قوله تعالى: { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) }
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((فيصلب فتأكل الطير من رأسه) [41] تام وإنما صار تامًا لأن المفسرين قالوا: إن يوسف لما عبر رؤياهما على ما يكرهان قالا كذبنا لم ير شيئًا، فقال يوسف: (قضي الأمر الذي فيه تستفيتان))[إيضاح الوقف والابتداء: 2/722]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({من رأسه} تام، لأن يوسف عليه السلام، لما عبر رؤياهما على ما يكرهان
قالا: كذبنا لم نر شيئًا. قال يوسف عليه السلام: {قضي الذي فيه تستفتيان}. وهو قول ابن منبه وقتادة. {بضع سنين} تام.)[المكتفى: 326-327]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (خمرا- 41- ج}. فصلا بين الجوابين مع اتفاق الجملتين.
{من رأسه- 41- ط}. لأن قوله: {قضي} جواب قولهما كذبنا وما رأينا رؤيا. {تستفتيان- 41- ط}. لتخصيص أحدهما بالخطاب بعد الفراغ منهما في الجواب. {عند ربك- 42- ز}.
لاحتمال أن الإنساء كان للناجي [على تقدير: فأنساه الشيطان ذكره لربه، فاختلفت الجملتان] معنى مع اتفاقهما نظمًا، وعطف {فلبث} على {فأنساه الشيطان} يؤيد الوصل. {سنين- 42- ط}.)[علل الوقوف: 2/599-600]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (فيسقي ربه خمرا (حسن) للفصل بين الجوابين مع اتفاق الجملتين ومثله من رأسه لأنَّ قوله قضي الأمر جواب قولهما ما رأينا وذلك أنهما رجعا عن الرؤيا لما فسرها السيد يوسف عليه الصلاة والسلام قالا كذبنا وما رأينا شيًا فقال لهما قضي الأمر الذي فيه تستفتيان.
تستفتيان (تام) وأفرد الأمر وإن كان أمر هذا غير أمر هذا التخصيص أحدهما بالخطاب بعد الفراغ منهما بالجواب.
عند ربك (جائز) ومثله ذكر ربه.
بضع سنين (تام))[منار الهدى: 193]
- أقوال المفسرين