قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((حتى يبلغ أشده) [34] حسن.
ومثله: (إليك ربك من الحكمة) [39]).[إيضاح الوقف والابتداء: 2/753]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({إلا بالحق} كاف. وقيل: تام. ومثله {حتى يبلغ أشده} ومثله {من الحكمة}.).[المكتفى: 360]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ( {أشده- 34- ص}. {بالعهد- 34- ج} على تقدير: فإن. {المستقيم- 35- ط}. {به علم- 36- ط}. {مرحا- 37- ج} لاحتمال إضمار الفاء أو اللام.
{من الحكمة- 39- ط}).[علل الوقوف: 2/648]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (أشده (حسن) ومثله بالعهد على تقدير مضاف أي فإنَّ ذا العهد كان مسؤولاً إن لم يف للمعاهد وظاهر الآية إنَّ العهد هو المسؤول من المعاهد أن يفي به ولا يضيعه
مسؤولاً (كاف) ومثله المستقيم
تأويلاً (تام)
به علم (كاف)
مسؤولاً (تام)
مرحًا (حسن)
طولاً (كاف)
سيئه عند ربك (حسن) على قراءة من قرأ سيئة بالتأنيث والنصب وجعله خبر كان وينصب مكروها بفعل مقدر تقديره وكان مكرهًا ففصل بينهما لئلا يتوهم أنَّه نعت لما قبله وليس بوقف إن جعل مكروها
خبرا ثانيا وأما من قرأ سيئه بالرفع والتذكير على أنَّه اسم كان ومكروها الخبر فالوقف عليه كاف وبها قرأ ابن عامر وعليها فلا يوقف على سيئه لئلاَّ يبتدأ بمنصوب لا دليل في الكلام على إعرابه ولا على معناه فلا فائدة فيه وأضاف السيء إلى هاء المذكور إشارة إلى جميع ما تقدم وفيه السيء والحسن ولم يقل مكروهة لأنَّ السيئة تؤوّل بتأويل السيء ويؤيد هذه القراءة قراءة عبد الله كل ذلك كان سيآته مكروها بالجمع مضافًا للضمير راجع السمين
من الحكمة (حسن)
إلهًا آخر ليس بوقف لأنَّ جواب النهي لم يأت
مدحورًا (تام)).[منار الهدى: 223-224]
- أقوال المفسرين