تعليق التمائم من القرآن والأدعية الصالحة
أثر عبد الله بن عمرو بن العاص
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ فِي نَوْمِهِ فَلْيَقُلْ: ((أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَسُوءِ عِقَابِهِ، وَمِنْ شَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ شَرِّ الشَّيَاطِينِ وَمَا يَحْضُرُونِ)).
فَكَانَ عَبْدُ اللهِ يُعَلِّمُهَا وَلَدَهُ مَنْ أَدْرَكَ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْ، كَتَبَهَا وَعَلَّقَهَا عَلَيْهِ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواهُ ابنُ أبي شيبةَ وأحمدُ وأبو داودَ وَالتِّرمذيُّ وَأبو بكرٍ الإسْماعِيليُّ وابنُ السُّنيِّ وَالحاكمُ وَالبيهقيُّ فِي الآدَابِ وابنُ عبدِ البرِّ فِي التَّمهيدِ، كُلُّهُم من طُرُقٍ عن مُحَمَّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ يَسَارٍ عَن عَمرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبيهِ عَن جَدِّهِ، وَابنُ إِسْحَاقَ مُدَلِّسٌ وَقَدْ عَنْعَنَ.
قالَ الألبانيُّ: (لكنَّ ابنَ إِسحاقَ مدلِّسٌ، وقدْ عَنْعَنَهُ فِي جميعِ الطُّرُقِ عنهُ، وَهذِهِ الزِّيَادَةُ مُنكَرَةٌ عِنْدِي لِتَفَرُّدِهِ بهَا، وَاللهُ أَعْلَمُ).
أثر سعيد بن المسيب
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبِ عَنِ التَّعْوِيذِ؟ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ إِذَا كَانَ فِي أَدِيمٍ).[مصنف ابن أبي شيبة:7/399]
أثر عطاء بن أبي رباح
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ؛ فِي الحَائِضِ يَكُونُ علَيْهَا التَّعْوِيذُ، قَالَ: إِنْ كَانَ فِي أَدِيمٍ، فَلْتَنْزِعْهُ، وَإِنْ كَانَ فِي قَصَبَةِ فِضَّةٍ، فَإِنْ شَاءَتْ وَضَعَتْهُ، وَإِنْ شَاءَتْ لَمْ تَضَعْهُ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]
أثر مجاهد بن جبر
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ ثُوَيْرٍ، قَالَ: كَانَ مُجَاهِدٌ يَكْتُبُ للنَّاسِ التَّعْوِيذَ فَيُعَلِّقُهُ عَلَيْهِمْ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]
أثر محمد بن علي بن الحسين
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ حَسَنٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَكْتُبَ القُرْآنَ فِي أَدِيمٍ، ثُمَّ يُعَلِّقُهُ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]
قالَ ابنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (ت:751هـ): (قالَ المروزيُّ: وَقَرَأَ عَلَى أَبي عَبْدِ اللهِ - وَأَنَا أَسْمَعُ - أَبُو المنذِرِ عَمْرُو بنُ مُجَمِّعٍ، حدَّثَنا يونسُ بنُ حبَّانَ، قالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ أَنْ أُعَلِّقَ التَّعْوِيذَ، فَقَالَ: إِن كَانَ مِن كِتَابِ اللهِ أَو كَلامٍ عَن نَبيِّ اللهِ فَعَلِّقْهُ، واسْتَشْفِ بهِ مَا اسْتَطَعْتَ.
قلتُ: أَكْتبُ هَذِهِ مِنْ حُمَّى الرِّبْعِ: باسْمِ اللهِ، وَباللهِ، وَمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ... إِلَى آخِرِه؟
قالَ: إِي نَعَمْ.
وَذَكَرَ أَحْمَدُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَغَيْرِهَا أَنَّهَمْ سَهَّلُوا فِي ذَلِكَ.
قالَ حَرْبٌ: وَلَمْ يُشَدِّدْ فِيهِ أَحْمَدُ بنُ حَنبَلٍ.
قالَ أَحْمَدُ: وَكَانَ ابنُ مَسْعُودٍ يَكْرَهُهُ كَرَاهَةً شَدِيدَةً جِدًّا.
وَقالَ أَحْمَدُ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ التَّمَائِمِ تُعَلَّقُ بَعْدَ نُزُولِ البَلاءِ، قَالَ: أَرْجُو أَن لا يَكُونَ بهِ بَأْسٌ). [زاد المعاد:4/358]
أثر محمد بن سيرين
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ؛ أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى بَأْسًا بِالشَّيْءِ مِنَ القُرْآنِ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/399]
أقوال العلماء
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بنِ الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ (ت: 604هـ): (واخْتَلَفوا في التَّعليقِ، فرُوِيَ أَنَّه عَلَيْهِ السَّلامُ قالَ: ((مَنْ عَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)) وعن ابنِ مَسْعُودٍ: أَنَّه رَأَى علَى أُمِّ وَلَدِه تَمِيمةً مَرْبَوطَةً بعَضُدِهَا، فجَذَبَها جَذْبًا عَنِيفًا فقَطَعَها، ومنهم مَن جَوَّزَه، سُئِلَ الباقِرُ عَلَيْهِ السَّلامُ عن التَّعْويذِ يُعَلَّقُ علَى الصِّبْيانِ فرَخَّصَ فيه). [التفسير الكبير: 32/174]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (ورَوَى النَّسَائِيُّ عن أَبِي هُرَيْرَةَ, قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا، فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)) ). [الجامع لأحكام القرآن: 20/258]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (رَوَى النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا، فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)) ). [اللباب: 20/573]
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 728هـ):(واخْتُلِفَ في التعليقِ، فرُوِيَ أنه صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ((مَنْ عَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)).
وعن ابنِ مسعودٍ: أنَّه رَأَى على أمِّ وَلَدِه تَمِيمَةً مَرْبوطةً بعَضُدِها, فجَذَبَها جَذْبًا عَنِيفًا فقَطَعَها.
ومنهم مَن جَوَّزَهُ، سُئِلَ الباقِرُ رَضِيَ اللهُ عنه عن التَّعْوِيذِ يُعَلَّقُ على الصِّبْيانِ، فرَخَّصَ فيهِ). [غرائب القرآن: 30/226]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُفْلِحِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيُّ (ت:763هـ): (فَصْلٌ فِيمَا يَجُوزُ مِنَ التَّمَائِمِ وَالتَّعَاوِيذِ وَالكِتَابَةِ لِلْمَرَضِ وَاللَّدْغِ وَالعَيْنِ وَنَحْوِهِ، (تُكْرَهُ التَّمَائِمُ وَنَحْوُهَا) كَذَا قِيلَ تُكْرَهُ، وَالصَّوَابُ مَا يَأْتِي مِنْ تَحْرِيمِهِ لِمَنْ لَمْ يُرْقَ عَلَيْهِ قُرْآنٌ أَوْ ذِكْرٌ أَوْ دُعَاءٌ وَإِلاَّ احْتَمَلَ وَجْهَيْنِ.
وَيَأْتِي أَنَّ الجَوَازَ قَوْلُ القَاضِي وَأَنَّ المَنْعَ ظَاهِرُ الخَبَرِ وَالأَثَرِ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ.
وَتُبَاحُ قِلادَةٌ فِيهَا قُرْآنٌ أَوْ ذِكْرٌ غَيْرُهُ وَتَعْلِيقُ مَا هُمَا فِيهِ نُصَّ عَلَيْهِ.
وَكَذَا التَّعَاوِيذُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يُكْتَبَ القُرْآنُ أَوْ ذِكْرٌ غَيْرُهُ فِي إنَاءٍ خَالٍ بِالعَرَبِيِّ ثُمَّ يُسْقَى مِنْهُ المَرِيضُ وَالمُطَلَّقَةُ.
وَأَنْ يُكْتَبَ لِلْحُمَّى وَالنَّمْلَةِ وَالعَقْرَبِ وَالحَيَّةِ وَالصُّدَاعِ وَالعَيْنِ مَا يَجُوزُ، وَيُرْقَى مِنْ ذَلِكَ بِقُرْآنٍ، وَمَا وَرَدَ فِيهِ مِنْ دُعَاءٍ وَذِكْرٍ. وَيُكْرَهُ بِغَيْرِ العَرَبِيَّةِ.
وَتَحْرُمُ الرُّقَى وَالتَّعَوُّذُ بِطلسَمٍ وَعَزِيمَةٍ.
قَالَ ابْنُ عَقِيلٍ فِي الفُنُونِ: قَالَ المَأْمُونُ وَهُوَ صَاحِبُ الزِّيجِ المَأْمُونِيُّ: لَوْ صَحَّ الكِيمْيَاءُ مَا احْتَجْنَا إلَى الخَرَاجِ، وَلَوْ صَحَّ الطَّلْسَمُ مَا احْتَجْنَا إلَى الأَجْنَادِ وَالحَرَسِ، وَلَوْ صَحَّتِ النُّجُومُ مَا احْتَجْنَا إلَى البَرِيدِ). [الآداب الشرعية:3/]
قالَ مُحَمَّدٌ ناصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ (ت:1420هـ): (التميمة: خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم؛ فأبطلها الإسلام كما في " النهاية " لابن الأثير.
قلت: ولا تزال هذه الضلالة فاشية بين البدو والفلاحين وبعض المدنيين ومثلها الخرزات التي يضعها بعض السائقين أمامهم في السيارة يعلقونها على المرآة !
وبعضهم يعلق نعلا في مقدمة السيارة أو في مؤخرتها ! وغيرهم يعلقون نعل فرس في واجهة الدار أو الدكان ! كل ذلك لدفع العين زعموا، وغير ذلك مما عم وطم بسبب الجهل بالتوحيد، وما ينافيه من الشركيات والوثنيات التي ما بعثت الرسل وأنزلت الكتب إلا من أجل إبطالها والقضاء عليها، فإلى الله المشتكى من جهل المسلمين اليوم، وبعدهم عن الدين.
ولم يقف الأمر ببعضهم عند مجرد المخالفة، بل تعداه إلى التقرب بها إلى الله تعالى ! فهذا الشيخ الجزولي صاحب " دلائل الخيرات " يقول في الحزب السابع في يوم الأحد ( ص 111 طبع بولاق ): " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، ما سجعت الحمائم، وحمت الحوائم وسرحت البهائم، ونفعت التمائم " !
وتأويل الشارح لـ " الدلائل " بأن " التمائم جمع تميمة وهي الورقة التي يكتب فيها شيء من الأسماء أو الآيات وتعلق على الرأس مثلا للتبرك ".
فمما لا يصح لأن التمائم عند الإطلاق إنما هي الخرزات كما سبق عن ابن الأثير، على أنه لو سلم بهذا التأويل فلا دليل في الشرع على أن التميمة بهذا المعنى تنفع، ولذلك جاء عن بعض السلف كراهة ذلك كما بينته في تعليقي على (الكلم الطيب) (ص 44 - 45 طبع المكتب الإسلامي ). [السلسلة الصحيحة: ]