قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((السماوات والأرض أن تزولا) [41] حسن.
ومثله: (ما زادهم إلا نفورا) [42].
(ومكر السيء) [43] تام. ومثله: (إلا بأهله)، (إلا سنة الأولين) حسن. ومثله: (لسنة الله تبديلا)، (لسنة الله تحويلا).
(وكانوا أشد منهم قوة) [44] حسن. (ولا في الأرض).
(على ظهرها من دابة) [45]، (إلى أجل مسمى).
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/851]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({إلا نفورًا} كاف. {ومكر السيئ} تام ومثله {إلا بأهله}. {إلا سنت الأولين} كاف. ومثله {تبديلاً} وهو رأس آية في المدني الأخير والبصري والشامي. {تحويلاً} تام.
{أشد منهم قوةً} كاف. ومثله {ولا في الأرض}. {قديرًا} تام. {من دابة} كاف. ومثله {إلى أجلٍ مسمى}. والله أعلم). [المكتفى: 471]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({الأمم- 42- ج}.{نفورًا- 42- لا} لأن {استكبارًا} بدل {نفورًا}.
{ومكر السيء- 43- ط}. {بأهله- 43- ط}. {الأولين- 43- ج} لانتهاء الاستفهام، مع اتصال الفاء.
{تبديلاً- 43- ج} وإن اتفقت الجملتان، ولكن لتفصيل الجملتين بينهما مع تصريح اسم الله في الثانية.
{منهم قوة- 44- ط}. {في الأرض- 44- ط}. {مسمى- 45- ج} لمعنى الشرط في {إذا}، وفاء التعقيب.
[علل الوقوف: 3/841]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (من إحدى الأمم (حسن) وكذا نفورًا إن نصب استكبارًا على المصدر بفعل مضمر كأنه قال يستكبرون استكبارًا وليس بوقف إن نصب استكبارًا على أنه مفعول من أجله أو جعل حالاً فيكون متعلقًا بنفورًا أو بدلاً من نفورًا
ومكر السيء الأول (حسن) والسيء الثاني ليس بوقف لأن ما بعده حرف الاستثناء
إلا بأهله (كاف) ومثله الأولين لتانهي الاستفهام
تبديلاً (حسن) تحويلاً (تام) واتفق علماء الرسم على كتابة سنت الثلاث بالتاء المجرورة
من قبلهم (حسن) ومثله قوة
ولا في الأرض (كاف)
قدير (تام)
من دابة ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله استدراكًا
إلى أجل مسمى (حسن)
أجلهم ليس بوقف لأن قوله فإن الله جواب إذا
آخر السورة (تام))[منار الهدى: 317-318]
- أقوال المفسرين