قوله تعالى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((إذ قلتم سمعنا وأطعنا) [7] وقف حسن.
(شنآن قوم على ألا تعدلوا) [8] وقف حسن تبتدئ: (اعدلوا هو أقرب للتقوى) وقف حسن.
(وعملوا الصالحات) [9] وقف غير تام لأن قوله (لهم مغفرة) هو الكلام المحكي وتأويل القول، كأنه قال: «قال الله لهم مغفرة» (وأجر عظيم)
وقف تام.
(فكف أيديهم عنكم) [11] وقف حسن).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/612-613]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({تشكرون} كاف ومثله {سمعنا وأطعنا}. {بذات الصدور} تام. {على ألا تعدلوا} كاف. ومثله {أقرب للتقوى}.
{خبير بما تعملون} تام. وكذلك {وأجرٌ عظيم}. وكذلك {أصحاب الجحيم}. {أيديهم عنكم} كاف. {المؤمنون} تام).[المكتفى: 234-235]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({واثقكم به- 7 – لا} لأن {إذ} ظرف المواثقة. {وأطعنا- 7- ز} لعطف المتفقتين مع وقوع العارض. {واتقوا الله – 7 – ط}. {بالقسط – 8- ز} لعطف المتفقتين مع زيادة نون التأكيد في المعطوف، وذلك قد يشير إلى الاستئناف.
{أن لا تعدلوا- 8- ط} لاستئناف أمر. {اعدلوا- 8} وقفة لطيفة، لأن الضمير مبتدأ مع شدة اتصال المعنى. {للتقوى- 8- ز}. {واتقوا الله- 8- ط}. الصالحات- 9- لا} لأن الوعد واقع على المغفرة والأجر، وتقديره: أن لهم. {أيديهم عنكم- 11 – ج} لأن الجملتين وإن اتفقتا فقد اعترض الظرف وما انعطف عليه. {واتقوا الله- 11- ط}).
[علل الوقوف: 2/446-447]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (واثقكم به ليس بوقف لأنَّ إذ ظرف المواثقة.
وأطعنا (حسن)
واتقوا الله (أحسن منه)
الصدور (تام) للابتداء بيا النداء.
بالقسط (صالح) وتام عند نافع
أن لا تعدلوا (كاف) ومثله للتقوى
واتقوا الله (أكفى منهما) والوقوف إذا تقاربت يوقف على أحسنها ولا يجمع بينها.
بما تعملون (تام) ومثله الصالحات وإنَّما كان تامًا لأنَّ قوله لهم مغفرة بيان وتفسير للوعد كأنَّه قدم لهم وعدًا فقيل أي شيء وعده لهم فقيل لهم مغفرة وأجر عظيم قاله الزمخشري وقال أبو حيان الجملة مفسرة لا موضع لها من الإعراب ووعد يتعدى لمفعولين أولهما الموصول وثانيهما محذوف تقديره الجنة والجملة مفسرة لذلك لمحذوف تفسير السبب للمسبب لأنَّ الجنة مترتبة على الغفران وحصول الأجر وكونها بيانًا أولى لأنَّ تفسير الملفوظ به أولى من إدعاء تفسير شيء محذوف وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد أنظر أبا حيان.
عظيم (تام) ومثله الجحيم.
عنكم (حسن)
واتقوا الله (أحسن منه) كل ما في كتاب الله من ذكر نعمة فهو بالهاء إلاَّ أحد عشر موضوعًا فهو بالتاء المجرورة وهي واذكروا نعمت الله عليكم في البقرة واذكروا نعمت الله عليكم في آل عمران واذكروا نعمت الله عليكم هنا في هذه السورة وبدلوا نعمت الله في إبراهيم وفيها وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها وبنعمت الله ويعرفون نعمت الله واشكروا نعمت الله في النحل وبنعمت الله في لقمان واذكروا نعمت الله في فاطر وبنعمت ربك في الطور.
المؤمنون (تام)).[منار الهدى: 115-116]
- أقوال المفسرين