(فصل) بعد
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) بعد:
تأتي على وجهين: أحدهما: التعقيب.
الثاني: تأتي للمعية فتكون بمعنى مع يقال: هو كريم، وهو بعد هذا فقيه، أي: مع هذا، ويتأولون على ذلك قول الله تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها} أي: مع ذلك دحاها، وقوله تعالى: {بعد ذلك زنيم}، وأما قولهم: رأيته بعيدات بين، أي: بعيد فراق، وذلك إذا كان الرجل يمسك عن إتيان صاحبه الزمان ثم يأتيه ثم يمسك عنه نحو ذلك ثم يأتيه قال: لقيته بعيدات بين، وأما قولهم: أما بعد، فهو فصل الخطاب وهو مركب من أمَّا الشرطية التفصيلية المؤكدة وبعد الظرفية، ومعناه والله أعلم: مهما يذكر من شيء بعد كذا وكذا فإن الأمر كذا وكذا). [مصابيح المغاني: 206 - 207]