شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)
قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر.
قال أهل التّأويل: معنى المؤمن المصدّق الصّادقين، دعا خلقه إلى الإيمان به، وقيل: الّذي يملك أمان خلقه في الدّنيا والآخرة، ويقال: الموحّد نفسه يقول: {شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم} والأصل فيه التّصديق والعبد مؤمنٌ به مصدّقٌ، وهو من الأسماء المستعارة للعبد قال ابن عبّاسٍ: المهيمن المؤتمن عليه الشّاهد عليهم قال: ومعنى السّلام أنّ ذات الله عزّ وجلّ خلصت بانفراد الوحدانيّة من كلّ شيءٍ وبانت عن كلّ شيءٍ وأخلصت به القلوب إلى توحيد الله عزّ وجلّ وسلمت قال الله تعالى: {إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليمٍ}.
207 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، ومحمّد بن يعقوب قالا: حدثنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ قال: أخبرني أبي، عن الأوزاعيّ قال: حدّثني شدّاد بن عبد الله أبو عمّارٍ، حدّثني أبو أسماء الرّحبيّ، قال: حدّثني ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مرّاتٍ، ثمّ يقول: اللهمّ أنت السّلام ومنك السّلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
208 - أخبرنا إسماعيل بن يعقوب البغداديّ، حدثنا موسى بن سهلٍ البغداديّ، حدثنا إسماعيل ابن عليّة، عن خالدٍ الحذّاء، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا سلّم قال: اللهمّ أنت السّلام، فذكر نحوه.
رواه عاصمٌ الأحول، عن عبد الله بن الحارث.
209 - أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن بن الحارث الرّمليّ، بها، قال: حدثنا العبّاس بن الفضل البصريّ، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويسٍ، حدثنا سليمان بن بلالٍ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن ابن أبي عتيقٍ، عن أبي يونس، مولى عائشة، عن عائشة، رضي الله عنها: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لها: هذا جبريل يقرأ عليك السّلام فقالت عائشة: الله السّلام، ومنه السّلام، وعلى جبريل السّلام.
210 - أخبرنا خيثمة بن سليمان، قال: حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الرّقاشيّ، قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازمٍ، حدثنا أبي، قال: سمعت الحسن، قال: حدثنا عمرو بن تغلب، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّي أعطي أقوامًا وأمنع أقوامًا لما جعل الله عزّ وجلّ في قلوبهم من الإيمان أكلهم إلى إيمانهم منهم عمرو بن تغلب). [التوحيد: 2/68-70]
قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الجبّار.
قال أهل التّأويل: جبّار القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها، وهو قول عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه وقيل: الجبّار المتكبّر على خلقه.
214 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد السّلام البيروتيّ، قال: حدثنا خبر بن موفّقٍ المصريّ، بها، حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي بكيرٍ، حدثنا اللّيث بن سعدٍ، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: تكون الأرض يوم القيامة خبزةً واحدةً يتكفّأها الجبّار بيده، كما يتكفّأ أحدكم خبزته في السّفر نزلاً لأهل الجنّة، فأتاه رجلٌ من اليهود، فقال: بارك عليك أبا القاسم الحديث.
215 - أخبرنا عمر بن الرّبيع بن سليمان، قال: حدثنا بكر بن سهلٍ، قال: حدّثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا اللّيث بن سعدٍ، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرٍو، عن أنس بن مالكٍ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: إنّي لأوّل النّاس تنشقّ الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر، آتي باب الجنّة فآخذ حلقته، فيقال: من هذا؟ فأقول: أنا محمّدٌ، فيفتح لي وأدخل، فأجد الجبّار عزّ وجلّ مستقبلي، فأسجد له. في حديثٍ قد تقدّم). [التوحيد: 2/74-75]
قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( ومن أسماء الله عزّ وجلّ: الجواد الجميل الجليل الجامع الجبّار.
...
248 - أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامعٍ، قال: حدثنا عليّ بن عبد العزيز قال: حدّثنا عبد الله بن مسلمة، حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازمٍ، عن أبيه، عن عبيد بن عميرٍ، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأخذ الجبّار سماواته وأرضيه وقبض يديه وجعل يقبضهما ويبسطهما، ثمّ يقول: أنا الجبّار أين الجبّارون أين المتكبّرون). [التوحيد: 2/101]