أسباب نزول سورة الصف
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن، قال: أخبرنا محمّد بن كثيرٍ، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلامٍ، قال: قعدنا نفرٌ من أصحاب رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فتذاكرنا، فقلنا: لو نعلم أيّ الأعمال أحبّ إلى الله لعملناه، فأنزل اللّه تعالى {سبّح للّه ما في السّموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم (1) يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون}، قال عبد الله بن سلامٍ: فقرأها علينا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال أبو سلمة: فقرأها علينا ابن سلامٍ قال يحيى: فقرأها علينا أبو سلمة قال ابن كثيرٍ: فقرأها علينا الأوزاعيّ قال عبد الله: فقرأها علينا ابن كثيرٍ.
وقد خولف محمّد بن كثيرٍ، في إسناد هذا الحديث عن الأوزاعيّ.
فروى ابن المبارك، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسارٍ، عن عبد الله بن سلامٍ، أو عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلامٍ.
وروى الوليد بن مسلمٍ، هذا الحديث، عن الأوزاعيّ، نحو رواية محمّد بن كثيرٍ). [سنن الترمذي: 5/268]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، أنبأ العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ، أخبرني أبي، ثنا الأوزاعيّ، وحدّثني أبو بكرٍ محمّد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمّد بن أحمد بن النّضر، ثنا معاوية بن عمرٍو، ثنا أبو إسحاق الفزاريّ، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، حدّثني أبو سلمة، عن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن سلامٍ رضي اللّه عنه، قال: اجتمعنا فتذاكرنا فقلنا: أيّكم يأتي رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ليسأله أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه، ثمّ تفرّقنا وهبنا أن يأتيه منّا أحدٌ فأرسل إلينا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فجمعنا فجعل يومئ بعضنا إلى بعضٍ، " فقرأ علينا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم سبّح للّه ما في السّموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى آخر السّورة قال أبو سلمة: فقرأها علينا عبد اللّه بن سلامٍ من أوّلها إلى آخرها. قال يحيى: فقرأها علينا أبو سلمة من أوّلها إلى آخرها. قال الأوزاعيّ: فقرأها علينا يحيى بن أبي كثيرٍ من أوّلها إلى آخرها. قال أبو إسحاق الفزاريّ وقرأ علينا الأوزاعيّ من أوّلها إلى آخرها. قال معاوية بن عمرٍو وقرأها علينا أبو إسحاق الفزاريّ من أوّلها إلى آخرها. قال محمّد بن أحمد بن النّضر وقرأها علينا معاوية بن عمرٍو من أوّلها إلى آخرها. قال أبو بكر بن بالويه وقرأها علينا محمّد بن أحمد بن النّضر من أوّلها إلى آخرها. قال الحاكم: " وأنا أقول: قرأها علينا أبو بكر بن بالويه من أوّلها إلى آخرها «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/528]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) عبد الله بن سلام - رضي الله عنه -: قال: كنت جالساً في نفرٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر، نقول: لو نعلم أيّ الأعمال أحبّ إلى الله لعملناه؟ فأنزل الله تعالى {سبّح للّه ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم. يا أيّها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون. كبر مقتاً عند اللّه} أي: عظم {أن تقولوا مالا تفعلون} [الصف: 1-3] فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأها علينا. أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
(مقتاً) المقت: أشد البغض). [جامع الأصول: 2/386-387]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: ثنا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء ثنا عبد اللّه يعني: ابن المبارك- عن الأوزاعيّ، حدّثني يحيى بن أبي كثيرٍ، حدّثني هلالٌ أنّ عطاء بن يسارٍ حدّثه أنّ عبد اللّه بن سلامٍ حدّثه- أو قال: حدّثني- أبو سلمة بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن سلام قال: "تذاكرنا بيننا، فقلنا: أيّكم يأتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيسأله أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه- عزّ وجلّ؟ فهبنا أن يقوم منّا أحدٌ، فأرسل إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلًا رجلاً حتى جمعنا، فجئنا يشير بعضعنا إلى بعض، فقرأ علينا سورة (سبّح للّه ما في السّموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) فتلاها من أوّلها إلى آخرها، قال: فتلاها علينا عبد اللّه بن سلامٍ من أوّلها إلى آخرها. قال هلالٌ: فتلاها علينا عطاءٌ من أوّلها إلى آخرها. قال يحيى: فتلاها علينا هلالٌ من أوّلها إلى آخرها. قال الأوزاعيّ: فتلاها علينا يحيى من أوّلها إلى آخرها".
- قال: وثنا منصور بن أبي مزاحمٍ، ثنا يحيى بن جمزة، عن الأوزاعيّ ... فذكره.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/286-287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: (سبح لله ما في السموات) الآيات
أخبرني أبو عبدالله الحاكم بقراءتي عليه قال:أنبأنا أبو إسحاق التنوخي أنبأنا أحمد بن أبي طالب أنبأنا أبو المنجى بن المثنى، أنبأنا أبو الوقت السجزي أنبأنا أبو الحسن الداودي أنبأنا أبو محمد السرخسي، أنبأنا أبو عمران السمرقندي، أنبأنا أبو محمد الدارمي في مسنده" أنبأنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيي عن أبي أسلمة عن عبدالله بن سلام قال: فعدنا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أقرب إلى الله تعالى لعلناه. فأنزل الله: (سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم، يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون). قال عبد الله بن سلام: قرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا قال أبو سلمة: قرأها علينا ابن سلام هكذا قال يحيي: وقرأها علينا أبو سلمة. قال الأوزاعي فقرأها علينا يحيي . قال محمد بن كثير: فقرأها علينا الأوزاعي قال الدارمي: فقرأها علينا محمد بن كثير قال السمرقندي: فقرأها علينا الدارمي قال السرخسي: فقرأها علينا السمرقندي قال الداودي: فقرأها علينا السرخسي قال أبو الوقت فقرأها علينا الداودي قال أبو المنجى:فقرأها علينا أحمد بن أبي طالب . قال أبو عبدالله الحاكم: فقرأها علينا التنوخي . قلت: فقرأها علينا أبو عبدالله الحاكم هذا حديث صحيح عال وأخرجه الترمذي عن الدارمي فوافقنا يعلو درجتين.
وأخرج أحمد، وابن أبي حاتم، وابن حيان والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين –، وابن مردويه). [الدر المنثور: 14/440-441]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون: لوددنا أن الله دلنا على أحب الأعمال فنفعل به فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إيمان بالله لا شك فيه . وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الايمان ولم يقروا به. فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم أمره، فقال الله: (يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) ). [الدر المنثور: 14/441]