قوله تعالى: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((وإنك لعلى خلق عظيم) [4] تام.
ومثله: (بأيكم المفتون) [6].
(وهو أعلم بالمهتدين) [7]
(لو تدهن فيدهنون) [9]
(أن كان ذا مال وبنين) [14] قرأ أبو جعفر وحمزة بهمزتين (أأن) بإدخال الاستفهام على (أن). وقرأ شيبة ونافع وأبو عمرو والأعمش والكسائي: (أن كان ذا مال وبنين) بغير استفهام، فمن قرأها بالاستفهام حسن أن يقف على (زنيم) [13] ويبتدئ: (آن كان ذا مال وبنين) على معنى ألأن «كان ذا مال وبنين تطيعه»، ويجوز أن يكون التقدير (ألأن كان ذا مال وبنين). )
(إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) [15] ومن قرأها بغير استفهام لمن يحسن أن يقف على (زنيم) لأن المعنى «لأن كان وبأن كان». فـ «أن» متعلقة بما قبلها.
(سنسمه على الخرطوم) [16] تام.) [إيضاح الوقف والابتداء: 2/943-944]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (وقال المازني: {فستبصر ويبصرون} تام. أي: يوم القيامة. وقال غيره: {بأيكم المفتون} التمام. ومثله {بالمهتدين} ومثله {فيدهنون}.
حدثنا محمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا يحيى بن سلام قال: تفسير الحسن {بأيكم المفتون} يعني بأيكم الضال، والباء صلة. ومن قرأ (أأن كان ذا مال وبنين) على الاستفهام وقف على قوله:
{زنيم} لأن الاستفهام له صدر الكلام، وتقدير ذلك: أأن كان ذا مال وبنين يكفر ويجحد بآياتنا على وجه التوبيخ. ومن قرأ ذلك على الخبر لم يقف على (زنيم) لأن (أن كان ذا مال) متعلق بفعل دل عليه الكلام الذي قبله، والتقدير: يعتدي ويطغى لأن كان ذا مال وبنين.
{على الخرطوم} تام.)) [المكتفى: 581_582]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({عن سبيله- 7- ص} لاتفاق الجملتين.
{مهين- 10- لا} إلى قوله: {وبنين- 14- ط} لمن قرأ {أن كان} مقصورًا، أي: بأن كان، أو لان كان، ومن قرأ [{أأن كان}] مستفهمًا وقف على: {زنيم- 13- } دون: {وبنين- 14- }.) [علل الوقوف: 1033/3-1034]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (بأيِّكم المفتون (تام) ورسموا بأييكم بياءين تحتيتين كما ترى.
عن سبيله (جائز)
بالمهتدين (كاف)
المكذبين (حسن) على استئناف ما بعده
فيدهنون (كاف) على استئناف النهي فإن عطف على النهي الذي قبله لم يوقف على المكذبين ولا على فيدهنون قيل لو مصدرية بمعنى أن أي ودوا إدهانك وإنما لم ينصب الفعل لأنَّه جعل خبر مبتدأ محذوف أي فهم يدهنون وفي بعض المصاحف فيدهنوا قيل نصب على التوهم كأنَّه توهم أنَّه نطق بأن فنصب الفعل على هذا التوهم وهذا على القول بمصدرية لو وقيل نصب على جواب التمني المفهوم من ودوا وجواب لو محذوف تقديره ودوا إدهانك فحذف لدلالة لو وما بعدها عليه وتقدير الجواب لسرُّوا بذلك قال زهير بن أبي سلمى
وفي الصلح إدهان وفي العفو دربة = وفي الصدق منجاة من الشر فاصدق
ولا وقف من قوله ولا تطع إلى زنيم لما فيه من قطع الصفات عن الموصوف وفيه الابتداء بالمجرور.
و زنيم (كاف) لمن قرأ أن كان ذا مال بهمزتين محققتين على الاستفهام التوبيخي لأنَّ الاستفهام له صدر الكلام والتقدير ألأنَّ كان ذا مال وبنين يفعل هذا وبها قرأ حمزة وعاصم وقرأ ابن عامر آن كان ذا مالٍ بهمزة واحدة بعد هامدة وليس بوقف لمن قرأ أن كان بالقصر خبرًا أي لأن كان وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وعاصم في رواية حفص وكذا الكسائي عن أبي بكر عن عاصم وحاصله أنَّك إن علقت أن كان بما قبله لم تقف على زنيم وإن علقته بما بعده وقفت على زنيم.
أساطير الأولين (كاف) على القراءتين.
على الخرطوم (تام) )[منار الهدى: 400-401]
- تفسير