قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):(ما يكون لي أن أقول ما ليس لي) [116] وقف حسن. وقال قوم: الوقف (ما يكون لي أن أقول ما ليس لي) ثم تبتدئ: (يحق إن كنت قلته). وهذا خطأ لأن الباء في (حق) تبقى متعلقة بغير شيء ولا يجوز أن
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/627]
يكون هذا يمينا لأن اليمين لا جواب لها ههنا.
(كنت أنت الرقيب عليهم) [117] وقف حسن.
ومثله: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) [119]، (ورضوا عنه).
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/628]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({ما ليس لي بحق} كاف. وقال قائل: الوقف على (ما ليس لي) قال أبو عمرو: وليس بشيء لأن قوله: (بحق) من صلة (لي)، والمعنى: ما يحق لي أن أقول ذلك. وقد آثر بعضهم الوقف على ذلك بأن جعل الباء في قوله: (بحق) صلة لقوله: (فقد علمته) بتقدير: إن كنت قلته فقد علمته بحق. وذلك خطأ لأن التقديم والتأخير مجاز، فلا يستعمل إلا بتوقيف أو بدليل قاطع.
لأنه إذا ابتدأ بذلك فقد جعل أنه قاله. {الرقيب عليهم} كاف. ورؤوس الآي تامة. {صدقهم} كاف. ومثله {ورضوا عنه} ومثله {وما فيهن}. والله أعلم). [المكتفى: 245-246]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({من دون الله- 116- ط}. {ما ليس لي- 116} قد قيل على توهم أن الباء في {بحق} للقسم، وهو تعسف لأن المنكر لا يقسم به، والقسم لإيجاب بالشرط بل الوقف على {بحق- 116- ط}. {علمته- 116- ط}. {نفسك- 116- ط}.
{وربكم- 117- ج} لأن الواو للاستئناف أو الحال، أي: وقد كنت. {فيهم – 117- ج} لأن عامل لما متأخر وفاء
التعقيب دخلها. {عليهم- 117- ط} لن الواو لا يحتمل الحال للتعميم في كل شيء. {عبادك- 118- ج} لابتداء الشرط مع الواو. {صدقهم- 119- ط} لاختلاف الجملتين بلا عطف. {أبدا- 119- ط}. {عنه- 119- ط}. {وما فيهن- 120- ط}. [علل الوقوف: 2/469-471]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (من دون الله (حسن) ومثله بحق ووقف بعضهم على ما ليس لي ثم يقول بحق وهذا خطأ من وجهين أحدهما أن حرف الجر لا يعمل فيما قبله الثاني أنه ليس موضع قسم وجواب آخر أنه إن كانت الباء غير متعلقة بشيء فذلك غير جائز وإن كانت للقسم لم يجز لأنَّه لا جواب هنا وإن كان ينوي بها التأخير وإن الباء متعلقة بقلته إي إن كنت قلته فقد علمته بحق فليس خطأ على المجاز لكنه لا يستعمل كما صح سنده عن أبي هريرة قال لقن عيسى عليه الصلاة والسلام حجته ولقنه الله في قوله لما قال يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس الآية قال أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنه الله حجته بقوله سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق سبحانك
أي تنزيهًا لك أن يقال هذا أو ينطق به
فقد علمته (حسن) ومثله ما في نفسك
الغيوب (تام)
أن اعبدوا الله (جائز) بناءً على أنَّ قوله ربي وربكم من كلام عيسى على إضمار أعني لا على أنَّه صفة
ربي وربكم (حسن) على استئناف ما بعده
فيهم (حسن)
الرقيب عليهم (أحسن) مما قبله
شهيد (تام) للابتداء بالشرط
عبادك (حسن)
الحكيم (تام)
صدقهم (كاف) لاختلاف الجملتين من غير عطف
أبدًا (حسن) وقيل كاف على استئناف ما بعده
ورضوا عنه (كاف))
العظيم (تام)
وما فيهن (كاف)
آخر السورة (تام)).[منار الهدى: 126-127]
- أقوال المفسرين