نزول قوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَيُطعِمونَ الطَعامَ عَلى حُبِّهِ مِسكينًا} الآية.
قال عطاء عن ابن عباس: وذلك أن علي بن أبي طالب نوبة أجر نفسه يسقي نخلاً بشيء من شعير ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئًا ليأكلوا يقال له: الخزيرة فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ثم عمل الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا يومهم ذلك فأنزلت فيه هذه الآية). [أسباب النزول: 478]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وأنها نزلت في صنيع علي بن أبي طالب في إطعامه عشاءه وعشاء أهله وولده لمسكين ليلة، ثم ليتيم ليلة، ثم لأسير ليلة متواليات.
وقيل: نزلت في صنيع ابن الدحداح والله تعالى أعلم). [المحرر الوجيز: 29/485]م
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقال عبد اللّه بن وهبٍ: أخبرنا ابن زيدٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ هذه السّورة:
{هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر} الآية [الإنسان: 1]، وقد أنزلت عليه وعنده رجلٌ أسود، فلمّا بلغ صفة الجنان، زفر زفرةً فخرجت نفسه.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((أخرج نفس صاحبكم -أو قال: أخيكم-الشوق إلى الجنّة)). مرسلٌ غريبٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)}
(ك)، أخرج ابن المنذر عن ابن جرير في قوله: {وأسيرا} قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يأسر أهل الإسلام ولكنها نزلت في أسارى أهل الشرك كانوا يأسرونهم في الفداء فنزلت فيهم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بالإصلاح إليهم). [لباب النقول: 282]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين