الترهيب من عمل السحر وتعلمه
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (فِي التَّرْهِيبِ مِن تَعَلُّمِ السِّحْرِ وَعَمَلِهِ آيَاتٌ عَظِيمَةٌ فِيهَا أَبلَغُ الزَّجْرِ عَن هَذَا العَمَلِ القَبيحِ:
قَالَ اللهُ تَعَالَى: {واتَّبعُوا ما تَتْلُو الشَّياطينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ومَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ ببَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتنةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بهِ بينَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بضَارِّينَ بهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بإذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبئْسَ مَا شَرَوْا بهِ أَنْفُسَهُمْ لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ . وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)} [البقرة: 102]. وقال: {ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حيثُ أَتَى (69)} [طه: 69]، وقال: {ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)} [يونس: 77] ).
حديث أبي هريرة
قالَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيُّ (ت:256هـ):( حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ »
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ؟
قَالَ: « الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاتِ » ). [صحيح البخاري/ كتاب الوصايا]
قالَ مُحْيِي الدِّين يَحْيَى بنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت:676هـ): (وَأَمَّا الموبقَاتُ فَهِيَ المُهْلِكَاتُ، يُقَالُ: وَبَقَ الرَّجُلُ -بفَتْحِ البَاءِ- يَبِقُ -بكَسْرِهَا-وَوُبِقَ -بضَمِّ الوَاوِ وَكَسْرِ البَاءِ- يُوبَقُ، إذَا هَلَكَ، وَأَوْبَقَ غَيْرَهُ أَيْ أَهْلَكَهُ). [شرح صحيح مسلم: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (هذا الحديثُ رواه البخاريُّ ومسلمٌ وأبو داود والنَّسائيُّ وأبو عوانةَ والطحاويُّ وابنُ حِبانَوابنُ أبي عاصمٍ في كتابِ الجهادِوالبيهقيُّ، كلُّهم من طُرُقٍ عن سليمانَ بنِ بلالٍ عن ثورِ بنِ زيدٍ عن أبي الغيثِ عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه به).
حديث آخر لأبي هريرة
قال أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسائيُّ (ت:303هـ): (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَيْسَرَةَ المِنْقَرِيُّ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ » ). [السنن الكبرى: برقم 3542]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: ( هذا الحديثُ رواه النسائيُّ فِي السُّننِ الكُبرَى وَالصُّغرَى وَابنُ عديٍّ والطبرانيُّ في الأوسطِ كلُّهم من طريقِ عبادِ بنِ ميسرةَ المِنْقَرِيِّ عن الحسنِ عن أبي هريرةَ به.
وَسماعُ الحسنِ من أبي هريرةَ مختلفٌ فيه، والصَّحيحُ أنه سمع منه أحاديثَ فقد صح َّعنه التصريحُ بالسماعِ.
وعبادٌ ضعَّفه أحمدُ، وقالَ يَحيى بنُ مَعينٍ: لا بأسَ به، وقال ابنُ عَدِيٍّ: هو ممن يُكتَبُ حديثُه.
وَقَدْ رَوَى عبدُ الرزاقِ عن أبانٍ عن الحسنِ نحوَه مرسلاً، ولفظُه: « مَنْ عَقَد عُقْدَةً فِيهَا رُقْيَةٌ فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ عَلَّقَ عُلْقَةً وُكِلَ إِلَيْهَا».
وأبانُ هو ابنُ أبي عياشٍ، متروكُ الحديثِ.
قال ابنُ حجرٍ: حكى الخليليُّ في الإرشادِ بسندٍ صحيحٍ أن أحمدَ قالَ ليحيى بنِ مَعينٍ وهو يكتُبُ عن عبدِ الرزاقِ عن معمرٍ عن أبانٍ نسخةً: تكتُبُ هذه وأنت تعلَمُ أن أبانَ كذابٌ؟
فقال: يرحمُك اللهُ يا أبا عبدِ اللهِ، أكتبُها وأحفظُها حتى إذا جاء كذابٌ يرويها عن معمرٍ عن ثابتٍ عن أنسٍ أقولُ له: كذبت إنما هو أبانُ).
قالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ المَاوَرْدِيُّ (ت: 450هـ): (وقد رَوَى الحَسَنُ عن أبي هُريرةَ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أنه قالَ: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ))). [النكت والعيون: 6/ 375-376]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (ورَوَى النَّسَائِيُّ عن أَبِي هُرَيْرَةَ, قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا، فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)) ). [الجامع لأحكام القرآن: 20/258](م)
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (رَوَى النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا، فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)) ). [اللباب: 20/573]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ النسائيُّ وَابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، فَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ))). [الدر المنثور: 15/801]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ وَابنُ مَرْدُويَه عن أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ)) ). [فتح القدير: 5/760]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (وأَخْرَجَ النسائيُّ وَابنُ مَرْدُوَيْهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ)) ). [فتح البيان: 15/461] (م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْن عَاشُور (ت: 1393هـ): (والعُقَدُ: جَمْعُ عُقْدَةٍ، وهي ربْطٌ في خَيْطٍ أو وَتَرٍ يَزعُمُ السحَرَةُ أنَّ سِحْرَ المَسحورِ يَستَمِرُّ ما دامَتْ تلك العُقدةُ مَعقودةً، ولذلك يَخافونَ مِن حَلِّها، فيَدْفِنُونَها أو يُخَبِّئُونَها في مَحَلٍّ لا يُهتَدَى إليه). [التحرير والتنوير: 30/628]
مرسل صفوان بن سليم
قالَ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت:211هـ): (عَنْ إبراهيمَ، عن صَفْوانَ بنِ سُليمٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ تَعَلَّمَ شَيْئًا مِنَ السِّحْرِ قَلِيلاً أَوْ كَثِيرًا كَانَ آخِرَ عَهْدِهِ مِنَ اللهِ » ). [مصنف عبد الرزاق:1/179]