ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِن تَستَفتِحوا فَقَد جاءَكُمُ الفَتحُ}
أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال:
حدثني عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: كان المستفتح أبا جهل وإنه
[أسباب النزول:230]
قال حين التقى بالقوم: اللهم أينا كان أقطع للرحم وأتانا بما لم نعرف فأحنه الغداة وكان ذلك استفتاحه فأنزل الله تعالى في ذلك: {إِن تَستَفتِحوا فَقَد جاءَكُم الفتح} إلى قوله: {وَإِنَّ اللهَ مَعَ المُؤمِنينَ} رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن القطيعي عن ابن ابن حنبل عن أبيه عن يعقوب.
وقال السدي والكلبي: كان المشركون حين خرجوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من مكة أخذوا بأستار الكعبة وقالوا: اللهم انصر أعلى الجندين وأهدى الفئتين وأكرم الحزبين وأفضل الدينين فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال عكرمة: قال المشركون: اللهم لا نعرف ما جاء به محمد عليه السلام فافتح بيننا وبينه بالحق فأنزل الله تعالى: {إِن تَستَفتِحوا} الآية). [أسباب النزول:231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)}
[لباب النقول:123]
روى الحاكم عن عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير قال: كان المستفتح أبا جهل فإنه قال حين التقى القوم: اللهم أينا كان أقطع للرحم وأتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة. وكان ذلك استفتاحا فأنزل الله: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} -إلى قوله- {وأن الله مع المؤمنين}.
أخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال: قال أبو جهل يوم بدر: اللهم انصر أعز الفئتين وأكرم الفرقتين، فنزلت). [لباب النقول:124]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [الآية: 19].
ابن جرير [9 /208] قال: حدثنا يحيى بن آدم عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير قال: كان المستفتح يوم بدر أبا جهل قال اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لم نعرف فأحِنْهُ الغداة، فأنزل الله {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ}.
الحديث أصله في [المسند: 5 /431] وليس فيه نزول الآية وأخرجه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولم يخرج مسلم لعبد الله بن ثعلبة فالحديث على شرط البخاري وسكت عليه
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 115]
الذهبي وعزاه الحافظ ابن كثير في [التفسير: 2/296] للنسائي في التفسير وأخرجه الواحدي في أسباب النزول). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 116]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين