ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {وَلا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلى عُنُقِكَ} الآية.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن علي بن عمران قال: أخبرنا أبو علي بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي. قال: حدثنا زكرياء بن يحيى الضرير قال: حدثنا سليمان بن سفيان الجهني قال: حدثنا قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: جاء غلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمي تسألك كذا وكذا فقال: ((ما عندنا اليوم شيء)) قال: فتقول لك: اكسني قميصك قال: فخلع قميصه فدفعه إليه وجلس في البيت حاسرًا فأنزل الله سبحانه وتعالى:{وَلا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ} الآية.
وقال جابر بن عبد الله: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعدًا فيما بين أصحابه أتاه صبي فقال: يا رسول الله إن أمي تستكسيك درعًا ولم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قميصه فقال للصبي: ((من ساعة إلى ساعة يظهر كذا فعد إلينا وقتًا آخر)) فعاد إلى أمه فقالت له: إن أمي تستكسيك القميص الذي عليك فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
[أسباب النزول: 294]
داره ونزع قميصه وأعطاه وقعد عريانًا فأذن بلال للصلاة فانتظروه فلم يخرج فشغل قلوب الصحابة فدخل عليه بعضهم فرآه عريانًا فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 295]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29)}
(ك) أخرج سعيد بن منصور عن سيار أبي الحكم قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بز من العراق، وكان معطاء كريما فقسمه بين الناس، فأتاه قوم فوجدوه قد فرغ منه،
[لباب النقول: 160]
فأنزل الله: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها} الآية.
وأخرج ابن مردويه وغيره عن ابن مسعود قال: جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمي تسألك كذا وكذا، قال:((ما عندنا شيء اليوم))قال: فتقول لك اكسني قميصك،فخلع قميصه فدفعه إليه فجلس في البيت حاسرا، فأنزل الله: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29)}.
(ك)، وأخرج أيضا عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: ((أنفق ما على ظهر كتفي))، فقالت: إذا لا يبقى شيء، فأنزل الله: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} الآية.
وظاهر ذلك أنها مدنية). [لباب النقول: 161]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين