوى =).  
[مصابيح المغاني: 265 - 268]