مواضع اختلاف العدد
مواضع اختلاف العدد
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (اختلافها ثلاث آيات:
{من الحق شيئا} عدها الكوفي ولم يعدها الباقون
{عن من تولى} عدها الشامي ولم يعدها الباقون
{الحياة الدنيا} لم يعدها الشامي وعدها الباقون). [البيان: 234]
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ): (ومصفوفة اترك مع يدعون تصبروا ....... ونجم سرى أصلا وكوف سنا بدر
له شيئا الثاني تولى بعيد عن ....... لشام له الدنيا اتركن تضحكون أمر). [ناظمة الزهر: 176-180] (م)
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (ص: له شيئا الثاني تولى بعيد عن ....... لشام له الدنيا اتركن تضحكون أمر
اللغة: امر. أمر من مري الناقة إذا استخرج لبنها وقد مر نظيره.
الإعراب: له خبر مقدم وضميره يعود على الكوفي. وشيئًا لفظ قرآني مبتدأ والثاني صفته. تولى من ألفاظ القرآن مبتدأ. وبعيد ظرف حال من المبتدأ أو من ضمير الخبر مضاف لعن وقوله لشام خبر المبتدأ: له متعلق باتركن وضميره للشامي والدنيا مفعول اتركن وتضحكون مفعول مقدم لأتركن في البيت الآتي. وقوله أمر أمرية مستأنفة.
المعنى: ذكر أن الكوفي يعد «وإن الظن لا يغني من الحق شيئا» ويتركه غيره. واحترز بقوله الثاني عن الموضع الأول وهو {لا تغني شفاعتهم شيئا} فإنه متروك للجميع. وإن الشامي يعد {فأعرض عن من تولى} ولا يعده غيره وقوله بعيد عن أي الواقع بعد عن قريبًا منها واحترز بذلك عن {أفرأيت الذي تولى} فإنه متفق على عده. ثم أمر بترك عد «ولم يرد إلا الحياة الدنيا للشامي» فيكون معدودًا لغيره. ثم ذكر أن الجميع يتركون عد «وتضحكون» كما سيأتي فتكون الخلاصة أن الكوفي يعد شيئًا والدنيا ويترك تولي. ولذلك زاد عدده على غيره لعده الموضعين معًا. وأن الشامي يعد تولى ويترك شيئًا والدنيا وأن الباقين يعدون الدنيا ويتركون شيئًا وتولى. وجه عد شيئًا الثاني المشاكلة ووجه تركه الإجماع على ترك الموضع الأول – ووجه عد تولي المشاكلة والإجماع على عد مثله في السورة: ووجه تركه شدة تعلق ما بعده به. ووجه عد الدنيا المشاكلة وتمام الكلام عنده. ووجه تركه عدم وقوعه رأس آية في القرآن إلا في موضعين في سورة طه والأعلى فحمله على غالب أحواله أولى من حمله على حالة القلة والندرة.) [معالم اليسر:176-180]
قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (اختلافها ثلاث آيات:
عد الكوفي {لا يغني من الحق شيئا} آية.
وعد الشامي {فأعرض عن من تولى} آية.
وعد الكوفي والمكي والمدنيان والبصري {ولم يرد إلا الحياة الدنيا}). [فنون الأفنان: 278-327]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة النجم: اختلافها ثلاث آيات:
{فأعرض عن من تولى} [الآية: 29] للشامي.
{لا يغني من الحق شيئا} [الآية: 28] للكوفي.
{ولم يرد إلا الحياة الدنيا} [الآية: 29] أسقطها الشامي وحده.
...). [جمال القراء: 1/218]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (خلافها ثلاث من الحق شيئا كوفي عن من تولى شامي إلا الحياة الدنيا غير دمشقي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/499] (م)
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (اختلافهم في ثلاثة مواضع:
الأول: {مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا}[28] عده الكوفي لوجود المشاكلة ولم يعده الباقون لانعقاد الإجماع على ترك عد نظيره في الموضع الأول
الثاني: {عَنْ مَنْ تَوَلَّى} عده الشامي لانعقاد الإجماع [على] عد نظائره ولم يعده الباقون لتعلق ما بعده به
الثالث: {وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} عده غير الشامي للمشاكلة ولم يعده الشامي لأنه عد {عَنْ مَنْ تَوَلَّى} فلم تقع المساواة ولأن كلمة الدنيا لم تقع فاصلة(1) إلا في سورة {طـه} وسورة الأعلى). [القول الوجيز: 301]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ((1) قوله: (لم تقع فاصلة إلخ) غير مسلم به فإن لفظ الدنيا قد وقع رأس آية في سورة (والنازعات)
في قوله تعالى: {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} أيضًا وصفوة القول أن لفظ الدنيا وقع في القرآن الكريم في مائة وخمسة عشر موضعًا، ثلاثة منها رأس آية باتفاق، وهي في طه {إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} والنازعات كما مر، والأعلى {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} واختلف في لفظ الدنيا في موضعين {زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا} في طه، {وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} بسورة النجم فهذه خمسة والباقي متروك بالإجماع.
...تكميـل: يختلف الحمصي عن الدمشقي في {وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} فالحمصي يعدُّ دون الدمشقي، والله أعلم) [التعليق على القول الوجيز: 301-302]
قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ) : (قلت:
والطور في عد الحجازي أهملا ....... والشام دعا مع كوف نقلا
عن من تولى الشام شيئا آخرا ....... كوف ودنيا للدمشقي احظرا
وأقول: ... ودل البيت الثاني على أن قوله تعالى في سورة النجم: {فأعرض عن من تولّى} معدود للشامي ومتروك لغيره. وتقييده بعن من، للاحتراز عن {أفرأيت الّذي تولّى} فإنه معدود للجميع. وعلى أن لفظ شيئا المتأخر في الذكر وهو قوله تعالى: {إنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئًا} عده الكوفي وحده، وتقييده بالآخر لإخراج الأول وهو {لا تغني شفاعتهم شيئًا} فليس معدودا لأحد كما دل على الأمر بحظر أي منع عد قوله تعالى: {ولم يرد إلّا الحياة الدّنيا} للدمشقي، فيكون معدودا للباقين، فمواضع الخلاف في سورة والنجم ثلاثة: {عن من تولّى}، "شيئا"، "الدنيا". والله تعالى أعلم). [نفائس البيان: 61]