ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمَن أَظلَمُ مِّمَّن اِفتَرى عَلى اللهِ كَذِبًا أَو قالَ أُوُحِيَ إِليَّ} الآية.
نزلت في مسيلمة الكذاب الحنفي كان يسجع ويتكهن ويدعي النبوة ويزعم أن الله أوحى إليه). [أسباب النزول: 215]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمَن قالَ سأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللهُ} الآية.
نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان قد تكلم بالإسلام فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يكتب له شيئًا فلما نزلت الآية التي في المؤمنين: {وَلَقَد خَلَقنا الإِنسانَ مِن سُلالَةٍ} أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله: {ثُمَّ أَنشأَناهُ خَلقًا آَخَرَ} عجب عبد الله في تفصيل خلق الإنسان فقال: {تبارك الله أحسن الخالقين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هكذا أنزلت علي)) فشك عبد الله حينئذ وقال: لئن كان محمد صادقًا لقد أوحي إلي كما أوحي إليه ولئن كان كاذبًا لقد قلت كما قال وذلك قوله: {وَمَن قالَ سأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللهُ} وارتد عن الإسلام وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال: حدثني محمد بن يعقوب الأموي قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: حدثني شرحبيل بن سعد قال: نزلت في عبد الله بن سعد بن سرح قال: سأنزل مثل ما أنزل الله وارتد عن الإسلام فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة فغيبه عنده حتى إذا أطمأن أهل مكة أتى به عثمان رسول الله عليه السلام فاستأمن له). [أسباب النزول: 216]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)}
أخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء}. قال: نزلت في مسيلمة {ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله} قال: نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فيملي عليه عزيز حكيم، فيكتب غفور رحيم، ثم يقرأ عليه فيقول: نعم سواء فرجع عن الإسلام ولحق بقريش
وأخرج عن السدي نحوه وزاد قال: إن كان محمدا يوحى إليه فقد أوحي إلي، وإن كان الله ينزله فقد أنزلت مثل ما أنزل الله، قال محمد سميعا عليما، فقلت أنا عليما حكيما). [لباب النقول: 116]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين