قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) }
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((لتعلموا عدد السنين والحساب) [5].
(ما خلق الله ذلك إلا بالحق) حسن ثم تبتدئ: (نفصل) بالنون. وكذلك قرأ نافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي. وكان أبو عمرو يقرأها: (يفصل) بالياء. فعلى قراءة أبي عمرو الوقف (لقوم يعلمون).)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/703-704]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({والحساب} كاف. {إلا بالحق} كاف لمن قرأ {نفصل الآيات}
بالنون. ومن قرأ بالياء لم يكف الوقف على (بالحق)، لأن ما بعده راجع إلى اسم الله عز وجل في قوله: {ما خلق الله} فلا يقطع منه. {يعلمون} تام. ومثله {يتقون}.)[المكتفى: 303-304]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ( {والحساب- 5- ط}. {إلا بالحق- 5- ط} لمن قرأ {نفصل} بالنون، ومن قرأ بالياء أمكنه أن يجعل {يفصل} حالاً.)[علل الوقوف: 2/565]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (والحساب (حسن) سئل أبو عمرو عن الحساب أتنصبه أم تجره أي هل تعطفه على عدد فتنصبه أو على السنين فتجره فقال لا يمكن جره إذ يقتضي ذلك أن يعلم عدد الحساب ولا يقدر أحدًا أن يعلم عدده
إلاَّ بالحق (كاف) على قراءة نفصل بالنون وهي قراءة العامة وليس بوقف لمن قرأ بالتحتية لأنَّ الكلام يكون متصلاً لأنَّ ما بعده راجع إلى اسم الله تعالى في قوله ما خلق الله ذلك فلا يقطع منه
يعلمون (تام) ومثله يتقون)[منار الهدى: 173]
- أقوال المفسرين