قوله تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((إن هذا لهو الفوز العظيم) [60] تام.
ومثله: ...(وتذرون أحسن الخالقين. الله ربكم) [125، 126] كان الربيع بن خيثم وأبو إسحاق والحسن ويحيى بن وثاب وابن أبي إسحاق والأعمش وحمزة والكسائي يقرؤون: (الله ربكم) بالنصب. وكان أبو جعفر وشيبة ونافع وابن كثير وعاصم وأبو عمرو يقرؤون: (الله ربكم) بالرفع فمن نصب أو رفع لم يقف على (أحسن الخالقين) على جهة التمام لأن (الله) عز وجل مترجم عن (أحسن) من الوجهين جميعًا.)[إيضاح الوقف والابتداء:2/858 - 859]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (ومن قرأ (الله ربكم ورب آبائكم الأولين) بالرفع على الابتداء وهو خبر ابتداء محذوف وقف على قوله: {أحسن الخالقين}. ومن نصب لم يقف على ذلك إن جعله بدلاً من قوله: (أحسن)، فإن جعله منصوبًا على المدح بتقدير: أعني، وقف على ما قبله.)[المكتفى:478 - 479]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({لمن المرسلين- 123- ط} لأن {إذ} ظرف لمحذوف، أي: اذكر إذ.
{الخالقين- 125- لا} لمن قرأ {الله} بالنصب.
{لمحضرون- 127- لا} للاستثناء. )[علل الوقوف: 3/859]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (لمن المرسلين (كاف) إن علق إذ بمحذوف وجائز إن علق بما قبله
ألا تتقون (كاف)
الخالقين (تام) لمن قرأ الله بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي هو الله أو الله مبتدأ وربكم خبره وعلى القراءتين لا يوقف على ربكم لأن قوله ورب آبائكم معطوف على ما قبله وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بنصب الثلاثة على المدح أو البدل من أحسن أو البيان وليس بوقف لمن نصب الله والباقون بالرفع وروي عن حمزة أنه كان إذا وصل نصب وإذا وقف رفع وهو حسن جدًا وفيه جمع بين الروايتين
الأولين (كاف) على القراءتين
لمحضرون ليس بوقف لحرف الاستثناء
المخلصين (كاف) الآخرين (تام) لأنه آخر قصة
الياسين (كاف) وهو بهمزة مكسورة واللام موصولة بياسين جمع المنسوبين إلى إلياس معه وقرأ نافع وابن عامر آل ياسين بقطع اللام وبالمد في آل وفتح الهمزة وكسر اللام كذا في الإمام آل منفصلة عن ياسين فيكون ياسين نبيًا سلم الله على آله لأجله فيكون ياسين والياس اسمين لهذا النبي الكريم أو أراد بآل ياسين أصحاب نبينا أو أراد بياسين السورة التي نتلوها وهذه الإرادة ضعيفة لأن الكلام في قصة الياس وفي بعض المصاحف سلام على إدريس وعلى إدراسين والباقون بغير مد وإسكان اللام وكسر الهمزة جعلوه اسما واحدًا لنبي مخصوص فيكون السلام على هذه القراءة على من اسمه الياس أصله الياسي كأشعري استثقل تضعيفها فحذفت إحدى ياءي النسب فلما جمع جمع سلامة التقى ساكنان إحدى الياءين وياء الجمع فحذفت أولاهما للاتقاء الساكنين فصار الياسين ومثله الأشعريون
المحسنين (كاف)
المؤمنين (تام) لأنه آخر قصة إلياس)[منار الهدى:325 - 326]
- أقوال المفسرين