قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((إن إلهكم لواحد) [4] جواب القسم وهو وقف حسن ثم تبتدئ: (رب السماوات والأرض) [5] على معنى «هو رب السماوات والأرض».
(ويقذفون من كل جانب. دحورا) [8، 9] وقف حسن. والمعنى «يقذفون من كل جانب طردا وإبعادا» كما قال: {أخرج منها مذموما مدحوار} [الأعراف: 18] وكما قال أمية:
وبإذنه سجدوا لآدم كلهم = إلا لعينا خاطئا مدحورا)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/857]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (جواب القسم: {إن إلهكم لواحد} وهو وقف كاف. {ورب المشارق} التمام.
{من كل جانب} حسن، ورأس آية. وقال يعقوب: هو تمام.
{دحورًا} كاف. وهو مصدر، معناه: طردًا أو إبعادًا. وقال القتبي: هو تام. {ثاقب} تمام القصة. )[المكتفى: 477]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
[{صفا- 1- لا}. {زجرا- 2- لا}. {ذكرا- 3- لا}]. {لواحد- 4- ط}. {المشارق- 5- ط} [{الكواكب- 6- لا}]. {مارد- 7- ج} لأن الجملة تصلح [مستأنفة وصفة بـ{كل}] فإن معناه الجمع. {جانب- 8- ق} قد قيل على تقدير: من كل جانب يرجمون رجومًا، ويدحرون دحورًا. والأصح الوصل، أي: يقذفون بما يدحرون به.
{واصب- 9- لا} للاستثناء. )[علل الوقوف:3/852 - 853]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): ( ولا وقف من أوّلها إلى لواحد فلا يوقف على صفا ولا على زجرًا ولا على ذكرًا لأنّ قوله والصافات قسم وجوابه إن إلهكم فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف
لواحد (تام) إن رفع رب خبر مبتدأ محذوف أي هو رب وكذا إن رفع خبرًا ثانيًا أو نصب بإضمار أعني وليس بوقف إن نصب نعتًا لقوله إلهكم أو رفع بدلاً من قوله لواحد وكان الوقف على المشارق دون ما بينهما لأن ورب المشارق معطوف على ما قبله
المشارق (تام)
الكواكب (كاف) إن نصب وحفظًا بمضمر من لفظه أي وحفظناها حفظًا وليس بوقف إن عطف على زينا فهو معطوف على المعنى دون اللفظ لأن معنى زينا جعلنا الكواكب
زينة وحفظًا
مارد (كاف)
الأعلى (تام) لعدم تعلق ما بعده بما قبله لأنه لا يجوز أن يكون صفة لشيطان إذ يصير التقدير من كل شيطان مارد غير سامع وهو فاسد ورسموا الأعلا بلام ألف كما ترى لا بالياء
من كل جانب (حسن) وهو رأس آية
ودحورًا (أحسن) وإن كان هو ليس رأس آية وهو منصوب بفعل مقدر أي يدحرون دحورًا ويقال دحرته إذا طردته ومنه قول أمية بن أبي الصلت
وبإذنه سجدوا لآدم كلهم = إلا لعينا خاطئًا مدحورا
وقال أبو جعفر نصب دحورًا على القطع بعيد لأنَّ العامل في قوله دحورًا ما قبله أو معناه فأتبعه شهاب ثاقب
واصب ليس بوقف لأن بعده حرف الاستثناء والواصب الدائم ومنه قول الشاعر
لله سلمى حبها واصب = وأنت لا بكر ولا خاطب
ومثله في عدم الوقف الوقف على الخطفة لأن ما بعد الفاء جواب لما قبله
ثاقب (تام) لأنه تمام القصة)[منار الهدى:322 - 323]
- أقوال المفسرين