ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم بمن سحره؟
قالَ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت:211هـ): (عن مَعْمَرٍ، عن الزهريِّ، عن ابنِ المسيَّبِ وعروةَ بنِ الزُّبيرِ، أنَّ يهودَ بني زُرَيقٍ سَحَرُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وَلَمْ يُذْكَرْ أنَّه قَتَلَ مِنْهُم أَحَدًا). [مصنف عبد الرزاق:6/65]
قالَ عبدُ اللهِ بنُ محمَّدٍ ابنُ أبي شَيبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنا أبو مُعَاويةَ، عَنِ الأعمَشِ، عَن يزيدَ بنِ حَيَّان، عَن زَيدِ بنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ منَ اليهودِ، فَاشْتَكَى النَّبيُّ صلَّى اللهُعليهِ وسلَّمَ لِذلكَ أياماً، فَأتَاهُ جبرِيلُ فَقَالَ: إنَّ رَجُلاً منَ اليهودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لكَ عُقَداً، فأرسلَ إليهَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عليًّا، فاستخرَجَها، فجَاءَ بهَا، فجَعَلَ كُلَّمَا حَلَّ عُقْدَةً وجَدَ لذلكَ خِفَّةً، فقَامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كأنَّمَا نُشِطَ من عِقَالٍ، فمَا ذكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ذلكَ اليهوديَّ ولا رَآه في وَجهِهِ قَطُّ). [مصنف ابن أبي شيبة:5/435] (م)
قالَ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حنبلٍ الشَّيْبَانيُّ (ت:241هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَحَرَ النَّبيَّ -صلى اللهُ عليه وسلم- رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ. قَالَ: فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّاماً. قَالَ فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ اليَهُودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لَكَ عُقَداً عُقَداً في بِئْرِ كَذَا وَكَذَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مَنْ يَجِيءُ بِهَا. فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللهُ عليه وسلم- عَلِيًّا فَاسْتَخْرَجَهَا، فَجَاءَ بِهَا فَحَلَّلَهَا. قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللهُ عليه وسلَّمَ- كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَمَا ذَكَرَ لِذَلِكَ اليَهُودِيِّ وَلا رَآهُ في وَجْهِهِ قَطُّ حَتَّى مَاتَ). [مسند الإمام أحمد:32/14]
قالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيُّ (ت: 283هـ): (فكَانَ لَبِيدٌ بَعْدَ ذَلِكَ يَأْتِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فمَا رَأَى فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، وَلا ذَاكَرَهُ ذَلِكَ). [تفسير التستري: 210]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ (ت: 427هـ): (قالَ: فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ، أفلا نَأْخُذُ الخَبِيثَ فنَقْتُلُه؟ فقالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا)).
قالَتْ عائشةُ: ما غَضِبَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غضباً يَنْتَقِمُ مِن أحدٍ لنفسِه قَطُّ، إلاَّ أنْ يكونَ شيئاً هو للهِ سُبْحَانَهُ، فيَغْضَبُ للهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى ويَنْتَقِمُ). [الكشف والبيان: 10/338-339]