قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):(والوقف على (فارهبون) [40] حسن غير تام لأن قوله: (وآمنوا) [41] نسق على قوله: (فارهبون). والوقف على (فاتقون) حسن.
والوقف على (الراكعين) [43] حسن).[إيضاح الوقف والابتداء: 1/516]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({فارهبون} كاف، ومثله: {فاتقون} ومثله {وأنتم تعلمون} ومثله {مع الراكعين}).[المكتفى: 164] قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({كافر به- 41- ص} لاتفاق الجملتين، وعلى {قليلا- 41- ز} أجوز لاختلاف النظم بتقديم المفعول.
[علل الوقوف: 1/201]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (يبني إسرائيل ليس بوقف لأنَّ قوله اذكروا أمر لهم وما قبله تنبيه عليهم
أنعمت عليكم (جائز) ومثله أوف بعهدكم وقيل لا يوقف عليه لإيهام الابتداء بإياي أنه أضاف الرهبة إلى نفسه في ظاهر اللفظ وإن كان معلومًا إن الحكاية من الله والمراد بالعهد الذي أمرهم بالوفاء به هو ما أخذ عليهم في التوراة من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وما أمرهم به على ألسنة الرسل إذ كان اسمه صلى الله عليه وسلم وصفاته موجودة عندهم في التوراة والإنجيل
فارهبون (كاف)
لما معكم (جائز)
كافر به (حسن) والضمير في به للقرآن أو للتوراة لأنَّ صفة محمد صلى الله عليه وسلم فيها فبكتمانهم لها صاروا كفارًا بالتوراة فنهوا عن ذلك الكفر
ثمنًا قليلاً (جائز) وفيه ما تقدم من الإيهام بالابتداء بإياي
فاتقون (كاف)
بالباطل ليس بوقف لأنه نهى عن اللبس والكتمان معًا أي لا يكن منكم لبس ولا كتمان فلا يفصل بينهما بالوقف
وأنتم تعلمون (تام)
الزكاة (جائز)
الراكعين (تام) اتفق علماء الرسم على حذف الألف بعد يا النداء من قوله يبني أو يبني آدم حيث وقع وكذا حذفوا الألف التي بعد الباء من البطل كما ترى ورسموا الألف واوًا في الصلوة والزكوة والنجوة ومنوة والحيوة كما تقدم وحذفوا الألف بعد الراء من الراكعين كما ترى).[منار الهدى: 38-39]
- تفسير