ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) )
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الآية: 33].
البخاري [9 /378] حدثنا أحمد حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي سمع أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.
فنزلت: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآية.
الحديث أعاده [379] من طريق شيخه محمد بن النضر أخي شيخه أحمد في الحديث السابق وأخرجه مسلم [17 /139] وابن أبي حاتم [3 /242] والواحدي في أسباب النزول.
سبب آخر:
قال ابن جرير رحمه الله [9 /235] حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: ثنا أبو حذيفة قال: ثنا عكرمة عن أبي زميل عن ابن عباس أن المشركين كانوا يطوفون بالبيت يقولون: لبيك لا شريك لك لبيك، فيقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((قد قد)) فيقولون: لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك، ويقولون: غفرانك غفرانك فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
فقال ابن عباس: كان فيهم أمانان: نبي الله والاستغفار قال: فذهب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبقي الاستغفار: {ما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون} قال: فهذا عذاب الآخرة قال: وذاك عذاب الدنيا.
هذا حديث حسن وأخرجه ابن أبي حاتم [3 /241].
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 116]
ولا مانع أن تكون الآية نزلت في هذا وهذا وأنهما معا كانا سببا لنزول الآية والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 117]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين