قوله تعالى: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)}
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (ومن قرأ {وليحكم أهل الإنجيل} بكسر اللام ونصب الميم على أنها لام كي لم يبتدئ بذلك لأنه متعلق بما قبله من قوله: {وآتيناه الإنجيل}. والتقدير: وكي يحكم أهله بما فيه من حكم الله. وقيل: التقدير: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه، أنزلناه عليهم. وهذا حسن، وعليه يحسن الابتداء به لتعلق لام كي بفعل محذوف دل عليه (أنزل). ومن قرأ بإسكان اللام وجزم الميم ابتدأ بذلك لأنه استئناف أمر من الله عز وجل ذلك.{بما أنزل الله فيه} كاف. {الفاسقون} تام).[المكتفى: 241]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({من التوراة- 46- الأولى- ص} لطول الكلام.
{ونور- 46- لا} لأن قوله: {ومصدقًا} عطف على موضع {فيه هدى ونور} أي: آتيناه الإنجيل كائنًا فيه هدى ونور ومصدقًا. {للمتقين- 46- لا} لمن قرأ: {وليحكم} بكسر اللام ونصب الميم، أي: آتيناه الإنجيل [ليحكم أهل الإنجيل]، والواو مقحمة، ومن قرأ بجزم اللام كانت الواو للابتداء إذ لا أمر قبله فينعطف عليه. {أنزل الله فيه – 47- ط}).
[علل الوقوف: 2/456]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (من التوراة الأول (حسن) ولا وقف من قوله
وآتيناه الإنجيل إلى المتقين فلا يوقف على ونور لأنَّه في موضع الحال ومصدقًا عطف عليه ولا يوقف على المعطوف عليه دون المعطوف ولا على التوراة الثاني لأنَّ هدى بعده حال من الإنجيل أو من عيسى أي ذا هدى أو جعل نفس الهدى مبالغة.
للمتقين (كاف) على قراءة الجماعة وليحكم بإسكان اللام وجزم الفعل استئناف أمر من الله تعال وليس بوقف على قراءة حمزة فإنه يقرأ وليحكم بكسر اللام ونصب الميم على أنَّها لام كي وإن جعلت اللام على هذه القراءة متعلقة بقوله وآتيناه الإنجيل فلا يوقف على للمتقين أيضًا وإن جعلت اللام متعلقة بمحذوف تقدير الكلام فيه وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه أنزلناه عليهم جاز الوقف على للمتقين والابتداء بما بعده لتعلق لام كي بفعل محذوف.
بما أنزل الله فيه (كاف)
الفاسقون (تام)).[منار الهدى: 120-121]
- أقوال المفسرين