نزول قول الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَقالَتِ اليَهودُ لَيسَتِ النَصارى عَلى شيءٍ ...} الآية
نزلت في يهود أهل المدينة ونصارى أهل نجران؛ وذلك أن وفد نجران لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم أحبار اليهود فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم، فقالت اليهود: ما أنتم على شيء من الدين وكفروا بعيسى والإنجيل، وقالت لهم النصارى: ما أنتم على شيء من الدين وكفروا بموسى والتوراة؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 33]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى{ وقالت اليهود ليست النصارى على شيء}الآية.
قال الواحدي: نزلت في يهود أهل المدينة ونصارى أهل نجران، وذلك أن وفد نجران لما قدموا على رسول الله أتاهم أحبار اليهود فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم فقالت اليهود: ما أنتم على شيء من الدين وكفروا بعيسى والإنجيل، وقالت لهم النصارى: ما أنتم على شيء من الدين وكفروا بموسى والتوراة فأنزل الله هذه الآية.
قلت: وذكر ابن إسحاق في المغازي من رواية يونس بن بكير عنه حدثني محمد بن أبي محمد بالإسناد المذكور آنفا إلى ابن عباس قال لما قدم أهل نجران من النصارى المدينة أتتهم أحبار اليهود فتنازعوا عند رسول الله فقال رافع بن حريملة للنصارى ما أنتم على شيء وكفر بعيسى والإنجيل وقال له رجل من أهل نجران ما أنتم على شيء وجحد نبوة موسى وكفر بالتوراة فنزلت في ذلك من قولهما {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء..} الآية.
وأخرج الطبري من طريق الربيع بن أنس قال: نزلت في أهل الكتاب الذين كانوا في عهد رسول الله.). [العجاب في بيان الأسباب: 1/357-358]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم}الآية
أخرج الطبري من طريق سنيد عن حجاج عن ابن جريج: (قلت لعطاء من هؤلاء الذين لا يعلمون؟ قال: أمم كانت قبل اليهود والنصارى). وهكذا أخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن حجاج لم يزد ونقله الثعلبي، وزاد فيه "مثل قوم نوح وهود وصالح ونحوهم قالوا في نبيهم: إنه ليس على شيء وإن الدين ديننا". انتهى. وأظن هذه الزيادة مدرجة من كلام غير عطاء.
وللطبري من طريق أسباط عن السدي هم العرب ومن طريق الربيع بن أنس قال: هم النصارى لأن اليهود كانوا قبلهم.). [العجاب في بيان الأسباب: 1/358-359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}
أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: (لما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتتهم أحبار يهود فتنازعوا، فقال رافع بن حريملة: ما أنتم على شيء، وكفر بعيسى والإنجيل، فقال رجل من أهل نجران لليهود: ما أنتم على شيء، وجحد نبوة موسى وكفر بالتوراة، فأنزل الله في ذلك:{وقالت اليهود ليست النصارى على شيء} الآية) ). [لباب النقول: 22]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين