قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (53)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((وكان حقا علينا نصر المؤمنين) [47] الاختيار ا، يكون «النصر» اسم (كان) و«الحق» خبر (كان) و«على» متعلقة بـ«الحق» كأنه قال: وكان نصر المؤمنين حقًا علينا.
ويجوز أن تضمر في (كان) اسمها وتنصب «الحق» على الخبر، فترفع «النصر» بـ«على» كأنك قلت: فانتقمنا من الذين أجرموا وكان انتقامنا حقًا. فيحسن الوقف ههنا ثم تبتدئ: (علينا نصر المؤمنين) [أي]: إن علينا أن ننصر المؤمنين بالانتقام من أعدائهم وهم الذين أجرموا. ومن الوجه الأول لا يحسن الوقف على «الحق» ويتم الكلام على (المؤمنين).)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/834-835]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({وكان حقًا} كاف إذا أضمر اسم (كان)
وجعل (حقًا) خبرها، والتقدير: وكان انتقامنا حقًا. ثم يبتدأ {علينا نصر المؤمنين} ابتداء وخبر. فإن جعل الـ {نصر} اسم (كان) و(حقًا) خبرها، و(على) متعلقة بـ (الحق)، والتقدير: وكان نصر المؤمنين حقًا علينا، وقف على (المؤمنين) وهو الوجه.)[المكتفى: 449-450]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({أجرموا- 47- ط}. [{حقا- 47- لا}] أي: وكان ذلك الانتقام حقًا، ثم يبتدأ
بقوله: [{علينا} أي: واجب] علينا [نصر المؤمنين]. والأول أصح. {من خلاله- 48- ج} للابتداء بإذا مع فاء التعقيب. {يستبشرون- 48- } قد يوصل على معنى: صاروا مستبشرين ولو كانوا قبل ذلك مبلسين، والوجه الوقف للآية، على أن تجعل {إن} للنفي، واللام بمعنى إلا، أي: ما كانوا من قبل إلا مبلسين. {بعد موتها- 50- ط}. {الموتى- 50- ج} وإن اتفقت الجملتان، ولكن في الأولى زيادة {إن}، وفي الثانية العدول عن بيان الأخبار على التخصيص إلى بيان القدرة على الأشياء بالتعميم.
{عن ضلالتهم- 53- ط}.)[علل الوقوف: 2/801-803]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (بالبينات (جائز)
من الذين أجرموا (حسن)
وكان حقًا (جائز) أي وكان الانتقام منهم حقًا فاسم كان مضمر وحقًا خبرها ثم تبتدئ علينا نصر المؤمنين فنصر مبتدأ وعلينا خبره وليس بوقف إن جعل نصر اسم كان وحقًا خبرها وعلينا متعلق بحقًا والتقدير وكان نصر المؤمنين حقًا علينا قال أبو حاتم وهذا أوجه من الأول لوجهين أحدهما أنَّه لا يحتاج إلى تقدير محذوف والثاني من حيث المعنى وذلك أي الوقف على حقًا يوجب الانتقام ويوجب نصر المؤمنين قاله الكواشي
نصر المؤمنين (تام)
من خلاله (حسن)
يسبشرون (كاف) ومثله لمبلسين ولك أن تجعل أن بمعنى ما واللام بمعنى إلاَّ أي ما كانوا من قبل نزول المطر إلاَّ مبلسين أي آيسين من نزوله
بعد موتها (حسن)
الموتى (جائز)
قدير (تام)
فرأوه مصفرًا ليس بوقف لأنَّ اللام في ولئن مؤذنة بقسم محذوف وجوابه لظلوا
يكفرون (تام)
لا تسمع الموتى (حسن) على قراءة ابن كثير ولا يسمع الثانية بالياء المفتوحة وفتح الميم والصمّ بالرفع الدعاء وليس بوقف على قراءة تسمع بالفوقية المضمومة وكسر الميم والصم بالنصب لتعلق ما بعده بما قبله من الخطاب
مدبرين (كاف)
عن ضلالتهم (حسن) ومثله بآياتنا
مسلمون (تام))[منار الهدى: 301]
- أقوال المفسرين