ما يحمل الحاسد على الحسد
قالَ عَطِيَّة مُحَمَّد سَالِم (ت: 1420هـ): (أسبابُ الحَسَدِ:
وبتَأَمُّلِ القِصَّةِ، يَظهَرُ أنَّ الحامِلَ على الحَسَدِ أصْلُه أمرانِ:
الأوَّلُ: ازْدراءُ المحسودِ.
والثاني: إعجابُ الحاسِدِ بنَفْسِه؛ كما قالَ إبليسُ مُعَلِّلاً لامتناعِه مِن السجودِ: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ}[الأعراف: 12].
ثم فَصَّلَ معنَى الخَيْرِيَّةِ المَزعومةِ بقولِه: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12)}[الأعراف: 12] ويَلْحَقُ بذلك جميعُ الأسبابِ.
وقد ذَكَرُوا منها التَّعَزُّزَ في نفْسِه، ولا يُريدُ لأَحَدٍ أنْ يَرتفِعَ عليه، والتعَجُّبَ بأنْ يُعْجَبَ بنفْسِه، ولا يَرَى أحداً أَوْلَى منه، والخوْفَ مِن فَواتِ المَقَاصِدِ عندَ شَخْصٍ إذا رآه سيَسْتَغْنِي عنه، وحُبَّ الرئاسةِ مِمَّن لا يُريدُ لأحَدٍ أنْ يَتقدَّمَ عليه في أيِّ فَنٍّ أو مَجَالٍ.
وذكَرَها الرَّازِيُّ نَقْلاً عن الغزالِيِّ.
ومِن هنا لا نَرَى مُعْجَباً بنفْسِه قَطُّ إلاَّ ويَزدرِي الآخَرِينَ ويَحْسُدُهم على أَدْنَى نِعمةٍ أَنْعَمَها اللَّهُ عليهم. عافانَا اللَّهُ مِن ذلك).[تتمة أضواء البيان: 9/346]