ما ورد في نزول قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} الآية.
- أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: حدثنا عبد الله بن هاشم قال: حدثنا بهز بن أسد قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: (غاب عمي أنس بن النضير -وبه سميت أنساً- عن قتال بدر، فشق عليه لما قدم وقال: غبت عن أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لئن أشهدني الله سبحانه قتالا ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني المسلمين، ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال: أي سعد والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد، فقاتلهم حتى قتل، قال أنس: فوجدناه بين القتلى به بضع وثمانون جراحة من بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم، وقد مثلوا به، فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه، ونزلت هذه الآية {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} قال: فكنا نقول: أنزلت هذه الآية فيه وفي أصحابه). رواه مسلم عن محمد بن حاتم، عن بهز بن أسد.
- أخبرنا سعيد بن أحمد بن جعفر المؤذن قال: أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الزبيبي قال: حدثنا بندار قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي عن ثمامة، عن أنس بن مالك قال: (نزلت هذه الآية في أنس بن النضر {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}). رواه البخاري، عن بندار). [أسباب النزول: 371-372]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر}
نزلت في طلحة بن عبيد الله ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى أصيبت يده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم أوجب لطلحة الجنة)).
- أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله التميمي قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن نصر الرازي قال: أخبرنا العباس بن إسماعيل الرقي قال: حدثنا إسماعيل بن يحيى البغدادي، عن أبي سنان، عن الضحاك، عن النزال بن سبرة، عن علي قال: قالوا: حدثنا عن طلحة. فقال: ذلك امرؤ نزلت فيه آية من كتاب الله تعالى: {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} طلحة ممن قضى نحبه لا حساب عليه فيما يستقبل.
- أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبى قال: حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى عن عيسى بن طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه طلحة فقال: ((هذا ممن قضى نحبه)) ). [أسباب النزول: 372-373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
أخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن أنس قال: (غاب عمي أنس بن النضر عن بدر فكبر عليه، فقال: أول مشهد قد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه، لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أصنع، فشهد يوم أحد، فقاتل حتى قتل، فوجد في جسده بضع وثمانين ما بين ضربة وطعنة ورمية ونزلت هذه الآية: {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه..} إلى آخرها)). [لباب النقول: 207]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}.
البخاري [6 /361]: حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي حدثنا عبد الأعلى عن حميد قال: سألت أنسا. قال: وحدثني عمرو بن زرارة حدثنا زياد قال: حدثني حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه قال: (غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال: اللهم إني اعتذر لك مما صنع هؤلاء –يعني أصحابه- وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء –يعني المشركين- ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع. قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} إلى آخر الآية.
هذا الحديث ذكره أيضا في كتاب التفسير [10/136] مختصرا بسند آخر ينتهي إلى أنس، وقال الحافظ في الفتح [6 /361]، والحافظ ابن كثير في [التفسير: 3 /475] وقد أخرجه مسلم والترمذي والنسائي من رواية ثابت عن أنس. وأخرجه أحمد [3 /194]، والطيالسي [2 /22]، وابن جرير [21/147] وأبو نعيم في الحلية [1/121]، وعبد الله بن المبارك في [الجهاد: 68].). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 183]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين